واشنطن 14 نوفمبر 2017/ توقع العديد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أن يواصل البنك المركزي رفع أسعار الفائدة تدريجيا وسط انخفاض معدلات التضخم والبطالة.
وقال رافائيل بوستيك رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا في منتدى يوم الثلاثاء " أعتقد أنه سيكون من المناسب أن ترتفع أسعار الفائدة تدريجيا خلال العامين المقبلين، حيث أن موقف سياستنا لا يزال أكثر استيعابا من كونه محايدا".
وقال إن ارتفاع الطلب يمكن أن يدفع الاقتصاد إلى ما هو أبعد من قدرته المستدامة حيث يقترب الاقتصاد من التشغيل الكامل.
وأضاف المسؤول الذي سيصوت على لجنة وضع السياسات العامة للاحتياطي الفيدرالي، اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، العام المقبل، " هذا من شأنه أن يضغط على تكاليف العمالة، لأن سيتعين على الشركات أن تتنافس بشكل أكثر قوة على مجموعة محدودة على نحو متزايد من العمالة المتاحة".
وتوقع أن يواصل الاقتصاد النمو " بنسبة تفوق 2 بالمئة بقليل" في المستقبل المنظور وأن يبقى معدل البطالة عند 4 بالمئة.
وانخفض معدل البطالة في الولايات المتحدة إلى 4.1 بالمئة في أكتوبر مسجلا أدنى مستوى له منذ 17 عاما، فيما ارتفع مؤشر أسعار انفاق المستهلكين الشخصي، المفضل من قبل الاحتياطي الفيدرالي لقياس التضخم، بنسبة 1.6 بالمئة فقط في سبتمبر، أي أدنى من هدف البنك وقدره 2 بالمئة.
وقال روبرت كابلان، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في دالاس، أيضا يوم الثلاثاء إن تشديد سوق العمل الأمريكي استدعى من البنك أن يشدد سياسته النقدية " بصبر وبشكل تدريجي" بالرغم من استمرار انخفاض التضخم.
وأضاف المسؤول في مقابلة خاصة أجرتها معه صحيفة ((فاينينشال تايمز)) انه " يدرس بشكل فعال" دعم زيادة أخرى في أسعار الفائدة على المدى القصير في اجتماع البنك الشهر المقبل.
وحذر كابلان الذي صوت في اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة هذا العام من أن سوق العمل الزائد قد يخلق اختلالات وتجاوزات في الأسواق المالية.
بيد أن مسؤولين بالاحتياطي الفيدرالي يجادلون بأن البنك المركزي يجب أن يبقي أسعار الفائدة عند المستوى الحالي في ضوء تراجع التضخم.
وقال جيمس بولارد رئيس الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس في المنتدى يوم الثلاثاء إن " المستوى الحالي لسعر الفائدة مناسب في ضوء بيانات الاقتصاد الكلي الحالية".
وأكد بولارد مجددا أن التضخم انخفش بشكل مفاجئ هذا العام، بيد أن " توقعات التضخم تبقى دون المستوى الذي يتسق تاريخيا مع هدف التضخم للجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة".
وقلل من تأثير تشديد سوق العمل على التضخم وقال إن انخفاض معدل البطالة لم يكن مؤشرا على الأرجح لارتفاع التضخم بشكل ملموس في أفق التوقعات".
ومن المقرر أن يعقد الاحتياطي الفيدرالي اجتماعه حول السياسة العامة في يومي 12 و13 ديسمبر ويتوقع مستثمرو السوق على نطاق واسع الآن أن يرفع البنك المركزي أسعار الفائدة مجددا في الاجتماع .