هلسنكي 5 نوفمبر 2017 / كشف استطلاع للرأى يوم الأحد أن 59 في المائة من الفنلنديين يعارضون الانضمام إلى الناتو، حيث وصل وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس إلى هلسنكي لحضور اجتماعات من شأنها أن تحدث تقارباً أكبر بين الناتو والاتحاد الأوروبي في مجال التعاون الدفاعي.
وأظهر الاستطلاع ، الذي أجرته صحيفة ()هيلسينجين سانومات()، أن 22 في المائة من المستطلعة آراؤهم أيدوا الانضمام إلى الناتو فيما لم يستطع 19 في المائة تحديد موقفهم من هذا الأمر . وجاءت النتيجة أكثر سلبية بالنسبة للانضمام للناتو، إذ كشف الاستطلاع السابق الذي أجرته الصحيفة في عام 2014 أن 57 في المائة عارضوا عملية الحصول على عضوية الناتو فيما أيدها 26 في المائة.
وكان تفضيل الفنلنديين للانضمام للناتو قد بلغ أعلى مستوى له في عام 2014 عندما اندلعت الأزمة الأوكرانية ولكن قبل هذا ظل التأييد يتراوح فقط بين 16 و 19 في المائة.
وبينما تشارك النخبة السياسية الفنلندية إلى حد كبير في الرأى العام، شهد التعاون الدفاعي العملي بين فنلندا والولايات المتحدة تقدماً سريعاً في السنوات الأخيرة. وسوف يجرى ماتيس محادثات يوم الاثنين مع الرئيس الفنلندي سولي نينيستو ووزير الدفاع جوسي نينيستو.
كما سيحضر ماتيس اجتماعاً لوزراء دفاع المجموعة الشمالية التابعة للناتو، وهي مجموعة تضم بريطانيا وهولندا وألمانيا وبولندا وليتوانيا ولاتفيا وإيستونيا والنرويج وايسلندا والدنمارك.
وبالإضافة إلى ذلك، سيعقد أيضا اجتماع لدول الشمال الأوروبي الخمس واجتماع يضم دول الشمال الأوروبي ودول البلطيق الثلاث. وقال وزير الدفاع الفنلندي إن مذكرة تفاهم ستوقع بين دول الشمال الخمس حول تبادل بيانات المراقبة الجوية.
وذكر إيلكا كانيرا رئيس لجنة الدفاع البرلمانية الفنلندية أن سلسلة الاجتماعات هذه تهدف إلى تعزيز العلاقات بين الناتو والاتحاد الأوروبي، وأيضا إلى زيادة التعاون الدفاعي الإقليمي في أوروبا.
وفي الأسبوع الماضي، قال جوسي نينيستو إن فنلندا بدأت التحضيرات لإجراء تدريبات عسكرية كبيرة حجماً، تدريبات لم تقم فنلندا بترتيب مثلها منذ نهاية الحرب الباردة. وأشار إلى أنه سيطلع وزراء دفاع دول الشمال الأوروبي والمجموعة الشمالية التابعة للناتو على الخطة خلال الاجتماعات المرتقبة.
ومن المتوقع أن تجرى التدريبات الرئيسية في أقرب وقت ممكن من عام 2020 في ضوء عملية التخطيط الطويلة. وأوضح جوسي نينستو أن فنلندا تريد انضمام العديد من الدول إلى هذه التدريبات.
ولفت محللون محليون إلى أن هناك مساحة كبيرة "بين الانضمام للناتو" و"البقاء خارجه". ففي السنوات الثلاث الماضية، تعمق التعاون الدفاع بين فنلندا والناتو وزاد التواصل مع السويد والولايات المتحدة.
وقال ماتي بيسو الباحث بالمعهد الفنلندي للشؤون الدولي لصحيفة )(هيلسينجين سانومات)( إن شعب فنلندا لم يفهم تماماً بعد كيف تغير موقف فنلندا.
وانتقدت ميرجا كيلونين مرشحة حزب الرابطة اليسارية في انتخابات الرئاسة الفنلندية، هذا الاتجاه قائلة للصحفية يوم الأحد "إنه لوضع سخيف أن تقترب سياستنا الدفاعية من الناتو طوال الوقت في الوقت الذي يختلف فيه الرأى العام مع ذلك".
وكان كل من الرئيس الحالي سولي نينيستو والمرشح عن حزب الخضر بيكا هافيستو قد أشارا إلى أنه حتى التعاون المكثف مع الناتو لا يضمن أمن فنلندا.