رام الله 8 نوفمبر 2017 / اعتبرت وزارة الخارجية والمغتربين في السلطة الفلسطينية اليوم (الأربعاء)، أن قيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية هو المفتاح الحقيقي للسلام والأمن في المنطقة برمتها.
وقالت الوزارة، في بيان صحفي لها تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه ردا على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي ذكر فيها أن إسرائيل تسعى لإحراز سلام مع دول عربية، إن "إقامة الدولة الفلسطينية أقصر الطرق لتحقيق السلام الإقليمي".
وأضافت أن تصريحات نتنياهو "تهدف إلى خدمة حملته المضللة للرأي العام في إسرائيل والعالم والإقليم عبر حديثه عن جملة من الإنجازات التي يدعيها عن إنتصار الصهيونية ويتفاخر بسعيه لتحقيق السلام مع العرب، في وقت ينكر فيه حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف".
وأردفت الوزارة، أن "ما لا يريد نتنياهو الإفصاح عنه بشكل واضح وحاسم تفسره بشكل جلي الجرافات الإسرائيلية التي تلتهم بشكل يومي الأرض الفلسطينية في أوسع عملية بناء إستيطاني تهويدي لما تبقى من أراضي الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية والإجراءات القمعية بحق الفلسطينيين ومقومات وجودهم الانساني والوطني في أرضهم عامة".
وجددت الخارجية التأكيد، على أن تحقيق السلام والأمن "يمر فقط عبر بوابة السلام مع الفلسطينيين ووفقا لما تمليه مرجعيات السلام الدولية وقرارات الشرعية الدولية".
وكان نتنياهو قال خلال جلسة خاصة عقدت في الكنيست الإسرائيلي بمناسبة مرور مائة عام على ذكرى (وعد بلفور) "إننا نوطد علاقاتنا مع العناصر المعتدلة في المنطقة وكما أحللنا السلام مع مصر والأردن".
وأضاف نتنياهو في كلمته التي نشرت على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، "نسعى لإحراز سلام مع دول عربية أخرى تقف إلى جانبنا في نضالنا ضد الإسلام المطرف، وليس لدي سوى الأمل في أن يعتمد أخيرا الفلسطينيون هذا التوجه ويتجهون صوب إحراز السلام".
ويتمسك الفلسطينيون بمبادرة السلام العربية التي أطلقها ملك السعودية الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز في القمة العربية في بيروت عام 2002 وتبنتها جميع الدول العربية، التي تهدف إلى إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دوليا على حدود 1967 وأن تكون القدس الشرقية عاصمة لها، وعودة اللاجئين الفلسطينيين، وانسحاب إسرائيل من هضبة الجولان، مقابل اعتراف وتطبيع العلاقات بين الدول العربية مع إسرائيل.
وفي السياق ذاته، اتهمت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي إسرائيل، "بمواصلة مساعيها لعرقلة فرص السلام وتفرض وقائع على الأرض للقضاء على حل الدولتين".
ودعت عشراوي في بيان صحفي لها، الاتحاد الأوروبي إلى "احترام تشريعاته وإظهار الإرادة السياسية اللازمة للجم اسرائيل والحد من انتهاكاتها".
وقالت المسئولة الفلسطينية "بدلا من معاملة إسرائيل معاملة تفضيلية ومنحها المزيد من الامتيازات، يتعين على دول الاتحاد أن تتخذ خطوات جادة وملموسة لضمان امتثال إسرائيل لقوانينه الخاصة وللقانون الدولي والدولي الإنساني".
يذكر أن آخر مفاوضات للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل توقفت نهاية مارس عام 2014 بعد تسعة أشهر من المحادثات برعاية أمريكية دون تحقيق تقدم لحل الصراع الممتد بين الجانبين منذ عدة عقود.