قال الرئيس الهندي رام ناث كوفيند إن بلاده ترغب في مواصلة تعزيز التفاهم والثقة المتبادلين وتوسيع التعاون مع الصين من أجل دفع الشراكة التعاونية الإستراتيجية بين البلدين قدما.
وأدلى الرئيس الهندي بهذه التصريحات يوم الاثنين أثناء اجتماعه مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي، الذي وصل إلى هنا لحضور الاجتماع الثلاثي الـ 15 لوزراء خارجية الصين وروسيا والهند.
وخلال الاجتماع، قال كوفيند إن الهند والصين، كدولتين متجاورتين، تتمتعان بتاريخ طويل من الصداقة، وأن التعاون بين الجانبين لا يصب فقط في مصلحة البلدين، وإنما يفضي أيضا إلى السلام والاستقرار والتنمية في المنطقة والعالم بأسره.
من جانبه، قال وانغ إن الصين والهند، وهما من الحضارات القديمة والاقتصادات الناشئة، على حد سواء تمران بفترة حاسمة من أجل التنمية والنهضة الوطنية، وكلاهما تدعمان التعددية وتكرسان جهودهما لإضفاء الطابع الديمقراطي على العلاقات الدولية.
وأشار وانغ إلى أن الصين والهند تشتركان في مجموعة واسعة من المصالح والمواقف المشتركة ولديهما إمكانات كبيرة للتعاون، بالتالي يجدر بالجانبين الالتزام بالتواصل لإزالة أي ارتياب إستراتيجي وتوطيد التفاهم والدعم المتبادلين لتجنب الشك المتبادل.
وأضاف وزير الخارجية الصيني إن بلاده ترغب في مواصلة تعميق التعاون مع الهند في كافة القطاعات لدفع التنمية المشتركة والازدهار في البلدين قدما.
وفي يوم الاثنين أيضا، التقى وانغ بوزيرة الشؤون الخارجية الهندية سوشما سواراج.
وقال وانغ إنه بفضل جهود الجانبين، فإن تنمية العلاقات بين الصين والهند في عام 2017 حافظت على قوة دفعها ولكنها ليست مرضية.
وأفاد وانغ أن العلاقات الثنائية اجتازت اختبارا جديا بعد أن قامت قوات حدود هندية بتجاوز غير قانوني إلى أراض صينية في يونيو الماضي، مضيفا أنه رغم أن الأزمة انتهت في نهاية المطاف عبر الوسائل الدبلوماسية بعد أكثر من شهرين، فأنه لا بد من استخلاص العبر ولا بد من بذل جهود لتجنب وقوع مثل هذا الحادث في المستقبل.
وأشار إلى أن قادة من كلا البلدين تشاطروا الرأي القائل بأنه يجب على الصين والهند اعتبار تنمية بعضهما البعض فرصا بدلا من تحديات، وأن الصين والهند شريكان وليسا منافسين، ولذا يتعين على الجانبين تنفيذ التوافق الذي توصل إليه قادة البلدين بإخلاص.
وأكد وزير الخارجية الصيني على أنه مع تعزيز الاتصالات الإستراتيجية على كافة المستويات واستعادة آليات الحوار التي تم وضعها وتعميق التعاون العملي في كافة المجالات، يتعين على الجانبين أيضا إدارة الخلافات بشكل ملائم من أجل الحفاظ على السلام والهدوء في المناطق الحدودية.
من جهتها، قالت سواراج إن بلادها تولي دائما اهتماما كبيرا إزاء تنمية العلاقات مع الصين وتعتبر العلاقات مع الصين جزءا هاما من سياستها الخارجية.
وأفادت أن العلاقات بين الهند والصين، باعتبارهما دولتين ناميتين كبيرتين، لها تأثير كبير على المنطقة والعالم.
وأوضحت أن بلادها ترى أن الهند والصين تتشاطران قواسما مشتركة تتعدى الاختلافات بينهما، بالتالي يتعين على الجانبين تعزيز الاتصالات الإستراتيجية وتعزيز الثقة الإستراتيجية المتبادلة من أجل منع تطور الاختلافات إلى نزاعات وتجنب تدهور النزاعات إلى صراعات.
ولفتت سواراج إلى أنه في الوقت الذي ترغب فيه الهند باستعادة جميع الآليات والترتيبات الثنائية ودفع التعاون بين البلدين في كافة المجالات، فإنها ملتزمة أيضا بإدارة الخلافات بشكل ملائم والعمل معا للحفاظ على السلام والهدوء في المناطق الحدودية.