وسائل الإعلام الأمريكية: قوانغتشو ستلعب دورا رائدا في تطبيق استراتيجية "صنع في الصين 2025" الطموحة

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/  2017:12:01.15:38

1 ديسمبر 2017/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ ذكر الموقع لوكالة بلومبرج الأمريكية يوم 22 نوفمبر، انه في أوائل نوفمبر، قام العشرات من مهندسي البرمجيات والمصممين لشركة يي هانغ المحدودة للتكنولوجيات الذكية بمدينة قوانغتشو بأعمال الاستعداد لاختبار طيران الطائرات المأهولة بدون طيار " يي هانغ 184 " التي تصنعها هذه الشركة. وقال هو هوا تشي، المؤسس والمدير التنفيذي لشركة يي هانغ، انه من المتوقع ان تطير هذا النوع من الطائرات بدون طيار القادرة على حمل راكب واحد في سماء دبي في العام القادم. مشيرا إلى ان القادة في دبي يأملون في ان تكون ربع حركات المرور فيها أوتوماتية بحلول عام 2030، وتجرى مفاوضة مع شركة يي هانغ الآن حول توفيرها دفعة من أدوات النقل الجوية لها.

العمال يقومون بأعمال الاستعداد لاختبار طائرة مأهولة بدون طيار "يي هانغ 184".

وأفادت التقارير بأن استراتيجية " صنع في الصين 2025"، التي أعلنت عنها الحكومة الصينية قبل عامين، تطلب من المدن والشركات التحول من قطاع التصنيع كثيف العمالة ومنخفض التكلفة إلى الصناعات التي تخلق قيمة مضافة أعلى. ويأمل المخططون في الحكومة في ان تمتلك الشركات الصينية قدرة تنافسية عالمية في صناعة السيارات وغيرها من الصناعات التقليدية وتقود التطور في الطائرات بدون طيار والذكاء الاصطناعي وغيرهما من الصناعات الجديدة. وفى هذا الصدد، قال سكوت كينيدي، المدير لمشروع الأعمال التجارية والاقتصاد السياسي في الصين بمركز بحوث الاستراتيجيات والدراسات الدولية في واشنطن، ان الصين ترغب في زيادة كفاءة الإنتاج في جميع قطاعاتها الاقتصادية، ما ينطوي على تحسين نوعية الكفاءات وكيفية استخدام رأس المال وكيفية تطوير التكنولوجيا وغيرها من القضايا. ويعتقد سكوت كينيدي ان هذا التحول لن يحدث تلقائيا، بل يجب على الحكومة تفسيره بوضوح حتى يجرى في طريقة مفيدة للدولة.

ووفقا للتقارير، صاغت استراتيجية " صنع في الصين 2025" أهدافا طموحة عديدة، مثل استخدام الروبوتات صينية الصنع والمكونات المصنعة محليا في عملية إنتاج المنتجات الإلكترونية المتقدمة. وستحمل مختلف المقاطعات والبلديات والمناطق في الصين المهام لتطبيق هذه الاستراتيجية. وبصفتها ثالث أكبر مدينة في الصين، ستلعب قوانغتشو دورا رائدا في هذا الصدد. حيث أعلنت قوانغتشو في وقت سابق من العام الحالي خطة تسعى إلى ان تصل قيمة الإنتاج لتكنولوجيا المعلومات، الذكاء الاصطناعي، الطب الحيوي، التصنيع المتقدم، الشحن البحري والطاقة الجديدة وغيرها من القطاعات في المدينة إلى تريليونات يوان بحلول عام 2021. كما قام مسؤولو المدينة بزيارات إلى سنغافورة وشيكاغو ووادي السيليكون في العام الحالي أيضا لترويج جاذبية قوانغتشو كمركز تجاري وصناعي.

مصنع تجميع سيارات “تشوانتشي" لمجموعة قوانغتشو للسيارات.

