أقيمت مراسم إختتام مؤتمر حوار رجال الأعمال الصينيين والأمريكيين في 9 نوفمبر الجاري بقاعة الشعب الكبرى للمؤتمرات. وشهدت مراسم إختتام المؤتمر وتوقيع الإتفاقيات، حضور كل من الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس الأمريكي الزائر دونالد ترامب. مايعكس الأهمية التي توليها قيادتا البَلدان لتعزيز التعاون الإقتصادي والتجاري بين الجانبين. وشهد المؤتمر تبادلات غزيرة بين رجال الأعمال من البلدين، أثمرت إمضاء إتفاقيات تعاون في العديد من المجالات.
كشف مؤتمر رجال الأعمال الصينيين والأمريكيين الآفاق الواسعة للتعاون الصيني الأمريكي، حيث تمكّن الجانبان خلال يومين فقط من إمضاء 34 إتفاقية تعاون بقيمة 253.5 مليار دولار. وُصفت بأنها "معجزة"، ورقما قياسيا في تاريخ التعاون الصيني الأمريكي وتاريخ التعاون الإقتصادي والتجاري العالمي. وهو مايعكس بأن التعاون يعد الخيار الوحيد الصحيح في العلاقات الصينية الأمريكية، وأن الفوزالمشترك يمثل مصلحة مشتركة بالنسبة للبلدين.
وقال ترامب في كلمته أثناء إختتام مؤتمر رجال الأعمال، أن الأوساط الصناعية والتجارية تعد جسرا هاما في العلاقات الصينية الأمريكية، وبإمكانها أن تلعب دورا إيجابيا في دفع التعاون بين الجانبين.
في ذات السياق قال الرئيس المدير العام لمجموعة فورد الأمريكية بيتر فليت، أن المؤتمر قد أسهم في خلق المزيد من فرص التعاون. وأضاف بأن الصين تعمل بإستمرار من خلال الإستراتيجيات التنموية الواضحة على تعزيز بيئة الأعمال، وتوفير المزيد من السياسات المحفّزة للشركات الأمريكية لممارسة الأعمال الإقتصادية في الصين.
في ذات الصدد نوّه مدير "بنك غولدمان وساكس" ريتشارد فريدمان بالإنفتاح الصيني المتزايد، وتركيز تقرير المؤتمر التاسع عشر للحزب الشيوعي على الإبتكار. وقال بأنه يوافق الرؤية الصينية في الإعتماد على الإبتكار كقوة أولى في دفع التنمية الإقتصادية. وأضاف بأن الإبتكار لايولّد المنافسة فحسب وإنما التشجيع المتبادل والتقدم المشترك، وأشار إلى وجود العديد من هذه الأمثلة في علاقات التعاون بين الشركات الأمريكية ونظيراتها الصينية.
إلى حدود عام 2016، بلغ حجم المبادلات التجارية بين الصين وأمريكا 519.6 مليار دولار، بعد أن كان في حدود 2.5 مليار دولار فقط أثناء تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 1979. ما يعني أن قيمة المبادلات التجارية قد تضاعفت 207 مرات. في هذا الجانب، يقول نائب رئيس جمعية مربي المواشي بولاية مونتانا الأمريكية ويلثر رايس، أن الثقة المتبادلة بين البلدين تكتسي أهمية بالغة في دفع العلاقات الإقتصادية والتجارية بينهما، وأضاف بأن الصين وأمريكا مطالبتان بالبحث عن المزيد من قواسم المصالح المشتركة. مشيرا إلى أن الثقة التجارية والإقتصادية بين الجانبين قد راكمتها مختلف القطاعات الإقتصادية، وأن تحلي رجال الأعمال من الجانبين بالعقلانية ومراعاة مصالح الأطراف المقابلة، من شأنه أن يعزز الثقة الإقتصادية المتبادلة، ويرفع مستوى الثقة السياسية بين الجانبين.
ويرى والي ولاية ألاسكا الأمريكية بيل ولكير، أنه رغم إمكانية حدوث بعض المنعرجات في العلاقات الصينية الأمريكية، إلا أن العلاقات التجارية الجيدة بإمكانها أن تضمن عدم ظهور مشاكل كبيرة بين أول وثاني إقتصاد عالمي. كما يمكن أن تدفع العلاقات التجارية القوية إلى معالجة بعض المشاكل الجيوسياسية.
يوافق العام الحالي، الذكرى الـسنوية الـ 45 لـ "إعلان شنغهاي". وقد شهدت العلاقات التجارية الصينية الأمريكية خلال هذه الفترة تطورا تاريخيا، عاد بمنافع كبيرة على كلا البلدين. وأثبتت الممارسة التاريخية بأن التعاون الإقتصادي والتجاري بين الصين وأمريكا يتمتع بآفاق واسعة، ويمكنه تحقيق المصالح المتبادلة والفوز المشترك. في ذات السياق، يرى رئيس الجمعية الأمريكية لمُصدري البازيلاء ميلر، أن حضور رئيسا البَلدان مؤتمر رجال الأعمال الصينيين والأمريكيين يعد في حد ذاته إشارة هامة على رغبة الجانبين في دفع العلاقات الإقتصادية والتجارية بين الصين وأمريكا نحو مرحلة جديدة. وأضاف ميلر بأن تعزيز التعاون التجاري الصيني الأمريكي يمكن أن يلبي حاجيات السوق الصينية والمستهلكين بالنسبة لسلامة الأغذية، كما يتيح فرصا تجارية ضخمة للشركات الأمريكية.
يشهد الإقتصاد الصيني في الوقت الحالي عملية تحول من النمو عالي السرعة نحو النمو عالي الجودة. كما يشهد هيكل الإقتصاد الصيني تحسنا مضطردا، وتتوفر لدى الصين مختلف الأسس والظروف وقوى الدفع لتحسين آداء إقتصادها. يذكر، أن صندوق النقد الدولي قد قام في عدة مناسبات خلال العام الحالي برفع توقعاته بنمو الإقتصاد الصيني، مايدل على ثقة المؤسسات الدولية في نمو الإقتصاد الصيني.
من جهة أخرى، يقول المدير التنفيذي لشركة إيثان الأمريكية المحدودة جون هوتالينغ أن الاقتصاد الصيني بصدد لعب دور متزايد الأهمية في الإقتصاد العالمي. وعبّر عن تفاؤله بمستقبل نمو ثاني إقتصاد عالمي، وأمله في تعزيز الجانبين الصيني والأمريكي تعاونهما في دفع التعافي الإقتصادي العالمي. وأضاف جون بأن القيادة الصينية تتمع برؤية بعيدة المدى للتنمية، وتُحسن طرح وتنفيذ المخططات الطويلة، وهو مايعطي دفعا وضمانات جيدة للتنمية المستديمة.