وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى طهران يوم 1 نوفمبر الجاري لإجراء محادثات مع الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي والرئيس حسن روحاني لمناقشة العلاقات الثنائية والتعاون في مجال الطاقة والاتفاق النووي، والقضية السورية وغيرها من القضايا الأخرى.بالإضافة الى ذلك، سيعقد بوتين اجتماعا ثلاثيا مع نظيره الإيراني حسن روحاني ورئيس أذربيجان إلهام علييف.
فسر المحللون أن التهديدات الامريكية يمكن أن تطيح بالاتفاق النووي الايراني، وأن زيارة بوتين الى إيران سيزيد من تعزيز التعاون بين البلدين في المناطق الاستراتيجية. ومنذ اليوم، فإن إيران لن تساعد روسيا في القضية السورية فحسب، وإنما يتوقع أن تتعاون مع روسيا في استقرار منطقة الشرق الاوسط، وتعزيز البلدين نفوذهما في الشرق الاوسط،وتحقيق هدفهما الرامي إلى أن يصبحا " القوة الرئيسية" في المنطقة.
تعزيز التعاون في مجالات مختلفة
قالت لي يونغ هوي نائبة مدير مكتب أبحاث الشؤون الخارجية الروسي بمعهد أبحاث روسيا وأوروبا الشرقية وآسيا الوسطى التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية بشأن التعاون الروسي الايراني في المجال العسكري والطاقة، أنه في ظل انخفاض أسعار النفط عالميا، وقعت روسيا وإيران اتفاقات تعاون عديدة في مجال التعدين والتجهيز والنقل وغيرها.كما يجرى الجانبان مناقشة حول بناء مفاعل نووي ثانٍ في إيران. بالإضافة الى ذلك، قالت لى يونغ هوى أنه من حيث مبيعات الاسلحة، "لا يستبعد ان يكون التعاون العسكري ذات صلة بمنظومة "اس – 300" الأكثر تقدما."
"اس – 300"هي منظومة صواريخأرض- جو بعيدة المدى روسية الصنع، وقد تم تجهيز كل قاذفة بأربع صواريخ لردع الطائرات وغيرها من الاهداف الاخرى، بما في ذلك اعتراض الصواريخ الباليستية التكتيكية.وفى اغسطس من العام الماضي، نشرت ايران نظام "اس - 300"بالقرب من منشأة فوردو النووية على بعد 100 كم جنوب العاصمة طهران.
ترتيب الوضع في الشرق الأوسط
لا يزال تأثير روسيا يتحسن في منطقة الشرق الأوسط منذ أن أرسلت قواتها الى سوريا لمكافحة تنظيم " الدولة الإسلامية "في عام 2015.وفيما يتعلق بالقضية السورية، نجحت روسيا وإيران في الحفاظ على الرئيس بشار الأسد. وأنشأت روسيا وإيران بالتحالف مع تركيا آلية محادثات سلام سورية، من أجل اضعاف النفوذ الامريكية والدول الأخرى في القضية السورية. وتعتقد لي يونغ هوى أن القضية السورية شكلت تدريجيا معسكرين مضادين روسيا وإيران وتركيا من جانب، والولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية واسرائيل ودول اخرى من جانب آخر. وقالت إن روسيا قد تتحالف مع إيران وتركيا وأذربيجان وبلدان اخرى لمساعدة الحكومة السورية في المرحلة الاخيرة من الحرب على تنظيم " الدولة الاسلامية" واستعادة الاراضي المفقودة، وزيادة توطيد وضع سيطرة الحكومة السورية. وهذا ايضا أحد اسباب اجتماع آخر بين روسيا وإيران واذربيجان.
تعزيز التعاون الاستراتيجي
ألقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطابا في 13 من الشهر الماضي، ولم يقتصر الأمر على رفضالإقرار بالتزام إيران بالاتفاق النووي، وإنما أعلنأيضا أنه سيعاقب الحرس الثوري الإسلامي الإيراني.واشار المحللون الى ان رفض الاقرار بالتزام إيران بالاتفاق النووي لا يجلب المزيد من عدم اليقين لتنفيذ الاتفاق النووي الايراني، وإنما يؤدي ايضا الى تدهور الوضع الاستراتيجي مرة أخرى في الشرق الاوسط. وتعتقد لي يونغ هوى أن إيران ستزيد من تعاونها مع روسيا في المجالات الاستراتيجية لمواجهة هذه الحالة من عدم اليقين. وقال المسئول بوزارة الخارجية الايرانية ابراهيم رحيمبور يوم 31 اكتوبر، أن عقد إيران وروسيا وأذربيجان قمة ثلاثية يظهر ان " التعاون الاقليمي لا يتطلب موافقة الولايات المتحدة".