واشنطن 19 اكتوبر 2017 / قال قادة الاتحاد الأوروبي يوم الخميس إنهم سيعيدون التأكيد على إتفاق إيران النووي بالرغم من رفض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التصديق على الاتفاق. لكن إذا انسحبت واشنطن، قالت ايران إنها ستمزق الاتفاق، ما قد يترك الصفقة في طي النسيان، حسبما قال خبراء لوكالة ((شينخوا)).
ووفقا لما ذكرت تقارير صحفية أوروبية يوم الخميس، فإن قادة الاتحاد الأوروبي سيؤكدون مجددا التزامهم بالاتفاق الدولي للقوى العالمية.
ويتناقض ذلك تماما مع موقف ترامب بشأن الاتفاق الدولي. ففي وقت سابق من الشهر الجاري، رفض ترامب التأكيد للكونغرس وفاء إيران بالتزاماتها إزاء الاتفاق الدولي بشأن البرنامج النووي، غير أنه أكد أن الجمهورية تتحدى الاتفاق.
ومنح ترامب الكونغرس 60 يوما لتحديد ما إذا كان سيتم إعادة العقوبات المفروضة على إيران والتي رفعت بموجب اتفاق 2015.
وخطوة ترامب لا تلغي الصفقة ولا تنقذها، وهناك فرصة للاتفاق الدولي أن يبقى سليما لكن مستقبله لا يزال غير مؤكد ويعتقد البعض أنه من المحتمل أن ينهار.
وقال جيم فيليبس كبير باحثي بحوث الشرق الأوسط بمؤسسة هيريتيج لوكالة ((شينخوا)) إن الاتفاق النووي معرض لخطر الانهيار.
وأضاف أن "إدارة اوباما وعدت كثيرا ولم تقدم إلا القليل" مشيرا إلى الإدارة السابقة التي أبرمت الاتفاق.
وقال "إن الديمقراطيين في مجلس الشيوخ اوقفوا النقاش حول مزايا الاتفاق وعرقلوا التصويت على مشروع قرار بعدم الموافقة عليه على الرغم من أن 58 عضوا من بين 100 يعارضونه".
وتبدو نظرة فليبيس إزاء بقاء الصفقة قاتمة.
وقال " الكونغرس من المرجح أن يعيد فرض العقوبات لكن إذا لم يفعل ذلك فإن ترامب من المحتمل أن يلغي الاتفاق بنفسه".
يذكر أن الاتفاق ،الذي أبرم في يوليو عام 2015 بين إيران والدول الست الكبرى بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة إضافة إلى ألمانيا بعد عقد من المفاوضات، شهد تقليص مشروعات إيران النووية في مقابل تخفيف العقوبات الدولية.
ولا يتوقع البعض الأخر بالضرورة وفاة الاتفاق، بيد أن البعض هنا يشير إلى عدم يقين كبير يلوح في الأفق.
وقال الزميل البارز بمؤسسة بروكينغز داريل ويست لوكالة ((شينخوا)) " إن اتفاق إيران النووى يعاني الكثير من الاكراه الآن. وليس من الواضح كيف سيعالج ترامب القضية بعدما أحالها للكونغرس للتعامل معها".
وأضاف ويست " قد يسعوا إلى فرض عقوبات جديدة، ما قد يشكل مشكلة كبيرة للاتحاد الأوروبي وإيران، وقد لا يستطيع المشرعون الموافقة، ما قد ينتهي بالحفاظ على الوضع الراهن".
وتابع " في الوقت الراهن، يبدو الآن إنه سيكون هناك الكثير من عدم اليقين لبضعة أشهر".
في الوقت نفسه، شهد يوم الخميس ما اعتبره الخبراء حربا كلامية بين البيت الأبيض وإيران حيث وصف المرشد الأعلى الايرانى آية الله على خامنئي في خطابه ترامب بأنه " سليط اللسان" و" يتظاهر بأنه أحمق"
وقال الخبراء هذه قد تكون بداية لحرب كلامية مع ترامب حيث يعرف الرئيس الأمريكي بتصريحاته المتهورة ولاسيما عبر منصة وسائل التواصل الاجتماعي تويتر.
وقال فيليبس " أعتقد أن التوترات بين إيران والولايات المتحدة سوف تتصاعد بغض النظر عما سيحدث للاتفاق النووي".