مسقط 8 نوفمبر 2017 / أكدت الخبيرة الدولية، وعضو مجلس البلوكتشين بالمنتدى الاقتصادي العالمي، جينيفر تشو Jennifer Zhu أن جمهورية الصين الشعبية من الدول المتقدمة في تطبيقات تقنية بلوكتشين Blockchain والتي تعرف باسم "سلسلة الكتل"، بل وأنها من أوائل الدول التي طبقتها وقطعت شوطا كبيرا في هذا الجانب.
وأضافت قائلة: إن الصين تعد من أكبر وأفضل خمس دول طبقت هذه التقنية، وأنها استفادت منها في العديد من القطاعات منها المالية والنقل واللوجستيات والشركات الناشئة، وقد حققت نجاحات في هذه التطبيقات.
جاء ذلك في مقابلة مع الخبيرة الدولية ومؤسسة "راديان بارتنرز" Radian partners المتخصصة في تقنية البلوكتشين في هونغ كونغ, وذلك على هامش مشاركتها في ندوة "سلسلة الكتل" بلوكتشين التي تنظمها سلطنة عمان ممثلة في وزارة الخارجية بفندق شيراتون مسقط منذ الاثنين الماضي وحتى غد الخميس بمشاركة 700 خبير ومشارك من 25 دولة.
وأشارت تشو إلى أن الشركات على مدى الستين عاما الماضية لم تحدث الشركات تغييرات جوهرية إلى أن جاءت هذه التقنية "بلوكتشين" في أعقاب الأزمة المالية في أواخر 2008 وبداية 2009 ويعتقد أنها ستحدث تغييرات كبيرة.
وأضافت تشو قائلة "إن هذه التكنولوجيا الجديدة يمكن أن تذهب القلق المرتبط بالأمن والذي تتخذه كثير من الدول والمؤسسات كذريعة أو مبرر لعدم رغبتها في الكشف عن الكثير من البيانات والمعلومات".
وأكدت أنه يمكن تطبيقها في العديد من المجالات المختلفة مثال: القطاعات المالية والسيارات وخدمات الرعاية الاجتماعية والسجلات الصحية والتربوية والوثائق الحكومية ونقل ملكية الأراضي والتصويت الآمن، كما يمكن أن تساعد الحكومات على الحصول على قيم ملموسة من الكميات الهائلة من البيانات التي يمكن استخدامها لتلبية متطلبات المستهلكين.
غير أنها ألمحت إلى أن البلوكتشين لن تكون كبيرة جدا مثل الإنترنت، ولكن سيمكن لكل القطاعات التي تحتاج إلى الحلول اللامركزية أن تستفيد منها.
وأشارت إلى أن تطبيقها حتى الآن ما زال في طور التجارب في كثير من البلدان وهو يختلف من بلد إلى آخر بحسب القطاع الذي تفضله كل دولة، فبينما في سويسرا بدأ التطبيق بالقطاع المالي، علمنا اليوم أن السلطنة لن تفضل قطاع البنوك وربما تبدأ بقطاع التعليم العالي أو الرعاية الصحية بينما الولايات المتحدة الامريكية طبقته في قطاعات مختلفة.
ورأت أن عدم الدراية الكافية بهذه التقنية هي التي أخرت من سرعة تطبيقها وجعلت استخدامها حتى الآن غير واسع التطبيق والنطاق، ولكن إذا عرفنا الاستخدام الصحيح فسيكون ذلك جيدا ويسرع من وتيرة الاستخدام.
وتوقعت تشو أن يحدث ذلك قريبا قائلة: "ربما سيكون ذلك في الفترة المقبلة فهناك الكثير من التطبيقات التي يمكن تطبيقها على تقنية البلوكتشين، وقد استخدمتها بعض الشركات مؤخرا في سلسلة التوريد للسلع، وذلك من أجل تجاوز الرقابة نظرا لأن النظام اللامركزي من الصعب التحكم به في المؤسسات وإجبارها على تغيير نظام بياناتها.
وأردفت قائلة: غير أنه يجب أن نعي أن الأمر ليس بسرعة تطبيقه، ولكن بتطبيقه بشكل فعال.
كما أكدت على أن تقنية البلوكتشين يمكن أن تضيف قيمة إنسانية وتكون أداة لكثير من الأمور التي نتحدث عنها، مستشهدة في ذلك بقيام إحدى الشركات باستخدام تلك التقنية في تحديد هوية اللاجئين.
وعن تقنية الـ"بلوكتشين" قالت هى واحدة من التقنيات الصاعدة التي ستغير كافة النظم والنماذج المصرفية والمالية والتبادلات التجارية والتداولات المرتبطة بكل أنواع الأصول والوثائق والبيانات وذلك لما تتميز به من منصة آمنة ونظاما لامركزيا لتدفق البيانات دون الحاجة إلى وسيط أو عمليات مركزية لتعزيز الثقة.
وشرحتها تشو قائلة بأنها برنامج معلوماتي مشفر يستخدم كسجل موحد للمعاملات على الشبكة، ويتحصن بدرجة من التشفير يستحيل على أي شخص مهما كان حلها.
كما أنها قاعدة بيانات أو أسلوب جديد لتنظيم البيانات إلا أن طريقة التعامل معها مختلفة كما هو حال توزيعها اللامركزي. وهي تعمل على التحقق من صحة وترخيص التعاملات الرقمية في الإنترنت والتخزين بدرجات عالية من الأمان.