بيروت 20 نوفمبر 2017/ رأى أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط اليوم (الاثنين) في بيروت أن العالم العربي يقف على مفترق طرق صعب بين وعد الرخاء والتقدم والعمران ووعيد الحروب والفوضى والفتن والارهاب.
وقال أبو الغيط، في كلمة القاها في افتتاح الاجتماع 23 لآلية التنسيق الاقليمي الذي تنظمه لجنة الامم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب اسيا (اسكوا)، إن هناك "قوى تشد المنطقة العربية إلى الخلف وتعرقل مسيرة التنمية وتخرب جهود التعمير والبناء في مقابل قوى تتبنى اجندة اصلاحية تنطلق من تنمية المجتمعات والبشر".
وأشار إلى أن الجامعة العربية ليست معنية فقط بالسياسة وانما هي مؤسسة جامعة لمجمل النشاط العربي في مختلف اوجه التنمية والعمران في الاقتصاد والشأن الاجتماعي والبيئة والسكان والصحة والتعليم.
وأوضح أن التكامل بين السياسات والاهداف هو المنطق الذي يحكم العمل التنموي في العالم اذ لا يوجد هدف من اهداف التنمية المستدامة ال17 للأمم المتحدة الا ويرتبط بهدف اخر او اكثر ما يجعل التخطيط لأي ملف مرتبط بالآخر.
واعتبر ان "جامعة الدول العربية هي الجهة الاهم من حيث العمل على تنسيق السياسات والمبادرات والبرامج في مجال التنمية على المستوى الاقليمي".
ولفت إلى أن الجامعة العربية تعمل كنقطة اتصال بين مختلف القطاعات العربية العاملة في مجالات التنمية والعمل الاجتماعي والبيئة كما تعمل كحلقة تنسيق بين السياسات المتعلقة بهذه الجوانب اضافة إلى عملها كحلقة وصل بين القطاعات الرسمية العربية والمنظمات الاقليمية والدولية العاملة في التنمية والبيئة والعمل الاجتماعي.
وشدد على ان التنمية في العالم العربي لا تجري في ظروف طبيعية ولا تحيط بها بيئة مهيئة حيث كبدت النزاعات والصراعات التي اجتاحت المنطقة بين العامين 2011 و 2015 العالم العربي خسائر اقتصادية كبيرة.
وأشار إلى أن المنطقة العربية تعاني من عجز غذائي وهي المنطقة الوحيدة في العالم التي شهدت زيادة في الجوع والفقر خلال السنوات الماضية.
وذكر أن العرب الذين يشكلون خمسة بالمئة من العالم ولا يحصلون سوى على واحد بالمئة من مصادر المياه العذبة كما ان 40 بالمئة منهم يعيشون في مناطق تعاني من الشح المائي المطلق.
ونوه لأنه "من الاشارات الجيدة ان التنمية المستدامة بابعادها البيئية والاقتصادية والاجتماعية اصبحت مكونا اصيلا في الخطط العربية طويلة المدى".
واعتبر ان "الامل الحقيقي في المنطقة العربية ينطلق من تنمية الانسان" مؤكدا دعم الجامعة للحكومات العربية التي تسير في طريق الاصلاح.
من جانبه، أكد وكيل الامين العام للامم المتحدة والامين التنفيذي للاسكوا محمد علي الحكيم حرص الامم المتحدة على توطيد التعاون مع الجامعة العربية لتعزيز قدرة المواجهة للتحديات الاقليمية المشتركة وتفعيل الخدمات التي تقدمها المنظمة لدول المنطقة وشعوبها.
وأشار إلى أن المنطقة تمر بتحديات معقدة وملحة على المستوى الوطني والاقليمي من تحديات في السلام والامن إلى بطالة الشباب والاستقرار البيئي وندرة المياه والهجرة الدولية، مما يفرض على الامم المتحدة أن تعمل مع دول المنطقة لتسريع تنفيذ اهداف التنمية المستدامة وللاستجابة لأولويات المنطقة في حماية حقوق الانسان وضمان العدالة الاقتصادية والاجتماعية.
واعتبر ان تسريع تنفيذ أهداف التنمية يتطلب مزيدا من التنسيق والتعاون بين جميع الاعضاء في آلية التنسيق الاقليمي.
وأشار إلى أن الآلية بوصفها ملتقى مديري وكالات الامم المتحدة وممثلي جامعة الدول العربية فانها تشكل مساحة مشتركة لمناقشة هذه القضايا وتركيز الجهود على ما يجب القيام به للاسراع في مسار التنمية.
يذكر ان اجتماع آلية التنسيق الاقليمي ينعقد بمشاركة مديري المكاتب الاقليمية لوكالات الامم المتحدة العاملة في العالم العربي وجامعة الدول العربية وممثلين عن المؤسسات المالية الاقليمية والدولية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
ويناقش الاجتماع المسائل المتعلقة بخطة الاصلاح الجديدة لأمين عام الامم المتحدة إضافة إلى الفرص الاستراتيجية لدعم تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030.
كما يتناول الاجتماع العلاقات بين اهداف التنمية المستدامة ويستعرض اساليب الربط بينها بطريقة ايجابية إضافة الى تحليل الفرص امام وكالات الامم المتحدة لتشجيع مقاربة متكاملة تشمل جميع القطاعات لصنع السياسات.