بروكسل 18 يناير 2018 /قال السفير تشانغ مينغ رئيس البعثة الصينية لدى الاتحاد الأوروبي في مقابلة ان عام السياحة القادم بين الصين والاتحاد الاوروبى سيعزز ليس فقط الصناعة ولكن أيضا التفاهم المتبادل والعلاقات الشاملة بين الجانبين.
يذكر ان عام السياحة، الذي أعلن بشكل مشترك من قبل الصين والاتحاد الأوروبي، سيشهد الإطلاق الرسمي يوم الجمعة في فينيسيا الايطالية.
الصناعة تكتسب قوة دافعة
وذكر تشانغ ان أوروبا ثالث أكبر وجهة يتوجه اليها المواطنون الصينيون الذين يسافرون الى الخارج، وذلك نقلا عن الاحصاءات التي ذكرت ان عدد المواطنين الصينيين الذين زاروا دول الاتحاد الاوروبي في 2016 3.5 مليون تقريبا، ما حقق 11.49 مليار دولار أمريكي لاوروبا. وفي الوقت نفسه، فان عدد مواطني الاتحاد الاوروبى الذين زاروا الصين كان أكثر من 3.1 مليون وحققوا ما يقدر بـ 14.17 مليار دولار امريكي للصين.
وقال تشانغ ان السياحة لا تزال تكتسب قوة دافعة. وان ما هو أكثر تأثيرا هو ان عدد المواطنين الصينيين الذين يسافرون الى اوروبا ارتفع بشكل سريع فى السنوات الاخيرة وزاد بنسبة 65 بالمئة في النصف الأول من 2017."
تجدر الاشارة إلى ان قوة الدفع لا تنعكس ببساطة في العدد ولكن أيضا في الابعاد. و ان السائحين الصينيين لا يتمسكوا فحسب بالجهات الكلاسيكية مثل ايطاليا و فرنسا ولكن ايضا يتوجهون الى الاسواق الصاعدة فى وسط وشرق اوروبا. وعلى سبيل المثال بمساعدة مسلسلات التليفزيون، فان عدد السائحين الصينيين في كرواتيا زاد عشرة أضعاف العام الماضي."
وبما ان الصناعة تضم الكثير من الاعمال التجارية، فان السياحة تلعب دورا فريدا في تعزيز النمو وزيادة التشغيل وتعزيز الاستهلاك، وفقا لما قال.
تقارب الشعوب أكثر
وفي نظر الدبلوماسي الصيني الكبير، فان عام السياحة ليس مناسبة فقط لتدعيم الصناعة ولكن ايضا فرصة لتعزيز التفاهم المتبادل والتعارف بين الشعوب.
وأضاف تشانغ "تحقيق رحلة جيدة لا يتعلق فقط بالمناظر الخلابة والاطعمة والهدايا ولكن أيضا يتعلق باستكشاف عالم جديد يمتلك عادات وثقافة مختلفة ونمط حياة وتفكير مختلف. وان هذه الخبرات تعد جيدة لكل من المسافرين والعلاقات بين جميع الدول."
وقال السفير إن مفتاح تحقيق علاقات قوية بين الصين والاتحاد الأوروبي يكمن فى التقارب بين المواطنين، وعلى ذلك، فان السياحة، في حين تقديم قوة دفع جديدة للنمو الاقتصادي والتشغيل، من المتوقع أيضا ان تقرب أكثر بين قلوب الشعوب.
واضاف السفير "في الوقت الذي تتقارب فيه الشعوب، فان أساس العلاقات بين الصين والاتحاد الاوروبي سيصبح أكثر صلابة."
وأشار السفير بقوله إلى ان الصين والاتحاد الاوروبي سيعملان سويا لتعزيز مثل هذه التبادلات الشعبية، بما فى ذلك السياحة .
واكد ان دعم حرية الحركة والانتقال صنف من "المنصات الخمس الكبرى" للتعاون بين الصين والاتحاد الاوروبي، ويتحدث الجانبان عن فرص أفضل للحصول على تأشيرات.
فرص كبيرة للعلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي
تجدر الاشارة إلى ان عام 2018 يوافق الذكرى الـ 15 لاقامة شراكة استراتيجية شاملة بين الصين والاتحاد الاوروبي.
وأعرب الدبلوماسي الصيني عن ايمانه بان جعل هذا العام عاما للسياحة سيعزز العلاقات بين الصين والاتحاد الاوروبي في كل المجالات.
واختيرت مدينة فينيسيا الايطالية لاطلاق العام السياحي، ما يعني الكثير.
وقال الدبلوماسي الصيني إن مدينة البحيرات الشهيرة العالمية التى تقع فى البحر الادرياتيكي كانت مركزا كبيرا للتجارة والشحن في أوروبا عبر التاريخ وأكثر أهمية ممرها كبوابة لطريق الحرير القديم. انها مدينة اوروبية يحبها السائحون الصينيون ويعلمونها جيدا.
واضاف تشانغ "مراسم الافتتاح في فينيسيا يمكن ان تحقق اتصالا ملحميا عبر الزمان والمكان بين الحضارتين القديمتين."
ومتحدثا عن التطور الاخير للعلاقات بين الصين والاتحاد الاوروبي، قال الدبلوماسي الصيني الكبير إن العلاقات بين الصين والاتحاد الاوروبي وصلت إلى اتساع وعمق بشكل غير مسبوق.
وأكد تشانغ "اعتقد بشدة بان جوهر العلاقات بين الصين والاتحاد الاوروبي ايجابي وفرص تنميتها كبيرة. وان الصين تولي أهمية عظمى للعلاقات وتدعم بقوة التكامل الاوروبي. وان الصين تأمل في ان يحقق التعاون الاعمق بين الطرفين المزيد من المنافع العميلة للشعوب والمزيد من الاستقرار للمجتمع الدولي."
وعلى صعيد تدعيم نمط جديد من العلاقات الدولية وبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية، فان الصين والاتحاد الأوروبي بمقدورهما تحقيق شراكة أوثق، وفقا لما قال.