مانيلا 12 نوفمبر 2017 /قال السفير الصيني لدى رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، شيوى بو، إن الصين ستواصل إعطاء الأولوية للرابطة في دبلوماسيتها الخاصة بالجوار وستدعم بقوة بناء مجتمع "الآسيان".
وفي مقابلة أجراها مع وكالة أنباء ((شينخوا)) قبيل القمة الـ 31 للآسيان والاجتماعات ذات الصلة التي عقدت هنا، أفاد شيوى أن "الصين تقدر الرؤية الكبرى للآسيان وتتطلع قدما إليها ولديها كافة الأسباب للاعتقاد بأن الآسيان ستحقق إنجازات جديدة وأعظم خلال الخمسين عاما القادمة".
وتحتفل الآسيان بالذكرى السنوية الـ 50 هذا العام، واقترحت الفلبين، التي تتولى الرئاسة الدورية للرابطة لهذا العام، شعار "شراكة من أجل التغيير، وترابط مع العالم"، الذي ينص على إقامة آسيان متكاملة وسلمية ومستقرة ومرنة.
وشكل إنشاء مجتمع الآسيان في نهاية عام 2015 معلما جديدا في عملية التكامل الإقليمي في جنوب شرق آسيا. وأضحت الآسيان أهم تكتل إقليمي ونموذجا للاتحاد والاعتماد على الذات لدول تتمتع بنظم اجتماعية مختلفة وضمن مستويات مختلفة من التنمية، وفقا لما ذكره السفير.
من الناحية السياسية، بدأت الدول في جنوب شرق آسيا بشكل خلاق "طريق الآسيان"، الذي يتسم بالاحترام المتبادل، والتوافق من خلال التشاور، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لبعضهم البعض، واستيعاب مستوى الارتياح لكل طرف.
وأشار شيوى إلى أن التعاون الإقليمي يتم متابعته بطريقة بناءة، مما يسهم بشكل إيجابي في الاستقرار والسلام والتنمية في المنطقة.
من الناحية الاقتصادية، ومع مجموع عدد سكان يتجاوز 630 مليون نسمة وناتج محلي إجمالي مجتمع يزيد على 2.5 تريليون دولار أمريكي، نمت الآسيان لتصبح سادس أكبر اقتصاد في العالم. وقال السفير إنه في ظل معدل نمو اقتصادي يبلغ 4.8 في المائة في عام 2016، فإن الآسيان تتمتع بزخم وفير وإمكانات هائلة للتنمية الاقتصادية.
ومن ناحية التعاون الإقليمي، حظي "طريق الآسيان" بقبول واسع من قبل دول المنطقة كمبدأ مهم لدفع التعاون الإقليمي في جنوب شرق آسيا إلى الأمام.
وفي الوقت الراهن، شكلت شرق آسيا وجنوب شرق آسيا أطرا للتعاون الإقليمي تتمحور حول الآسيان مثل "آسيان زائد واحد" و"آسيان زائد 3" (الصين واليابان وكوريا الجنوبية)، وقمة شرق آسيا، والمنتدى الإقليمي للآسيان، مما يوفر منصات مهمة للبلدان الموجودة في منطقة الآسيان والقريبة منها من أجل مناقشة كافة المسائل معا ومواجهة التحديات في المنطقة.
وتضم "الآسيان"، التي تأسست في عام 1967، كلا من بروناي وكمبوديا وإندونيسيا ولاوس وماليزيا وميانمار والفلبين وسنغافورة وتايلاند وفيتنام.
ويجتمع زعماء من الدول العشر الأعضاء بالآسيان ومن شركاء حوار الرابطة في مانيلا خلال الفترة من 10 إلى 14 نوفمبر لحضور القمة الـ 31 للآسيان وقمة شرق آسيا الـ 12 والاجتماعات ذات الصلة. وسيكون من أبرز الموضوعات الرئيسية في الاجتماعات تعزيز التكامل الإقليمي والتجارة الحرة العالمية وقضايا الأمن، إضافة إلى أمور أخرى.