مانيلا 12 نوفمبر 2017 /قال السفير الصيني لدى رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، شيوى بو، إنه يتعين على الصين و"الآسيان" السعي لتوسيع التوافق وتعميق التعاون من أجل الوصول إلى مستوى أعلى من الشراكة الإستراتيجية بين الصين والآسيان وبناء مجتمع مصير مشترك أكثر قربا بين الصين والآسيان .
وفي مقابلة أجراها مع وكالة أنباء ((شينخوا)) قبيل القمة الـ 31 للآسيان والاجتماعات ذات الصلة التي تعقد هنا، قال شيوى إن العلاقات بين الصين والآسيان تمر حاليا بنقطة رئيسية "ديناميكية وثرية" ولكنها "تحتاج إلى ترقية".
وباعتبارهما جارتين قريبتين، بدأت الصين والآسيان محادثات في عام 1991، وأقامتا الشراكة الإستراتيجية للسلام والازدهار في عام 2003. وخلال زيارته لإندونيسيا في عام 2013، أعرب الرئيس الصيني شي جين بينغ عن رغبة الصين في العمل مع دول الآسيان لبناء طريق الحرير البحري للقرن الـ 21 ومجتمع مستقبل مشترك بين الصين والآسيان بشكل مشترك.
وقال شيوى إنه "بفضل الجهود المشتركة لتحقيق هذا الهدف، تطورت العلاقات بين الصين والآسيان لتصبح الأكثر ديناميكية وإثراء بين علاقات الآسيان مع شركائها في الحوار، مما أدى إلى إنجازات مثمرة في التعاون في مختلف المجالات ".
وفي مجال السياسة، لفت شيوى إلى أن الحوار السياسي بين الصين والآسيان تم تعزيزه بشكل متزايد، ومن الأمثلة على ذلك أن "كبار قادة الجانبين على اتصال دائم ويزورون بعضهم البعض باستمرار".
وأشار إلى أن الصين ودول الآسيان حققت تقدما كبيرا في تنفيذ الإعلان الخاص بسلوك الأطراف في بحر الصين الجنوبي، وفى تحقيق استقرار الوضع الإقليمي وإظهار حسن نية الدول في المنطقة من أجل الحفاظ معا على السلام والاستقرار في بحر الصين الجنوبي.
وأفاد شيوى أن التعاون الاقتصادي والتجاري بين الجانبين تطور أيضا بشكل سريع، مشيرا إلى أن الصين والآسيان قامتا بإبرام أكبر اتفاقية للتجارة الحرة في العالم للبلدان النامية وانتهتا من مفاوضات رفع مستوى اتفاقية التجارة الحرة.
وبلغ حجم التجارة الثنائية بين الصين والآسيان 452.2 مليار دولار أمريكي في عام 2016. وتعد الصين أكبر شريك تجاري للآسيان منذ 8 سنوات متتالية، في حين تعد الآسيان ثالث أكبر شريك تجاري للصين منذ 6 سنوات متتالية. كما حققت الاستثمارات البينية أيضا زيادة سريعة، حيث تجاوز مجموعها 178 مليار دولار أمريكي.
إلى جانب ذلك، شهدت السنوات القليلة الماضية "مواصلة تعميق" التبادلات الشعبية بين الصين والآسيان ، وفقا لما ذكره شيوى.
وفي عام 2016، تم إجراء أكثر من 38 مليون رحلة بين الجانبين، ليتم بذلك تحقيق الهدف المتمثل في الوصول إلى 30 مليون رحلة في 2020 قبل آوانه المحدد. وأصبحت الصين أكبر مصدر للآسيان من السياح الأجانب ، مع أكثر من 2700 رحلة طيران تحلق بين الجانبين كل أسبوع .
مع ذلك، وعلى الرغم من إنجازات التعاون في مختلف المجالات ، أشار شيوى إلى أن العلاقات بين الصين والآسيان تواجه بعض التحديات، بما في ذلك الافتقار إلى الثقة المتبادلة والتعاون الذي يواجه العراقيل وانخفاض مستوى التبادلات الشعبية.
وفي الوقت الذي تنتظر فيه الصين والآسيان الاحتفال في العام القادم بالذكرى السنوية الـ 15 لإقامة الشراكة الإستراتيجية بين الجانبين، أوصى السفير بأن يواصل الجانبان تعميق الثقة السياسية المتبادلة كشرط مسبق وتقديم ضمانة للتعاون الودي.
ووعد بأن "الصين كالمعتاد ستدعم بثبات تنمية مجموعة الآسيان ، وتؤيد دور الآسيان المركزي في التعاون الإقليمي ، وتساند الآسيان في لعب دور أكبر في الشؤون الدولية والإقليمية ".
كما اقترح شيوى أن تقوم الصين والآسيان بتخطيط طويل الأمد للتنمية الشاملة لعلاقاتهما ، بما في ذلك دفع صياغة رؤية الشراكة الإستراتيجية بين الصين والآسيان لعام 2030 قدما، ووضع مخطط لتطوير علاقاتهما خلال السنوات الـ 15 القادمة.
ومن أجل التعاون العملي الثنائي، حث شيوى الجانبين على السعي نحو "ديناميكية جديدة"، بما في ذلك التنفيذ المشترك لمبادرة تعزيز التعاون التجاري دون عوائق ودفع الإنجاز الشامل والمبكر للنسخة المحسنة من اتفاقية التجارة الحرة بين الصين والآسيان ، وتسريع تطوير البنية التحتية الإقليمية لتحقيق الربط الرباعي الذي يغطي النقل البري والبحري والجوي وكذلك شبكة الاتصالات .
وإلى جانب التعاون السياسي والاقتصادي ، توقع شيوى أيضا مواصلة تعزيز الروابط الشعبية باعتبارها "ركيزة ثالثة" في العلاقات بين الصين والآسيان .
وأعرب السفير عن استعداد الصين لدعم جهود دول "الآسيان" في مجالات التنمية الاجتماعية مثل الطب والصحة والحد من الفقر بغية تحقيق تنفيذ أجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة.