حققت منصة "تيان ماو"(Tmall) للتسوق الإلكتروني في مهرجان التسوق 11-11 من العام الحالي رقما قياسيا، هو الأعلى خلال التسعة سنوات الأخيرة، ببلوغ 168.2 مليار يوان (حوالي 25.3 مليار دولار).
كما حققت منصة "جينغ دونغ"(JD) 127.1 مليار يوان. فيما نمت مبيعات "سونينغ" بـ 163 %، ومحلات إدارة المبيعات في المناطق الريفية بـ 312%. وتضاعفت مبيعات آمازون مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
تظهر بيانات مختلف منصات التسوق الإلكتروني تواصل حماس المستهلكين لهذا النوع من التسوق. حيث يرى البعض أن 11-11 بات يمثل بارومتر الإقتصاد الصيني، إذ بإمكانه أن يعكس القدرة الشرائية للمستهلكين الصينيين، والكثير من المعلومات الأخرى الكامنة وراء هذه البيانات، بما في ذلك التسليم السريع. ويتوقع المكتب الصيني العام للبريد بأن يتجاوز الحجم الإجمالي لأعمال التسليم السريع خلال مهرجان التسوق للعام الحالي 1.5 مليار طرد. وإذا قمنا بربط هذه الطرود ببعضها ببعض، يمكنها ان تلف الكرة الأرضية 7 مرات.
في الوقت الذي تزدهر فيه التجارة الإلكترونية وقطاع التسليم السريع، تُطرح في الأثناء قضية تكدس القمامة وطرق معالجتها. وتقول جهات من قطاع التسليم السريع، أن الزبون هو من يتكفل بعملية معالجة النفايات التي يسببها التسليم السريع.
وفي الحقيقة، يقوم عدة زبائن بعد إستلام السلع بإلقاء العُلب والأغلفة. خاصة الأغلفة البلاستيكية غير الصديقة للبيئة، التي عادة ما يسارع المستهلكون للتخلص منها، بسبب صعوبة إعادة استغلالها.
رغم أن هذه العلب والأغلفة يمكن بيعها لمحطّات إعادة التدوير. لكن نظرا لأسعار البيع المنخفضة، لا يخير الكثير من المستهلكين تجميعها في البيت.
ما مصير العلب المرسلة الى القمامة؟ هناك بعض الشركات تقوم بإعادة تدوير علب وأغلفة التسليم السريع، لصنع الكراتين. كما تقوم بحرق القمامة غير القابلة لإعادة التدوير لإنتاج الطاقة.
لكن، يقول رئيس مركز أبحاث الإقتصاد الدائري بجامعة تشينغخوا ون زونغ قوو، أن 25% فقط من أغلفة وكراتين التسليم السريع يتم تدويرها، وهو مايعتبر نسبة ضعيفة. ويضيف بأن الإحصاءات التي قاموا بها في هذا المجال، أظهرت بأن 50 % إلى 60 % من كراتين التسليم السريع يتم إسترجاعها، و50% فقط تتم إعادة إدماجها في الإقتصاد الدائري.
من جهة اخرى، ترسل 75% الباقية من العلب المتلفة الى محطات التخلص من القمامة، بعضها تتم إعادة استغلالها، والبعض الأخر تحرق أو تُردم، حسب طرق المعالجة المختلفة من مدينة إلى أخرى.
خلقت الزيادة السريعة في كميات قمامة التسليم السريع ضغوطا جديدة على البيئة. في هذا الصدد ذكر المكتب الوطني للبريد الصيني ووزارة العلوم والتكنولوجيا وغيرها من 10 أقسام في التقرير الصادر عنها تحت عنوان "النصائح الإرشادية حول أعمال التغليف الأخضر لطرود التسليم السريع"، أن أهداف "الخمسية الثالثة عشر"، المتمثلة في: تحقيق نتائج واضحة في صداقة البيئة، تخفيض الكمية وإعادة التدوير. كما طرح التقرير هدف الوصول إلى تحقيق 50% من التغليف الأخضر بحلول عام 2020. وبدأت عدة شركات عاملة في مجال التسليم السريع، خلال مهرجان التسوق لهذا العام في إعتماد العلب والأغلفة الصديقة للبيئة.