تعليق:ثلاثة تطلعات رئيسية من زيارة بوتين الى تركيا ولقاء أردوغان

استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نظيره الروسي فلاديمير بوتين يوم 28 سبتمبر الجاري بالقصر الرئاسي في أنقرة وذلك في زيارة رسمية للرئيس الروسي الى تركيا. ويعتقد المحللون أن بوتين يحمل في حقيبته ثلاثة ملـفات مهمة، هي الملفالسوري، والاستفتاء لانفصال إقليم كردستان عن العراق، والتعاون الروسي التركي في مجال الطاقة.

قال وانغ شياو وي باحث بمركز الدراسات الاوروبية بجامعة الصين للعلوم السياسية والقانون، وأستاذ بجامعة موسكو بروسيا، تتزامن زيارة بوتين الى تركيا مع بداية نهاية الحرب الاهلية السورية، وعلى وشك بداية تصوير مخطط سياسي لإعادة البناء.وفي ظل التأثير القوي لتركيا على القضية السورية، فإن تنسيق المواقف بين تركيا وروسيا قد يجعل التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي تقوده أمريكا ضعيفا نسبيا، وهذا ما تأمل روسيا تحقيقه.

وفي الوقت نفسه، فإنه على الرغم من أن المجتمع الدولي بما في ذلك تركيا ضد انفصال اقليم كردستان عن العراق، إلا أن روسيا على ما يبدو لديها مصالح جيوسياسية واقتصادية، وبالتأكيد لديها حساباتها الخاصة بشأن المحافظة على وحدة الاراضي العراقية. ومنذ دخول شركة النفط الروسية الى اقليم كردستان العراق في ديسمبر العام الماضي، استثمرت ما مجموعه 4 مليارات دولار، واقتراض الكثير من الاموال لحكومة منطقة الحكم الذاتي الكردية في العراق. وفي الآونة الاخيرة، وقعت روسيا واقليم كردستان العراق رابع اتفاق لمساعدة الاقليم على استخراج الغاز الطبيعي، لتلبية احتياجات كردستان العراق والسوق التركي. وتشير التقديرات إلى أن قيمة العقود قد تتجاوز مليار دولار.

وبالإضافة الى ذلك، يعلق بوتين واردوغان آمالا كبيرة في التعاون بين البلدين في مجال الطاقة. وفي الوقت الراهن، تعمل روسيا وتركيا معا على بناء مشروع خط أنابيب نقل الغاز "السيل التركي" و"أكويو"أول محطة الطاقة النووية في تركيا. ويرى وانغ شياو وي، أن فضاء التعاون بين تركيا وروسيا واسع، والتحالف بين البلدين أمر لا مفر منه، وعلى الرغم من أن تركيا عضو في منظمة حلف شمال الاطلسي، ولكن لحن حلف شمال الأطلسي وأوروبا مختلفان.وهكذا اتخذت تركيا استراتيجية " شرقا". ومن ناحية أخرى، يتطلع بوتين الى اخراج " نسخة دبلوماسية" مرضية تساعد على الحصول على مزيد من دعم الناخبين خلال الانتخابات الرئاسية لعام 2018.