وتشير التقارير إلى ان التدابير الرامية إلى بناء منطقة خليج قوانغدونغ - هونغ كونغ - ماكاو الكبرى ستساعد على تعزيز الجهود المذكورة التي بذلتها قوانغتشو. كما ستقوم قوانغتشو، كحاضرة مقاطعة قوانغدونغ، بدور المركز الإداري واللوجستي لفوشان وتشونغشان وغيرهما من المدن الصناعية المجاورة في دلتا نهر اللؤلؤ.

كما أفادت التقارير، انه من أجل تسريع هذا التحول، تقدم حكومة قوانغتشو سلسلة من اجراءات التحفيز للشركات، مثل تقديم الإعانات والقروض ذات الفائدة المنخفضة وتخفيض الضرائب. كما أسست أربعة صناديق قيمتها 10 مليارات يوان لدعم تطوير الصناعات الجديدة وترقية الصناعات القديمة، وتعطى مكافأة للشركات التي تنفذ الأتمتة. وفى هذا الصدد، قال فنغ شينغ يا، المدير العام لمجموعة قوانغتشو للسيارات، ان الحكومة وفرت أرضا مجانة للمجموعة لبناء المصانع، مؤكدا: " بدون السياسات التفضيلية من مدينة قوانغتشو ومقاطعة قوانغدونغ والحكومة المركزية الصينية، لا يمكن لمجموعة قوانغتشو للسيارات تحقيق تطورها السريع".

وتوضح التقارير، ان الصين عازمة على تمثيل قوة كبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي، ما يدفع الشركات المبتدئة في البر الرئيسي الصيني إلى الانضمام إلى المنافسة العالمية على الكفاءات التكنولوجية. ومن أجل توظيف الموظفين بشكل أفضل، فتحت شركة "أفلاي تك" الصينية المتخصصة في بحوث التفاعل الصوتي، مكتبا في وادي السيليكون في العام الحالي، كما أقامت مقرا لها في جنوب الصين في قوانغتشو مؤخرا بدعم حكومة قوانغتشو. وقدمت قوانغتشو عشرة ملايين يوان من الدعم المالي إلى "أفلاي تك"، وهي مشروع بحث وتطوير أطلقه الدكاترة المتخرجون من كبرى الجامعات في جميع انحاء العالم. وقالت دو لان، نائبة الرئيس الأول لشركة "أفلاي تك"، ان الإعانات التي تقدمها الحكومة من حيث الموارد البشرية ستساعد على تخفيف العبء على الشركة وجذب الكفاءات لها، وتدفع الشركة إلى تسريع البحث والتطوير".

مكتب لشركة "أفلاي تك" في قوانغتشو.

وتشجع قوانغتشو الشركات المملوكة للدولة على إجراء التعاون مع الشركات الخاصة لإقامة الشركات المشتركة، حتى تستفيد من الأعمال والتكنولوجيات للشركات الخاصة وتدفع الترقية الذاتية. مثلا، تقوم شركة "أفلاي تك" بالتعاون مع مجموعة قوانغتشو الدوائية الآن في إنشاء شبكة عيادة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتشخيص الأمراض وعلاجها.

كما تقوم مجموعة ميديا بالتعاون مع مجموعة قوانغتشو الدوائية أيضا. وفى هذا الصدد، قال فانغ هونغ بو، رئيس مجلس الإدارة لمجموعة ميديا في مقابلة صحفية مع قناة بلومبرج:"اننا سنطلق صيدليات مؤتمتة بالكامل، حيث يمكن للأجهزة أخذ الأدوية وتصنيفها. اليوم، ترتبط جميع أعمالنا بالذكاء الاصطناعي ارتباطا وثيقا. وقد استخدمت المزيد والمزيد من تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي أو ستتم استخدامها في أعمالنا ومنتجاتنا".

العمال يفتشون الأدوية في خط الإنتاج بمصنع باييونشان الدوائي لمجموعة قوانغتشو الدوائية.