آلاف يشاركون في مسيرة مناهضة للعنصرية في بلدة إيطالية

شارك آلاف الأشخاص في مسيرة مناهضة للعنصرية في مدينة ماسيراتا يوم السبت بعد أسبوع من قيام متطرف يميني باستهداف مواطنين أفارقة في هجوم ذي دوافع عنصرية.

وشارك ما يقدر بـ 15 ألف متظاهر من جميع أنحاء البلاد -- حوالي 30 ألف بحسب المنظمين -- في مسيرة جابت أسوار البلدة التي يعود تاريخ بنائها إلى العصور الوسطى دون الدخول إلى وسطها.

وكانت ماسيراتا -- وهي بلدة يبلغ عدد سكانها حوالي 41 ألف نسمة في منطقة مارتش بوسط البلاد -- في حالة تأهب قصوى قبل المظاهرة خوفا من اشتباكات محتملة بين متظاهرين ومتعاطفين مع الفاشيين الجدد.

وظلت المدارس مغلقة، والعديد من المتاجر أغلقت قبل بدء المسيرة، في حين توقفت وسائل النقل المحلي لبضع ساعات.

وكان العمدة رومانو كارانسيني قد طلب إلغاء المظاهرة للسماح بتهدئة المجتمع المدني بعد الهجوم الذي وقع يوم السبت الماضي.

بيد أنه بعد ضغط متزايد من عدة شخصيات وجماعات بارزة مناهضة للفاشية، أعطت السلطات الضوء الأخضر، وتم بث المظاهرة مباشرة على الهواء من قبل محطة ((راي نيوز 24)) التلفزيونية الرسمية.

وقالت وكالة أنباء ((أنسا)) إن المتظاهرين كانوا سلميين وساروا يحملون لافتات مناهضة للعنصرية ويرددون هتافات ضد الفاشية.

وقد استقطب التجمع بشكل خاص أشخاصا من جمعيات يسارية وجماعات مناهضة للفاشية ومنظمات غير حكومية وأحزاب سياسية يسارية. كما شارك أيضا العديد من المهاجرين.

وكان التوتر اشتد خلال الأسبوع الماضي، وحذرت السلطات الوطنية من مناخ متزايد من الكراهية بعد إطلاق نار غير مسبوق وقع في 3 فبراير، حينما أُصيب ستة مواطنين أفارقة -- خمسة رجال وامرأة -- بجراح جراء إطلاق نار عشوائي من سيارة متحركة نفذه شخص متعاطف مع اليمين المتطرف يدعى لوكا ترايني، 28 عاما، والذي اعتقل بعد وقت قصير من إطلاق النار.

وتم اعتقال ترايني بعد وقت قصير من الهجوم واعترف بارتكابه. وقالت الشرطة إنه زعم أن فعلته جاءت انتقاما لمقتل شابة إيطالية تبلغ من العمر 18 عاما تدعى باميلا ماستروبيترو، والتي عُثر على جثتها مقطعة الأوصال ومخبأة في عدة حقائب قبل ذلك بيومين.

وأُلقي القبض على طالب لجوء نيجيري في القضية، وهو يقبع حاليا في السجن، ولكن لم توجه إليه تهمة القتل بسبب عدم كفاية الأدلة. كما اعتقلت السلطات في وقت لاحق نيجيريين آخرين، أحدهما تاجر مخدرات، على صلة بالقضية.

وصدم الهجوم الذي وقع يوم 3 فبراير البلاد، التي تشهد بالفعل حملة متوترة بالنظر إلى الانتخابات العامة التي من المزمع عقدها في 4 مارس القادم.

وكانت قضية الهجرة هي القضية الرئيسية في النقاش العام، نظرا لدخول حوالي 630 ألف مهاجر وملتمس لجوء إلى إيطاليا من البحر الأبيض المتوسط -- معظمهم في مسعى للوصول إلى بلدان أوروبية أخرى -- منذ عام 2014.

وارتكزت أحزاب اليمين المتطرف واليمين الوسط في الحملة على رسائل قوية مناهضة للمهاجرين، وهي حاليا تحاول استغلال حادثة الموت البشع للشابة الإيطالية.

وفي يوم الخميس، حاول نحو 40 من أنصار حزب "فورزا نوفا" اليميني المتطرف عقد تجمع مناهض للهجرة في ماسيراتا، في تحد لحظر فرضه قائد الشرطة. واشتبكوا مع شرطة مكافحة الشغب، وتم إيقافهم قبل الوصول إلى ساحة البلدة الرئيسية.