طرابلس 25 أكتوبر 2017 /تبنى تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" فجر يوم الأربعاء، الهجوم الإرهابي الذي استهدف حاجزا عسكريا للجيش بضواحي مدينة أجدابيا شرق ليبيا، ما أدى إلى مقتل جنديين وأصيب ثلاثة آخرين، وتعرضت ضحية للذبح وفصل رأسه عن جسد.
وأشار المحللون الليبيون إلى أن داعش يواصل استهدافه لقوات الجيش الوطني الليبي على الرغم من تراجعه وخسارته لمعظم الأراضي التي كان يسيطر عليها اعتمادا على أسلوب المباغتة وتنفيذ عمليات سريعة تطال أهداف عسكرية وأمنية.
رأى محمد الخوجة، الباحث الليبي في شؤون الجماعات الإرهابية أن الهجوم الذي نفذه ضد قوات الجيش، هو محاولة لنقل رسالة مفادها أنه لن يتراجع عن هدفه بالانتقام من القوات التي أخرجته من أقوى وأشرس معاقله في بنغازي وأجدابيا.
وأضاف الخوجة في مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) يوم الأربعاء ، " يحاول مسلحو التنظيم الدخول في معركة نفسية ضد الجيش ، فهو يهاجم بشكل مفاجئ ، ويقوم بالذبح والتنكيل بجثث الجنود ، وهو يسعى لضرب الحالة النفسية للعسكريين ، وبث الخوف في قلوبهم ، وهو أمر اعتدنا من التنظيم تبناه في معظم الهجمات التي ينفذها " .
وأشار الباحث الليبي إلى أن "الجيش حتى اللحظة نجح في معركة الحرب النفسية مع داعش، وبالرغم من قلة الإمكانيات وضعف التسليح، لكن عناصر الجيش لديهم إرادة وشجاعة كبيرة في مواجهة الدواعش ، وهو دليل على أن رهان الإرهابيين لن يفلح".
من جهته ، كشف العميد أحمد المسماري المتحدث باسم القوات المسلحة الليبية في المؤتمر الصحفي الأسبوعي ، أن "الكتيبة 152 مشاة أبلغتنا بإطلاق عملية ملاحقة واسعة لتتبع العناصر الإرهابية الفارة، وأن قيادة الجيش كانت تتوقع كل هذه الهجمات ، لأننا في حرب مستمرة مع الإرهاب ، الذي يحاول استغلال كل الهفوات ، ويحاول الهجوم عبر السيارات المدنية أو سيارات الإسعاف ، لإحداث عنصر المفاجئة والتسلل لضرب قواتنا بهذه الطريقة".
وأضاف أن "الجيش يقاتل الارهاب الدولي الذي كان يحاول جعل ليبيا قاعدة للتوسع إقليميا"، مطالباً دور الجوار وأوروبا التعاون مع القوات المسلحة ، لتنفيذ خطة منع تسلل الإرهابيين ، ووصولهم إلى منابع النفط، الذي يضعونه هدفاً لصالح تمويل عملياتهم.
كما أكد العميد أحمد الحسناوي الضابط الليبي المتقاعد ، في حديثه لـ((شينخوا)) على أن الجيش الليبي يجب عليه الاستفادة من الأخطاء السابقة ومحاولة تجنب هجمات الإرهابيين على الرغم من صعوبة المهمة.
وأردف قائلاً، "لقد هاجم داعش بنفس الطريقة خلال الأشهر الماضية، واستطاع إحداث خسائر في صفوف الجيش. ولعلنا نتذكر مجزرة الجفرة، عندما استطاع التنظيم قتل 12 جندياً في حاجز عسكري، والطريقة المشابهة تجعلنا أمام حاجة ملحة، لتغيير أسلوب التمركز ولحراسة لعناصر الجيش".
وهاجم داعش في نهاية أغسطس الماضي حاجزاً عسكرياً في بلدة الفقهاء ببلدية الجفرة وسط ليبيا وبلغت حصيلة الهجوم الدموي آنذاك 12 قتيلاً من العسكريين المتمركزين في الحاجز.
وأكد الحسناوي أيضاً أنه إلى جانب غياب الدعم الكافي للاستعداد لمثل هذه الهجمات، هناك نوع من التراخي في التعامل مع مخاطر الإرهاب ، خاصة في مناطق صحراوية ونائية بعض الشيء .
وأضاف الضابط أن "بوابة التي هاجمها داعش، تبعد 60 كلم جنوبي أجدابيا، وهي منطقة ذات طبيعة صحراوية، ويسهل التنقل إليها عبر صحراء سرت أو الواحات، وبالتالي كان ينبغي زيادة التعزيزات في مدخل المدينة المؤدي إلى بنغازي المهمة استراتيجيا".
وأشار إلى أن مخاطر التنظيم لن تنتهي، ويجب دراسة طرق تنفيذ هجماتهم ، والعمل على وضع خطط مضادة ، تحاكي طريقة تحركهم .
وتستغل فلول تنظيم الدولة الإسلامية في تنفيذ هجماتها ، للطرق الصحراوية والأودية والجبال الوعرة خاصة في وسط وجنوب ليبيا ، حيث تسهل عملية تنقلهم فيها ، نظراً للرقعة الجغرافية الواسعة ، التي تصعب من مهمة الجيش والقوى الأمنية في تتبعهم ورصد تحركاتهم .