غزة 31 ديسمبر 2017 /دفع تشديد إسرائيل قيود حصار قطاع غزة واستمرار تعثر إعادة إعماره بأن يكون العام المنقضي "الأسوأ اقتصاديا" على القطاع، بحسب ما جاء اليوم (الأحد) في تقرير اقتصادي أصدرته غرفة تجارة وصناعة غزة.
وذكر التقرير الذي تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه، أن إسرائيل "استمرت خلال عام 2017 بإتباع سياساتها وإجراءاتها العقابية بحق قطاع غزة عبر إضافة العديد من السلع والبضائع إلى قوائم الممنوع دخولها إليه".
وأفاد أن إسرائيل لا تزال تمنع دخول العديد من السلع والبضائع والمواد الخام والمعدات والآليات والماكينات وقطع الغيار إلى قطاع غزة، فيما تقيد دخول مواد البناء.
وأوضح أن السلطات الإسرائيلية اعتقلت واحتجزت العشرات من التجار ورجال الأعمال لدى تنقلهم عبر حاجز (بيت حانون/إيرز) مع قطاع غزة، فيما تجاوز عدد التجار ورجال الأعمال الممنوعين والمسحوب تصاريحهم 3 آلاف شخص.
وتفرض إسرائيل حصارا مشددا على قطاع غزة، الذي يقطنه ما يزيد عن مليوني فلسطيني منذ منتصف عام 2007 على أثر سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على الأوضاع فيه بالقوة.
وشهد عام 2017 ارتفاعا غير مسبوق في معدلات البطالة، إذ بلغت 46.6 بالمائة في الربع الثالث من العام المنقضي، بحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.
ويقول البنك الدولي إن معدلات البطالة في قطاع غزة تعتبر الأعلى عالميا من حيث الكثافة السكانية.
ونبه التقرير إلى استمرار تعثر إعادة إعمار قطاع غزة عقب الهجوم الإسرائيلي الأخير عليه منتصف عام 2007 بسبب استمرار الحصار الإسرائيلي و"عقم" آلية دخول مواد البناء عبر آلية الأمم المتحدة.
وأوضح أن كمية ما تم إدخاله من مادة الأسمنت للقطاع الخاص لإعادة إعمار قطاع غزة منذ انتهاء الهجوم الإسرائيلي حتى الآن لا تتجاوز مليوني طن، وهي لا تمثل سوى 30 بالمائة من احتياج قطاع غزة للأسمنت خلال نفس الفترة.
وتابع أن قطاع غزة يحتاج إلى 6 ملايين طن خلال نفس الفترة لتلبية الاحتياجات الطبيعية فقط، فيما لا تزال هناك حاجة إلى 38 بالمائة من الأسمنت لحالات إعادة إعمار المساكن التي استهدفت خلال الهجوم الإسرائيلي.
وانعكس ذلك، بحسب التقرير، بشكل واضح على ما تم إنجازه على صعيد إعادة إعمار الوحدات السكنية بحيث أن ما تم إنجازه في الوحدات السكنية المدمرة كليا إعادة بناء 5 آلاف و755 وحدة سكنية من أصل 11000 وحدة سكنية دمرت كليا.
وبلغ عدد الوحدات السكنية التي في مرحلة البناء 818، والوحدات السكنية التي يتوفر لها تمويل لإعادة إعمارها 602، والوحدات السكنية التي لا يتوفر لها تمويل لإعادة إعمارها 3 آلاف و825 وحدة سكنية.
وقدر التقرير عدد الذين ما زالوا نازحين وبدون مأوى جراء الهجوم الإسرائيلي الأخير بحوالي أكثر من 4 آلاف و500 أسرة، فيما لا تزال هناك فجوة في التمويل لحوالي 3800 وحدة دمرت كليا وأكثر من 56 ألف وحدة متضررة بشكل جزئي.
وأشار إلى أن المبالغ التي تم تخصيصها لإعادة إعمار القطاع الاقتصادي في غزة لم تتجاوز حتى الآن 25 مليون دولار فقط بما لا يتجاوز 16.5 بالمائة من إجمالي أضرار القطاع الاقتصادي.
يذكر أن عدد المنشآت الاقتصادية التي تم استهدافها في الهجوم الإسرائيلي في كافة القطاعات بلغ 5153 منشأه اقتصادية بحجم أضرار يزيد عن 152 مليون دولار.
كما رصد التقرير إغلاق السلطات الإسرائيلية معبر (كرم ابو سالم/كيرم شالوم) وهو المنفذ التجاري الوحيد مع قطاع غزة 112 يوما خلال عام 2017 بما يمثل 30 بالمائة من عدد أيام العام.
وعليه أكد التقرير أن قطاع غزة مع نهاية عام 2017 "دخل في مرحلة الانهيار الاقتصادي، وأصبح نموذجا لأكبر سجن في العالم" في ظل النقص الشديد في الخدمات الأساسية لسكانه.
وطالب التقرير المؤسسات والمنظمات الدولية بالضغط الفعلي على إسرائيل لإنهاء حصارها لقطاع غزة وفتح كافة المعابر التجارية وإدخال كافة احتياجات القطاع من السلع والبضائع وعلى رأسها مواد البناء دون قيود وشروط.