تحقيق إخباري: زيارة أسطول حراسة بحري صيني إلى لندن تثير مشاعر الفخر الوطني بين المغتربين

لندن 3 أكتوبر 2017 / بدا رصيف الكناري الذي يعد مركزا ماليا نشطا في وسط المدينة ويقع على نهر التايمز، بدا أكثر صخبا وبهجة من المعتاد.

فقد وقف مئات الصينيين الذين قدموا من أنحاء بريطانيا، وهم يلوحون بالأعلام الوطنية ويهللون أثناء إحدى رقصات التنين، لاستقبال أسطول الحراسة البحرية الصيني الـ26 خلال زيارته للعاصمة البريطانية، وهي أول مرة تقوم فيها سفن بحرية صينية بزيارة كهذه.

"أشعر وأنا أقف على ظهر هذه السفينة البحرية كما لو كنت أقف على أراضي صينية"، هكذا ذكر الصيني شيا جينغ يوان الطالب بكلية لندن الإمبراطورية لوكالة أنباء ((شينخوا)) من على ظهر فرقاطة الصواريخ الموجهة (يانغتشو).

فقد وصل أسطول الحراسة البحرية، المؤلف من فرقاطتي الصواريخ الموجهة (هوانغقانغ) و(يانغتشو) وسفينة الإمداد الشامل (قاويوهو)، إلى هنا يوم الثلاثاء في زيارة ودية إلى بريطانيا تستغرق خمسة أيام. كما تتزامن هذه الزيارة مع عطلة العيد الوطني الصيني التي تستمر أسبوعا.

وتعد لندن المحطة الثالثة من الرحلة العالمية لأسطول الحراسة بعدما أنجز مهمة حراسة في خليج عدن والمياه الصومالية. وكانت السفن البحرية الصينية قد زارت في وقت سابق العاصمة الدنماركية كوبنهاغن وميناء أنتويرب البلجيكي.

وبالنسبة لتشانغ شيانغ تشنغ زميل الجمعية الملكية في جامعة كامبريدج، كان حفل الاستقبال مؤثرا للغاية.

"لقد استقليت قطار السادسة صباحا من كامبريدج إلى لندن صباح اليوم وستكون هذه لحظة يمكن أن تتذكرها الأجيال المقبلة"، حسبما ذكر تشانغ.

جدير بالذكر أنه في عام 1840 فتح مشاة البحرية البريطانية باب المملكة الوسطي في حرب الأفيون الأولى ، وتلت ذلك غزوات لا ترحم شنتها قوى أجنبية حتى تأسيس جمهورية الصين الشعبية في عام 1949. وبعدها بأكثر من 170 عاما ولأول مرة في التاريخ، وصل أسطول حراسة بحري صيني إلى وسط لندن في زيارة ودية.

وأشار تشانغ إلى أن "التخلف يترك المرء عرضة للهجمات، وهو درس لن ينساه أبدا الصينيون الذين تعلموا من التاريخ. ولكن على عكس البريطانيين في عام 1840، وصلت البحرية الصينية إلى هنا اليوم من أجل السلام وبقلب كبير وشعور بالمسؤولية، وهو ما يجب تتحلى به دولة كبرى مثل الصين".

جدير بالذكر أن الصين أرسلت أول أسطول لها إلى خليج عدن والمياه الصومالية في مهمة لمكافحة القرصنة في ديسمبر 2008 وأوفدت منذ ذلك الحين 27 دفعة من أساطيل الحراسة التي كان على متنها أكثر من 21 ألف فرد للقيام بمهام. وتعاونت الصين والاتحاد الأوروبي بشكل وثيق في السنوات الأخيرة في مهام حراسة.

وخلال إقامتهم، سيقوم حوالي 700 من أفراد البحرية الصينية الموجودين على متن هذه السفن بأنواع مختلفة من التبادلات مع نظرائهم البريطانيين، تتدرج من مكافحة القرصنة وحتى عمليات الإنقاذ الإنسانية.

كما ستفتح هذه السفن أمام الزائرين المحليين يوم الأربعاء.

وخلال حفل الاستقبال، كانت هناك بعض اللحظات المؤثرة. فقبل الصعود على متن السفن في زيارة، قام تشي يونغ تشيانغ رئيس رابطة رجال الأعمال الصينيين في شمال بريطانيا بإهداء قائد الأسطول وانغ تشونغ تساي بعض الصور القديمة لسفن حربية صينية.

وكانت السفن الحربية الأربع في الصور المؤطرة، وهي (تشاويونغ) و(يانغوي) و(تشييوان) و(جينغيوان)، قد صنعت من قبل شركة متخصصة في صناعة السفن في نيوكاسل إبان عهد أسرة تشينغ خلال ثمانينات القرن الـ19 كجزء من أسطول بييانغ الذي كان أول قوة بحرية للصين. وقامت البحرية اليابانية بإغراق معظم السفن خلال الحرب الصينية - اليابانية الأولى في عام 1894، وهو تذكير آخر إلى أي مدى وصلت الصين منذ انتهاء المعاناة والمذلة التي سببها الغزاة الأجانب.

وقال تشي "بعد أكثر من قرن من الزمان، يمثل وصول سفن بحرية صينية صُممت في الصين، يمثل وصولها إلى لندن لحظة تاريخية. وقد تأثرت مشاعرنا كصينيين مغتربين وشعرنا بالفخر حقا".