قوانغتشو أول ديسمبر 2017 /" العديد من القادة في العالم أصبحوا قادة وطنيين وليسوا قادة عالميين يبنون الأسوار بدلا من بناء الجسور بين الناس".
هذا ما يقلق أمين عام الأمم المتحدة السابق بان كي مون الذي يمضى عامه الأول بعد التقاعد، مضيفا بأسف" العولمة تباطأت في مواجهة القومية المتنامية".
بيد أن الدبلوماسي المحنك البالغ من العمر 73 عاما، والذي قاد المنظمة العالمية من عام 2007 إلى عام 2016، يرى جانبا مشرقا. وباعتبارها ثاني أكبر اقتصاد في العالم، واصلت الصين دعمها الثابت وتعزيزها للتعاون الدولي بنشاط، من معالجة التغير المناخي إلى البحث عن الرخاء المشترك.
وقال بان الذي انضم إلى نحو 20 من رؤساء الدول والحكومات والمنظمات الدولية السابقين في منتدى رفيع المستوى عن الحوكمة العالمية في مدينة قوانغتشو جنوبي الصين، قال لوكالة ((شينخوا)) إنه " أُلهم" من فكرة بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية المقترحة من قبل الرئيس الصيني شي جين بينغ، والتي يمكن أن تساعد في إعادة رسم الحوكمة العالمية وتقف ضد هذه الحجج القومية والشعبوية.
وخلال منتدى امبريال سبرينغز الدولي 2017 الذي بدأ يوم 28 نوفمبر لمدة يومين، أعرب عدد ليس قليلا من المتحدثين عن قلقهم إزاء عملية العولمة المتوقفة، وآمالهم القوية في أن تلعب الصين دورا أكثر إيجابية في تحسين الحوكمة العالمية.
وقالت فيايرا فايك فريبيرغا، رئيسة تحالف القيادة العالمية-نادي مدريد، والرئيسة السابقة للاتفيا، إن النظام العالمي المتحول يدعو إلى آلية حوكمة مبدعة، يتمتع فيها مفهوم الصين بأهمية كبيرة.
وأضافت أن الصين تلعب دورا نشطا على نحو متزايد في إدارة الشؤون الدولية خلال السنوات الأخيرة.
ومن خلال رعاية مقترحات تنموية كبرى مثل مبادرة الحزام والطريق وبنك الاستثمار الآسيوي للبنية التحتية، اسهمت الصين بحكمتها الفريدة لخدمة مسعى البشرية لتحقيق مستقبل مشترك أفضل، حسبما علق عدد من القادة السابقين.
وتهدف مبادرة الحزام والطريق التي اقترحها الرئيس شي في عام 2013 إلى بناء شبكات من التجارة والبنية التحتية تربط آسيا مع أوروبا وإفريقيا وما وراء مسارات طريق الحرير القديم. وتجسد المبادرة مفهوم شي لبناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية، يربط " الحلم الصيني" بطموحات العالم أجمع من أجل السلام والتنمية.
وامتدح بان كي مون المبادرة بقوله " هذه وسيلة جيدة للغاية لإقامة حوار شامل ومترابط وتعاون متبادل داخل المنطقة"، متصورا أنها ستجعل الدول أكثر قربا وترابطا.
ووفقا لرئيس الوزراء الياباني السابق يوكيو هاتوياما، فإنه يرى المبادرة " رؤية كبرى" لما توفره من وسيلة جديدة لتخفيف التوترات بين الدول من خلال تعزيز التعاون الإقليمي وخلق نمط جديد لدفع الازدهار والاستقرار في المنطقة.
ومن جانبها، قالت جيني شيلبي، رئيسة وزراء نيوزيلندا السابقة، إن المبادرة تساعد جميع الدول على طول مساراتها من خلال التمكين وليس فقط من خلال توفير المساعدة المالية، الأمر الذي يؤدي الى تنشيط أسواقها من خلال بناء البنية التحتية.
كما أشادت بالرؤية " الرائعة" لشي، الذي أكد بشكل جلي أن نجاح المبادرة لا يتوقف على " الصين وحدها" وإنما " الجميع".
وقال رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو إنه يرى المبادرة فرصة أفضل لتعزيز التعاون بين القارة الأوروبية والاتحاد الإوروبي والصين.
وأضاف" مع نمو مبادرة الحزام والطريق، سوف تصبح مشروع سلام وثقافة واستقرار".
كما حظى بنك الاستثمار الآسيوي للبنية التحتية الذي بدأ عملياته في يناير 2016 لدعم الاستثمار في البنية التحتية بنصيب أيضا من الإشادة من قبل المشاركين في المنتدى الذين اعتبروه مؤسسة استراتيجية ومبتكرة لدفع تحويل العولمة العالمية.
واعتبر رومانو برودي، رئيس الوزراء الإيطالي السابق، البنك بأنه مساهمة مهمة من الصين مقدمة للعالم، مضيفا أن البنك التنموي المتعدد الأطراف هو مشروع يسعى إلى إيجاد أرضية مشتركة من أجل تحقيق الرخاء المشترك بين جميع الدول المعنية، وتنحية الخلافات الايدلوجية والسياسية جانبا بفعالية.
وقالت شيلبي إن " قرار نيوزيلندا بأن تكون من أوائل الدول التي تدعم البنك اللآسيوي للاستثمار في البنية التحتية يرجع إلى التزامنا بالسعي الى التنمية في جميع أنحاء منطقتنا"، مضيفا " إننا نؤمن بالاستراتيجية التنموية الإقليمية المتكاملة ونريد للابتكار أن ينتصر ويسهل ذلك".
وقال بعض القادة إن مفهوم الصين الجديد بشأن الحوكمة العالمية يمكن أن يخدم كقوة محركة لنجاح العولمة بشكل مستمر، وهو ما نحتاجه اليوم بشكل ملح.
وبخصوص الحوكمة العالمية، قال برودي الذي خدم رئيسا للمفوضية الأوروبية من عام 1999 إلى 2004، إن بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية " أمر هادف وبناء".
وقال إن جهود الصين لتعزيز الحوكمة العالمية تعزز العولمة، مؤكدا أن اقتراحها وسياستها سيكون لهما " تأثير عميق على العالم أجمع"./نهاية الخبر/