وصل ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان إلى العاصمة الأمريكية واشنطن في 20 مارس الجاري، حيث إلتقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وكان محمد بن سلمان قد زار خلال العام الماضي البيت الأبيض ممثلا عن الديوان الملكي وهو لايزال وليا لولي العهد. وبعد مرور عام عن هذه الزيارة، بات محمد بن سلمان نجما سياسيا جديدا، جلب معه سلسلة من الإصلاحات إلى السعودية. فما الجديد في زيارته الثانية إلى واشنطن، وماذا سيناقش مع ترامب؟
مشاريع التعاون
يلتقي ولي العهد السعودي هذه المرة في واشنطن ترامب للمرة الثالثة، بعدما إلتقاه للمرة الثانية خلال زيارة الأخير إلى السعودية في مايو من العام الماضي. وقد علقت صحيفة "الواشنطن بوست" على زيارة محمد بن سلمان قائلة، بأن "الرجلان ينتظران أن يحصل كل منهما على شيء ما من الآخر".
في هذا الصدد، كشف مسؤول أمريكي رفيع المستوى، بأن ترامب يأمل من خلال زيارة محمد بن سلمان في أن يحصل من المملكة العربية السعودية على إستثمارات بعشرات ملايين الدولارات، لمساعدة أمريكا على خلق المزيد من الوظائف. من جهة أخرى، يأمل ترامب في أن تقلّل السعودية تعاونها مع روسيا، وتدفع الوضع في اليمن نحو طريق المفاوضات السياسية، إضافة إلى تهدئة التوتر في العلاقات مع دولة قطر.
أما بالنسبة لمحمد بن سلمان، فيأمل أن تقدم الولايات المتحدة المزيد من الإستثمارات وفرص العمل، إلى جانب تقديم الدعم في مجالي التعليم والتكنولوجيا، لمساعدة السعودية على تحقيق "رؤية 2030". ماسيساعد المملكة على تقليل الإعتماد على النفط، وتنويع مصادر الإقتصاد. كما تأمل السعودية في تطوير الطاقة النووية، كجزء من تصورها لرؤية 2030. لذا، من المتوقع أن يطلب محمد بن سلمان من الجانب الأمريكي تقديم الدعم التكنولوجي في هذا المجال والسماح للمملكة بممارسة أنشطة اليورانيوم.
ويتوقع محللون بأن تقوم المملكة العربية السعودية بإنشاء 16 مفاعلا نوويا خلال الـ 20 سنة القادمة، بقيمة تناهز 98 مليار دولار.
وذكرت تقارير بأن ولي العهد السعودي سيلتقي في واشنطن بمسؤولين أمنيين أمريكيين رفيعي المستوى، إضافة إلى شخصيات من الحزبيْن. وقبل عودته إلى بلاده في 8 أبريل القادم، سيقوم بجولة عمل في بوسطن، ونيويورك والسيليكون فالي، ولوس أنجلوس وهيوستن.
خلافات
قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أثناء المؤتمر الصحفي الذي عقده في 19 مارس الجاري بالعاصمة واشنطن، بأن العلاقات السعودية الأمريكية قد ارتقت إلى مستوى غير مسبوق. لكن في الوقت الحالي، لايمكن الجزم بقدرة المفاوضات بين الجانبين على تحقيق تقدم فعلي. ويشير بعض المحللين إلى وجود عدة تباينات في وجهات النظر بين ترامب ومحمد بن سلمان.
أولا، يحقق التعاون في المجالات الإقتصادية التي يأملها الجانبين تقدما بطيئا.
ثانيا، مازالت دولة قطر تمثل عقبة كبيرة في العلاقات بين الجانبين: تحتوي قطر على أهم نقطة إرتكاز عسكرية أمريكية في منطقة الخليج. كما أن مختلف أطراف الأزمة القطرية هم حلفاء هامين للولايات المتحدة، لذلك فإن تضرر العلاقات بين هذه الدول لايخدم المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط. وعلى هذا الأساس، يأمل الجانب الأمريكي من السعودية معالجة هذه الأزمة في أقرب وقت ممكن. لكن ذلك يصطدم بمعارضة سعودية، حيث تأمل السعودية من الجانب الأمريكي ممارسة بعض الضغوط على قطر.
ثالثا، قلق أمريكي من العلاقات السعودية الروسية: زار كل من محمد بن سلمان وأباه سلمان خلال العام الماضي روسيا، في إطار خطوة تستهدف تنويع العلاقات الدبلوماسية السعودية. في حين ترى إدارة ترامب بأن روسيا قد "تعمل على إفساد العلاقات الأمريكية السعودية."
من جهة أخرى، تسعى الولايات المتحدة الأمريكية لإعادة ترتيب موقفها من الحرب في اليمن. في الوقت الذي تقود فيه السعودية تحالفا عسكريا ضد الحوثيين، وتقدم أمريكا السلاح والمعلومات الإستخباراتية للجانب السعودي. لكن عددا من المنتقدين يحثون ترامب على دفع السعودية للبحث عن مخرج سياسي للأزمة اليمنية.