ريو دي جانيرو 25 مارس 2018 /إن إنشاء ميناء جديد في ساو لويس عاصمة ولاية مارانهاو شمال شرقي البرازيل يمنح كل من المسؤولين المحليين والشركات الصينية شيئا يدعو إلى التشجيع.
فقد وضع حفل أقيم في الأسبوع الماضي حجر الأساس لإنشاء الميناء المتوقع أن يعزز التجارة بين البرازيل والصين. وحضر الحفل مسؤولون وممثلون عن الشركات المسؤولة عن المشروع : وهي الشركة الصينية لإنشاءات النقل والمواصلات ومجموعتي "دبليو بي آر" و"ليون كابيتال" البرازيليتين.
ولتحفيز الأعمال الزراعية، من المتوقع أن يضخ المشروع حياة جديدة في ساو لويس، أحد أكثر مراكز النقل الصناعية ازدحاما في البرازيل.
ولنضرب مثالا على ذلك بمجموعة "خه رون"، المتخصصة في تخزين السلع الزراعية ونقلها. فـ"خه رون" التي تعمل في البرازيل منذ عام 2003 انضمت للمشروع في مراحله الأولى. وبمجرد اكتمال المشروع ، ستقوم الشركة بشراء الحبوب بشكل مباشر من المنتجين وشحن المنتجات إلى الصين.
وقال يوي سونغ بو رئيس مجموعة "خه رون" إن الشركة لديها أربع سفن شحن جاهزة وقادرة على حمل 180 ألف طن من الحبوب، وهي القدرة القصوى لميناء ساو لويس.
و"عند اكتمال ميناء ساو لويس، سيكون هناك جسر جديد بين البرازيل والصين. وستخفض سفننا التي تصل حمولتها إلى 180 ألف طن من تكلفة النقل بصورة كبيرة، وهو ما سيعود بأرباح أعلى على المزارعين البرازيليين وسيسهم في خفص التكاليف بالنسبة للمستهلكين الصينيين"، حسبما ذكر يوي.
ورغم عدم وجود مقر للشركة في البرازيل حتى الآن، إلا أنها تقوم بالفعل بأعمال تجارية تتداول فيها حوالي ثلاثة ملايين طن من فول الصويا سنويا.
هذا وقد أصبحت الصين أكبر شريك تجاري للبرازيل منذ عام 2009. ويعد فول الصويا أحد المنتجات الرئيسية التي تصدرها البرازيل إلى الصين.
وفي العام الماضي، استوردت الصين قرابة 51 مليون طن من الحبوب، وهو أكثر بواقع 33.3 في المائة منه في عام 2016. ومن المتوقع أن يتجاوز هذا الرقم 100 مليون طن في عام 2018.
وتعد بلدان أخرى في أمريكا اللاتينية من المنتجين الرئيسيين للحبوب، ويمكن أن تكون البرازيل بمثابة نقطة شحن بالنسبة لهم أيضا.
وصرح يوي لـ((شينخوا)) بأن "مجموعة خه رون تحلل الشؤون اللوجستية والأعمال الزراعية في البرازيل منذ عدة سنوات".
وأضاف قائلا "مند عام 2003، ونحن ندعم التبادلات مع المزارعين المحليين والشركات الزراعية البرازيلية، وفي إطار هذه العملية اكتشفنا أن الشركات البرازيلية تتمتع بإمكانات تنموية كبيرة، ولكنها بحاجة إلى أسواق جديدة. لهذا نأمل في أن تنضج اتصالاتنا ونضمن زيادة في الأرباح بأكثر الطرق فعالية للجميع".
تعمل مجموعة "خه رون"، التي تأسست عام 1979، في صناعات معالجة الحبوب والزيوت فضلا عن اللوجستيات مع التركيز على الحبوب بما في ذلك إدارة الحبوب في الميناء والشحن إلى أسواق أجنبية. وفي عام 2017، احتلت المرتبة الـ113 بين أكبر 500 شركة خاصة في الصين.
وإن المشاركة في مشروع ميناء ساو لويس مع الشركة الصينية لإنشاءات النقل والمواصلات يمثل المرة الأولى التي تتعاون فيها مجموعة "خه رون" مع شركة صينية حكومية. وترى مجموعة "خه رون" آفاقا مستقبلية جيدة عقب الانتهاء من إنشاء الميناء.
إن هذا المشروع الذي تصل تكلفته إلى 800 مليون ريال (241 مليون دولار أمريكي) سيمثل عند اكتماله أهم ميناء برازيلي بالقرب من قناة بنما، وسيتضمن ستة أرصفة، أربعة منها في المرحلة الأولى من البناء بالفعل.
ومن المتوقع تشغيل الميناء في غضون أربع سنوات بقدرة سنوية تصل إلى 10 ملايين طن ، سبعة ملايين منها للحبوب.
وقد أكد فلافيو دينو حاكم ولاية مارانهاو أن الولاية لديها إمكانات كبيرة في مجال الزراعة فيما وراء فول الصويا والذرة والقطن.
ففي الوقت الحاضر، يتم نقل معظم المنتجات الزراعية من البرازيل عبر الطرق السريعة إلى الموانيء في الأجزاء الجنوبية الشرقية والجنوبية من البلاد. ثم يتم تحميلها على متن سفن تسافر بطول السواحل الشرقية والشمالية لأمريكا الجنوبية حتى تصل إلى قناة بنما. وتستغرق الرحلة عادة أكثر من 10 أيام.
وتعمل عديد الشركات الصناعية الصينية العملاقة بالفعل في البرازيل مثل شركة "كوفكو إنترناشونال" الحكومية الصينية. كما وضعت شركات صينية خاصة كبرى البرازيل نصب عينيها، وتعد مجموعة "داكانغ" الزراعية واحدة منها.
وتقول مجموعة "خه رون" إن إنشاء هذا الميناء البرازيلي يعد الخطوة الأولي لتعزيز البنى التحتية في أمريكيا اللاتينية ودفع التجارة بين المنطقتين.
وتضيف أن "أمريكا اللاتينية لديها موارد ساحلية ثرية وظروف مائية ممتازة وعدد أقل من الكوارث الطبيعية، ما يساعد في تطوير منتجات الزيوت والصناعات اللوجستية".
وذكر يوي "إنها خيار ممتاز لتنمية صناعة اللوجستيات والمعالجة الخاصة بالزيوت والحبوب لدى مجموعة خه رون. ولا تقل البرازيل وجارتاها الأرجنتين وأوروغواي أهمية عن شيلي وبيرو وذلك من بين دول أخرى".