أقر مجلس الأمن الدولي يوم 24 فبراير الجاري بالإجماع مشروع القرار 2401 المتضمن إعلان هدنة في سورية لمدة 30 يوماً. ووفقا للقرار، بعد وقف الاعمال القتالية في سوريا، ينبغي على جميع الأطراف ضمان سلامة مرور قافلة المساعدات الإنسانية التي تحمل معدات طبية على نحو سلس ومستمر أسبوعيا، خاصة في المناطق المحاصرة والتي يصعب الوصول اليها. وفي الوقت نفسه، دعا القرار الى رفع الحصار عن المناطق الأربعة الواقعة شرق دمشق العاصمة السورية. بيد أن الدول المعنية لا تزال تتهم بعضها البعض وتنقص الثقة المتبادلة، ما زاد إلى حد كبير تحديات وأجواء عدم اليقين المحيطة بتنفيذ القرار.
بناءا على طلب روسيا، تم تغيير مضمون القرار من "تنفيذ فوري "الى "خلال 72 ساعة"، ولا تشمل عمليات عسكرية لمكافحة الجماعات المتطرفة تنظيم " الدولة الاسلامية"، وتنظيم القاعدة وغيرها من المنظمات الارهابية المعتمدة من مجلس الامن.
يعتقد قونغ تشان شي باحث في مركز بحوث الشؤون الدولية التابع لوكالة الانباء الصينية، أن التعديل الروسي على مضمون قرار مجلس الامن خلق نافذة لتنفيذ الحكومة السورية عملياتها العسكرية.
للحكومة السورية تحفظات على قرار وقف إطلاق النار. من جهة، يعتقد بشار الجعفري الممثل الدائم لسوريا لدى الأمم المتحدة، أن "وقف إطلاق النار" يجب أن يغطي منطقة عفرين في شمال سوريا التي قصفتها تركيا، ومنبج التي تسيطر عليها امريكا ومرتفعات الجولان المحتلة. لكن، اكدت نيكي هايلي الممثل الدائم للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، على ضرورة وقف النظام السوري وحلفائه الهجمات على الغوطة الشرقية. من جهة أخرى، قال الجعفري أن مقر العربي السوري في دمشق كان نصيبه عدد قذائف من إرهابيين الغوطة الشرقية. وأضاف " إن أهالي دمشق يعانون بشكل حقيقي من الإرهابيين الموجودين في الغوطة الشرقية"، " إن نداءات 8 ملايين سوري لا تصل إلى الأمانة العامة للأمم المتحدة وإلى صندوق بريد مندوبي بريطانيا وفرنسا،بينما تصلهم نداءات الإرهابيين".
وقال قونغ تشان شي أن " جبهة النصرة" التي تصنها الامم المتحدة على انها منظمة ارهابية موجودة في منطقة الغوطة الشرقية بالقرب من دمشق، وتنفيذ ضربات عسكرية عليها يتماشى مع القانون الدولي، ولكن يجب تجنب التسبب في سقوط الكثير من الضحايا.
أصدرت وزارة الخارجية التركية بيانا في 25 فبراير الجاري ترحب بقرار مجلس الامن، لكنها تؤكد على مواصلة تركيا في محاربة المنظمات الارهابية التي تهدد السلامة الاقليمية لسوريا. ويعتقد قونغ تشان شي أن قرار وقف إطلاق النار الذي يستمر 30 يوما على الاراضي بأكملها سوف يواجه عدم اليقين، إذا ما لم توقف تركيا حملتها العسكرية على “قوة حماية الشعب” الكردية في منطقة عفرين شمال سوريا.