قبل أسبوع على حلول عيد الربيع الصيني، تذوقت مدينة أنسخديه التي يقطنها 100 ألف مواطن وتقع شرقي هولندا طعم طاقة وبهجة عام الكلب بفضل إقامة الطلبة الصينيين لاحتفالية متألقة نابضة بالحيوية هناك.
"نحن فخورون جدا بمجئ طلبة صينيين من أنحاء هولندا إلى مدينتنا الجميلة" هكذا قال إلكو إيرنبرغ نائب عمدة أنسخديه عند استقباله قرابة ألف طالب صيني وضيوف احتفاليتهم الذين ملئوا القاعة الموسيقية بالمدينة.
تعد أنسخديه رابع مدينة هولندية تدعم احتفالية "منتدى المواهب وعيد الربيع" للطلبة الصينيين. ويعتبر الطلبة الصينيون هذا الحدث بمثابة منصة للتواصل بين الصين وهولندا. وكانت الاحتفالات السابقة، لعام الخروف (2015) والقرد (2016) والديك (2017)، قد أقيمت في روتردام ودلفت وواجينينجن.
وذكر نائب عمدة أنسخديه "إنني فخور بكم. أنتم شجعان، وأذكياء، لقد استطعتم تخطى جميع الحواجز والحدود ومواجهة التحديات للدراسة في الخارج. وهذا يتطابق تطابقا كاملا مع مدينتنا"، مضيفا "لأن أنسخديه مدينة ذكية حيث أنها تتيح العديد من الفرص لتطوير تكنولوجيات ذكية واختبارها".
وفي أنسخديه تقع أيضا جامعة توينتي، وهي واحدة من الجامعات التقنية الثلاث في هولندا إلى جانب جامعة دلفت للتكنولوجيا وجامعة آيندهوفن للتكنولوجيا.
ومن جانبه، قال ثوم بالسترا رئيس جامعة توينتي للطلبة الصينيين إن الصين أصبحت شريكا هاما لجامعته. "نحن جامعة تستقبل الطلبة بترحاب كبير ونتمنى أن تشعروا بأنكم موضع ترحيب هنا".
ويتواصل المعهد الدولي لعلم المعلومات الجغرافية ورصد الأرض بجامعة توينتي بنشاط مع الصين منذ عقود. وتذخر الجامعة الآن بحوالي 120 صيني من أعضاء هيئة التدريس، معظم من طلبة الدكتوراه، والمئات من طلبة البكالوريوس والماجستير الصينيين.
وقد احتفل رؤساء ست جامعات هولندية أخرى وهي واجينينجن وإيراسموس روتردام وماسترخت وتيلبورغ ورادبوت بعيد الربيع مع الطلبة الصينيين عبر رسائل الموجهة بالفيديو.
وذكر الدكتور كريستيل بايل رئيس المجلس التنفيذي لجامعة إيراسموس أن "هولندا والصين تربطهما علاقات قوية، ليس في مجالات الأعمال التجارية والاقتصاد والعلوم والتكنولوجيا فحسب، وإنما أيضا في قطاع التعليم العالي... ونؤمن إيمانا راسخا بأن التعاون الأكاديمي يعد جسرا لتحقيق مزيد من التقدم في مجال البحوث والتعليم. وأنتم، الباحثون والطلبة الصينيون في هولندا، تمثلون السبيل لكل هذا".
وقبل أن يقدم الطلبة عروضهم التي استمرت ثلاث ساعات وتضمنت الأغاني والرقص وموسيقي كورال، تحدثت ماو شياو - الحائزة على منحة دروس لعام 2017 للدراسات العليا بجامعة أوكسفورد - عن خبراتهما وشغفها إلى القيام بدراسات في تخصص العدالة الجنائية الدولية. وهي تدرس الآن في جامعة أمستردام.
تجدر الإشارة إلى أن هناك حوالي 10 آلاف طالب صيني يدرسون حاليا في هولندا. وتعد هولندا موطنا لأحد أقدم أنظمة التعليم العالي في العالم. أما الترتيب الأكاديمي للجامعات العالمية لعام 2018 فقد اشتمل على 13 جامعة هولندية، وجميعها مصنف ضمن أفضل 400 جامعة في العالم.