دمشق 2 مارس 2018 / القت الطائرات المروحية التابعة للجيش السوري اليوم (الجمعة) منشورات على الغوطة الشرقية التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة المسلحة لتشجيع المدنيين المحتجزين في الغوطة على المغادرة والوصول إلى الممر الإنساني الآمن الذي حددته روسيا، وإلقاء أسلحتهم.
ونقل الاعلام الرسمي السوري عن مصدر عسكري سوري قوله إن " المنشورات التي القتها الطائرات المروحية السورية تضمنت الإجراءات التي يجب على المدنيين اتباعها للوصول بشكل آمن إلى الممر المحدد لخروج المدنيين باتجاه مخيم الوافدين تمهيدا لنقلهم إلى مقر الإقامة المؤقتة في الدوير بريف دمشق ".
وأوضح المصدر أن مروحيات الجيش ترمي المنشورات بشكل يومي فوق جميع قرى وبلدات الغوطة لضمان وصولها إلى جميع المواطنين.
كما تشمل المنشورات أيضا خرائط صغيرة تظهر مخارج آمنة للناس من الغوطة الشرقية مع تعليمات حول كيفية المغادرة، في حين تحث منشورات أخرى المسلحين على إلقاء أسلحتهم والاستفادة من العفو الرئاسي لمن يسلم نفسه.
ويأتي ذلك مع انقضاء الهدنة الإنسانية المدعومة من روسيا في الغوطة الشرقية لليوم الرابع دون تحقيق الهدف المنشود منها وهو إجلاء المدنيين من الغوطة الشرقية.
وقالت وسائل الإعلام الحكومية في سوريا إن التنظيمات المسلحة ما يزالون يحتجزون المدنيين في داخل الغوطة الشرقية، متهمة المسلحين في الغوطة الشرقية بمنع السكان من المغادرة.
وغير ان الهلال الاحمر العربي السوري قال إنه تمكن من اجلاء باكستانيين اثنين هما رجل وزوجته من الغوطة الشرقية يوم (الأربعاء) الماضي بالتنسيق مع الجهات المعنية السورية ، بحسب ما ذكر مصدر عسكري سوري لوكالة أنباء (شينخوا) بدمشق.
إلى ذلك، أفادت الانباء بأن مركز المصالحة الروسى فى سوريا قال اليوم (الجمعة) إن أطفالا نجحوا في مغادرة الغوطة الشرقية بعد منتصف ليلة الجمعة من خلال الممر الانسانى المعين فى منطقة مخيم الوافدين شمال شرقي دمشق.
وقال المركز إن الجنود السوريين قاموا بتأمين حركة الاطفال وغطوا عملية اخلائهم حيث قام المتمردون بإطلاق النار عليهم أثناء مغادرته.
واضاف ان الاطفال يحصلون على مساعدة نفسية.
يشار إلى أن مجلس الامن الدولى تبنى القرار رقم 2401 فى 24 فبراير الذي يطالب جميع الاطراف في سوريا بوقف العمليات العسكرية فورا لمدة 30 يوميا، مع ادخال مساعدات انسانية إلى غوطة دمشق.
وبعد يومين، طالب الروس بتنفيذ هدنة إنسانية يومية لمدة خمس ساعات في الغوطة الشرقية على وجه التحديد.
لكن كل تلك المبادرات قللت بشكل طفيف من عدد قذائف الهاون التي قام بها المسلحون على العاصمة والغارات الجوية السورية وقصف الغوطة الشرقية.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إنه لم يقتل اي مدني اليوم الجمعة بسبب القصف في الغوطة الشرقية .
وما يزال الناس في دمشق يفضلون البقاء في الداخل، ولا سيما في أحياء شرق دمشق القريبة من الغوطة الشرقية.
ومع تحسن طفيف، قرر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إجراء مناقشة عاجلة حول الوضع في الغوطة الشرقية في سوريا يوم الجمعة.
وكان الجيش السوري اعلن في وقت سابق من يوم الخميس انه حصل على "معلومات مؤكدة" مفادها ان المسلحين في الغوطة الشرقية يعتزمون استخدام اسلحة كيميائية ضد الجيش السوري .
وقالت القيادة العامة للجيش السوري في بيان مقتضب ان "المجموعات الارهابية في الغوطة الشرقية تلقت اوامر باستخدام اسلحة كيميائية في تلك المنطقة لاتهام الجيش السوري".
وفي الوقت نفسه جدد الجيش السوري موقفه بأن الحكومة السورية ليس لديها أسلحة كيميائية ولا تخطط للحصول على مثل هذه الأسلحة أو استخدامها على الإطلاق.
وقد اتهم المسلحون في الغوطة الشرقية الجيش السوري باستخدام غاز الكلور في هجماتهم على المنطقة التي يسيطر عليها المسلحون في ريف دمشق الشرقي.
وقد حذرت الدول الغربية مثل الولايات المتحدة وبريطانيا من انها ستستجيب للعمل العسكري اذا ثبت ان الجيش السورى استخدم اسلحة كيماوية في هجماته في سوريا.
وكانت منظمات الامم المتحدة قد اثارت الانزعاج ازاء الوضع في الغوطة الشرقية حيث يعتقد ان 400 الف شخص محاصرون في المنطقة المترامية الاطراف شرق دمشق.
واندلعت اعمال العنف الاخيرة في شرق دمشق منذ شهرين عندما شنت الجماعات المرتبطة بالقاعدة هجوما على قاعدة عسكرية رئيسية في مدينة حرستا في الغوطة الشرقية مما ادى الى شن هجوم عسكري مضاد في تلك المنطقة.
واقتربت الهجمات في ذلك الوقت من العاصمة دمشق، التي ردت عليها القوات الحكومية السورية بشن غارات جوية استهدفت مواقع المسلحين في الغوطة الشرقية.
ولكن الوضع قد تفاقم بشكل كبير في الأيام الأخيرة، مما خلق أزمة إنسانية جذبت الاهتمام الدولي.
وتساقطت قذائف الهاون من قبل المسلحين على العاصمة دمشق بشكل كبير، حيث إن الحياة في الأحياء الشرقية في دمشق بالقرب من الغوطة الشرقية مشلولة إلى حد كبير.
وفي أواخر 18 فبراير الماضي، جمع الجيش السوري قواته في ضواحي الغوطة الشرقية، وبدأ بقصف بشكل كبير مواقع المسلحين.
وكانت الغوطة الشرقية تشكل تهديدا كبيرا للعاصمة دمشق منذ فترة طويلة، حيث يواصل المسلحون شن هجمات على العاصمة. وتوجد أربع جماعات مسلحة رئيسية في الغوطة الشرقية، بما في ذلك جيش الإسلام وفيلق الرحمن وأحرار الشام وهيئة تحرير الشام، المعروفة باسم جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة.