مقابلة: حاكم ولاية أركنساس الأمريكية يتعهد بحماية الاستثمارات الصينية والسعي لتعميق الشراكة التجارية خلال زيارته للصين

ليتل روك، الولايات المتحدة 30 أكتوبر 2017 / تعهد حاكم ولاية أركنساس إيسا هاتشينسون بحماية الاستثمارات الصينية في ولايته والسعي لتعميق الشراكة التجارية خلال زيارته المرتقبة للصين.

صرح حاكم الولاية بذلك خلال مقابلة حصرية مؤخرا.

ومن المقرر أن يزور هاتشينسون، الذي يتقلد منصب حاكم أركنساس منذ 13 يناير 2015، الصين للمرة الثالثة في الأول من نوفمبر. وخلال جولته التي تستمر خمسة أيام، سيزور وفده بكين وشاندونغ وآنهوي وجيانغسو وشانغهاي، حيث سيلتقى مسؤولين حكوميين ورجال أعمال محليين.

وفي مقابلة معمقة، ذكر هاتشينسون أن هناك ثلاثة أهداف رئيسية لزيارته: زيارة الشركات التي تربطها بالفعل علاقات مع أركنساس، ومواصلة تسويق أرز أركنساس ومنتجاتها الزراعية، والترويج لأركنساس كوجهة سياحية للسائحين الصينيين.

وقال إن الهدف الرئيسي من زيارته هو زيارة الشركات الصينية التي تستثمر بالفعل في أركنساس "للتأكد من أن حكومة الولاية تقوم بكل ما في وسعها لتسهيل الاستثمار".

فقد سجلت الاستثمارات الصينية تقدماً كبيراً بأركنساس في السنوات الماضية. وخلال العامين الماضيين، أعلنت أربع شركات صينية عزمها إقامة منشآت جديدة في أركنساس، ومن شأن هذه الشركات خلق أكثر من 1500 فرصة عمل جديدة في الوقت الذي تستثمر فيه 1.4 مليار دولار أمريكي في الولاية.

وأشار هاتشينسون إلى أن "الهدف الرئيسي هو زيارة الشركات التي سبقت أن أشارت إلى أنها مهتمة بالاستثمار في أركنساس، للتأكد من أن تلك المشروعات تمضى بسلاسة ".

جدير بالذكر أنه في يوليو الماضي، توصلت الصين والولايات المتحدة إلى اتفاق حول بروتوكولات التفتيش والحجر الصحي لصادرات الأرز الأمريكية إلى الصين. وكان هذا بمثابة نبأ طيب لأركنساس التي تتصدر البلاد في إنتاج الأرز. فحجم الأرز الذي تزرعه أركنساس أكبر من جميع الولايات الأمريكية الأخرى مجتمعة. وتمتلك السوق الصينية غير المستغلة القدرة على تعزيز الدور الذي تلعبه صناعة الأرز التي تقدر بأكثر من 6 مليارات دولار في اقتصاد أركنساس.

وذكر الحاكم "نحن سعداء بأن الصين فتحت السوق مع أرز أركنساس"، لافتا إلى أنها "ستكون فرصة للتعبير عن شكرنا وحماستنا إزاء تسويق أرز أركنساس في الصين".

ومن حيث السياحة، قال هاتشينسون إنه يأمل في أن ينظر المزيد من السائحين الصينيين للولاية كوجهة سياحية عند سفرهم إلى الولايات المتحدة.

وأضاف أن "السياحة هي الصناعة رقم 2 لدينا في أركنساس، وأظن أن المواطنين الصينيين الذين زاروا السواحل الشرقية والغربية (للولايات المتحدة) سيرغبون في زيارة أركنساس. ونريد أن نكون قادرين على التأكيد على هذا".

ورغم أن أركنساس تقدر السوق الصينية، إلا أن هاتشينسون قال إن التعاون الاقتصادي ليس في اتجاه واحد فقط.

وقال الحاكم إن "الصين تعد سوقاً هامة لأركنساس، من حيث منتجاتنا الاستهلاكية بدءاً من الأرز وصولا إلى الإلكترونيات. ولكنها أيضا دولة استثمارية هامة بالنسبة لنا".

وضرب مثالاً على ذلك بشركة "والمارت" التي تتخذ من أركنساس مقراً لها وتعمل في الصين منذ أكثر من 20 عاماً ولديها أكثر من 400 موقع للبيع بالتجزئة. أما المثال الآخر فهو شركة "أركنساس تايسون فودز" التي تنتج الدواجن في الصين بعلامة أركنساس التجارية.

وذكر هاتشينسون أن "هذه الاستثمارات والشراكات هامة جدا لهذه الولاية".

ومنذ عام 2015 عندما تولى مهام منصبه كحاكم، بذل هاتشينسون كل جهد ممكن لخلق فرص عمل. وهدف من خلال تركيزه على أهمية تعليم علوم الكمبيوتر، إلى تنشئة مهندسي برمجيات وأكفاء في التشفير للحفاظ على هذه الصناعة القائمة وتطويرها وخلق فرص عمل جديد في مجال التكنولوجيا.

وقد خلقت شركات الملابس الصينية في أركنساس فرص للأكفاء المحليين المدربين تدريباً جيداً.

وقال هاتشينسون "إنها ليست شركات ملابس عتيقة تعتمد على قدر هائل من العمالة البشرية، بل تستخدم الربوتات، وتستخدم التكنولوجيا بحيث إذا كان الطلاب لديهم تعليم جيد في علوم الكمبيوتر، سيصبحوا القوة العاملة المطلوبة لتلك الأنواع من الصناعات".

ولدى حديثه عن انطباعه عن الصين، ذكر الحاكم أن النمو الاقتصادي الذي حققته الصين في السنوات الماضية كان لافتاً للأنظار.

"إنهم يواصلون تنمية اقتصادهم، ويرتفع مستوى معيشة الشعب الصيني يوماً بعد يوم. لهذا، فإن كل هذا إيجابي للغاية"، هكذا ذكر هاتشينسون.

ومن المقرر أن يزور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الصين في الفترة من 8 إلى 10 نوفمبر. وستكون هذه أول زيارة دولة يقوم بها إلى الصين منذ توليه مهام منصبه.

وفي معرض تعليقه على الزيارة، أشار هاتشينسون إلى أن زيارة ترامب "تعد علامة على أن العلاقات الأمريكية - الصينية العالمية في مجال التجارة مهمة للغاية، وسنحافظ على مضيها على المسار الصحيح".

واختتم حاكم الولاية حديثه قائلا "إنني متفائل جدا إزاء مستقبل علاقاتنا. فقد أثبتت الصين أن لديها اقتصاد ناضج للغاية، وقاعدة أجور متزايدة نضجت إلى النقطة التي تبحث عنها، وكذا فرص استثمارية".