سول 11 فبراير 2018 /كان تسليم كيم يو جونج شقيقة الزعيم الأعلى لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية كيم جونج أون دعوة من شقيقها إلى رئيس كوريا الجنوبية مون جاي إن لزيارة بيونج يانج من أبرز الأحداث التى شهدتها الألعاب الأولمبية الشتوية الـ23 خارج الملاعب الرياضية.
ويمثل ذلك إشارة للانفراج المتزايد فى العلاقات بين الكوريتين بعد قيام الرياضيين من الجانبين بالسير تحت علم واحد في الحفل الافتتاحي وتنافسوا ضد آخرين في فريق مشترك لهوكي جليدي.
وما زالت هناك شكوك حول ما إذا كانت هذه العلاقات الدافئة ستستمر بعد الألعاب الأولمبية أو سيتم عقد قمة تاريخية أخرى بين الكوريتين.
وتعد الألعاب الأولمبية الشتوية في بيونج تشانج هي أول حدث رياضي دولي تستضيفه إدارة مون، والتي وعدت بجعل هذه المناسبة مهرجان للسلام للكوريتين.
ويبذل مون الذي تعهد بالقيام بدور "الوسيط" بين كوريا الديمقراطية والولايات المتحدة جهودا كبيرة للحفاظ على زخم المحادثات الكورية ووضع أساس للحوار المباشر بين واشنطن وبيونج يانج.
ويبرهن إرسال كوريا الديمقراطية لشخصيات هامة للألعاب الأولمبية على استعدادها القوي لتحسين العلاقات مع كوريا الجنوبية وتخفيف حدة التوترات في شبه الجزيرة الكورية.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في شهر يناير خلال عقد بيونج يانج وسول لأول محادثات رفيعة المستوى منذ حوالي عامين، إن الولايات المتحدة " تدعم الرئيس مون بنسبة مائة في المائة."
ومن الواضح ان الوقت قد حان لرؤية ما إذا كان هذا التعهد يتماشى مع الافعال الحقيقية أم مجرد كلام.
أكد نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس قبل ان يغادر إلي بيونج تشانج على فرض "ضغوط قصوى" على بيونج يانج، قائلا إن واشنطن تفكر في فرض عقوبات "أكثر صرامة."
وتجنب بنس خلال وجوده في بيونج تشانج أي تواصل ممكن مع مسؤولين من كوريا الديمقراطية. ووصل في وقت متأخر إلى حفل استقبال قبل الافتتاح استضافه مون وجلس لمدة خمسة دقائق فقط قبل ان يغادر لحضور اجتماعه المقرر مع لاعبين من الولايات المتحدة بدون تصافح مع رئيس وفد كوريا الديمقراطية كيم يونج نام، رئيس هيئة الرئاسة لمجلس الشعب الأعلى لكوريا الديمقراطية.
وإذا كانت الولايات المتحدة جادة بشأن أملها في تحقيق السلام في شبه الجزيرة الكورية، فإنها ستقوم بإلغاء التدريبات العسكرية المشتركة مع كوريا الجنوبية بعد الألعاب الأولمبية الشتوية في بيونج تشانج من أجل الحفاظ على عملية التصالح في شبه الجزيرة.
ومن الناحية الأخرى سيكون من الحكمة بالنسبة لبيونج يانج عدم القيام بالمزيد من الأنشطة النووية والصاروخية لجعل المفاوضات ممكنة.
غير أن عدم تحقيق ذلك سيفسد المناخ الذي تم تحقيقه بصعوبة للمحادثات خلال ألعاب بيونج تشانج الاولمبية الشتوية وسيعود الوضع في شبه الجزيرة الكورية إلى الحلقة المفرغة القديمة وإجراءات الثأر.
وكما أشار مون نفسه، فإن الحوار بين الكوريتين الذي تم التوصل إليه في هذه المرة، بمثابة معجزة. ولكن إذا توقف هذا الحوار بعد نهاية الألعاب الأولمبية، سيكون من الأصعب إذا لم يكن من المستحيل بالنسبة للكوريتين إيجاد فرصة أخرى لإقامة حوار.
وحتى الآن يعد الاختيار الأفضل للجميع هو تعزيز التواصل بين الأطراف المعنية بناء على التقدم الجاري والحفاظ على زخم سليم لجميع أشكال المحادثات والحوار وقبل كل هذا، محاولة جميع الأطراف الحفاظ على هذه الفرصة النادرة.