بوينس آيرس 5 نوفمبر 2017 / سلك الفتي كارلوس ناهويل راميريز (14 عاماً)، الذي يعيش في حي فقير جنوبي بوينس آيرس، طريقه الخاص للابتعاد عن المشكلات في منطقة طغت عليها أعمال عنف العصابات والمخدرات.
وقال"إنني أحب كرة القدم حقاً. بدأت في ممارسة هذه الرياضة وأنا في سن الرابعة وحلمي الكبير هو أن أصبح لاعب كرة قدم، وإن أمكن انضم كلاعب إلى بوكا جونيورز، أكبر نادي في الأرجنتين".
ويعرف حي "باجو فلوريس"، الذي يقطنه كارلوس والواقع في الجزء الجنوبي من العاصمة ، بـ1 -11-14 لأنه يجمع بين هذه المجتمعات الثلاث التي اندمجت في النهاية لتصبح مجتمعاً واحداً بعد الأزمة المالية التي حدثت في ثلاثينات القرن الماضي وشهدت تدفق المهاجرين من بوليفيا وباراغواي وبيرو المجاورة.
وأمام الحي يقع الإستاد الرئيسي لنادي كرة قدم أرجنتيني آخر له شعبية ألا وهو نادي سان لورينزو.
بيد أن راميريز يلعب في أكثر النوادي تواضعاً وهو نادي "أتليتيكو مادر ديل بوبلو"، وهو ساحة لكرة القدم قام الأهالي ببنائها بمساعدة شركة بناء خاصة.
وذكرت صفحة النادي على الفيسبوك إن مهمة النادي تهدف إلى "إنشاء إطار وقائي من مساحات سلمية وقيادة إيجابية في الحي، ومد الأطفال والشباب بهوية وشعور بالانتماء وتعزيز التكامل".
وبعبارة أخرى، يهدف النادي إلى منع دخول الشباب المحليين في مشكلات .
وقال راميريز الذي يعرض في غرفته جميع الجوائز التي حصل عليها من لعب كرة القدم "معبودي هو (ليونيل) ميسي. إنه نجم ولاعب جيد وشخص جيد".
ويدرك هذا الفتي المراهق أن هذه اللعبة هي أكثر من مجرد وسيلة للحصول على المتعة أو الحفاظ على اللياقة البدنية.
"إن كرة القدم هي شكل من أشكال التسلية، فهي وسيلة للعب، والاستمتاع ، وكذا الابتعاد عن أشياء أخرى مثل المخدرات"، هكذا ذكر راميريز الذي يعمل والده عامل بناء والدته كلوديا عاملة تنظيف.
وقالت "من المهم جدا أن ينهى تعليمه في المدرسة. إذا حصل على درجات منخفضة، لن أسمح له بلعب كرة القدم".
ويتفق راميريز مع والدته حيث قال "إنني أفضل كرة القدم، ولكني أعلم أن علي أن انتهي من دراستي".
وفي نوفمبر 2015، زار لاعب كرة القدم البريطاني الشهير ديفيد بيكهام منزله في إطار فيلم وثائقي كان يصوره في أجزاء مختلفة من العالم.
وذكر راميريز "لدى توقيع بيكهام على صورة لي حصلت عليه خلال زيارته لمنزلي. لم أحلم بهذا أبدا".
وعقبت والدته على ذلك، قائلة إن لاعب كرة القدم السابق "يبدو فاتر المشاعر على شاشة التلفاز، ولكنه شخصياً إنسان حنون للغاية".
وأعربت عن أملها في أن يصبح ابنها لاعب كرة قدم ناجح، قائلة "ستكون لديه نفس البساطة ونفس التواضح وسيتذكر دوما من أين أتي".