متحف القصر الإمبراطوري يستقبل شهرا ذهبيا

يعد شهر سبتمبر الجاري "شهرا ذهبيا تقليديا " لمتحف القصر الإمبراطوري الواقع في العاصمة الصينية بكين، والذي يضم أكبر مجموعة من القصور في الصين، حيث ستقام فيه تسعة عروض رئيسية، وبذلك سيصبح المتحف مقصدا مثاليا لأولئك الذين يخططون لقضاء نزهة في هذا الخريف أو قضاء عطلة العيد الوطني المميزة، التي تستمر لسبعة أيام.

وتتضمن الفعاليات عرض مجموعة من اللوحات والأعمال الخطية لتشاو منغ فو، وهو عالم و خطاط و رسام في القرن الرابع عشر. وباعتباره من سلالة العائلة الإمبراطورية لأسرة سونغ الملكية، ورث تشاو الموهبة الفنية والذوق الرفيع من أسلافه وحقق إنجازات بارزة في عدة أشكال فنية مختلفة، بما في ذلك نقش الأختام والرسم والخط والأدب.

بدأ العرض في السادس من هذا الشهر ويستمر حتى الخامس من ديسمبر وينقسم إلى مرحلتين، حيث سيتم في المرحلة الأولى عرض 29 قطعة من اللوحات والأعمال الخطية لتشاو فيما ستشهد المرحلة الثانية عرض 19 قطعة أخرى.

وفضلا عن عرض أعمال تشاو منغ فو، جذب عرض آخر أنظار الناس ويعد من أكثر العروض جذبا للزوار، حيث تعرض فيه 86 قطعة من الآثار الثقافية، معظمها من متحف القصر الإمبراطوري، فيما قدمت المعروضات الأخرى من متحف شانغهاي ومتحف مقاطعة لياونينغ وأكاديمية دونهوانغ.

بدأ العرض في الخامس عشر من هذا الشهر ويستمر حتى الرابع عشر من ديسمبر المقبل. أشهر المعروضات فيه هو لوحة " ألف لي من الأنهار والجبال". يذكر أن اللوحة أبدعها الفنان الشهير وانغ شي منغ من عهد أسرة سونغ الملكية قبل نحو ألف سنة وكان وانغ في الثامنة عشرة من عمره حينئذ وتعتبر اللوحة التي يبلغ طولها 11.9 متر من أكثر اللوحات شهرة من تلك الفترة. كانت اللوحة قد عرضت مرتين جزئيا في عامي 2009 و2013، وهذه هي المرة الأولى التي تعرض فيها اللوحة كاملة. وأعرب عميد متحف القصر الإمبراطوري شان جي شيانغ أن هذا العرض يهدف إلى عرض مسار تطور لوحات الجبال والمياه الزرقاء والخضراء الصينية بشكل منهجي، مما يساعد على تعزيز فهم الناس للوحات الجبال والمياه الصينية وروح الفنون الصينية.

هذا ولقيت العروض المتنوعة المقامة في متحف القصر الإمبراطوري هذه السنوات إقبالا كبيرا، حيث يمكن رؤية صفوف طويلة من الناس قبل أن يفتح المتحف أبوابه خلال فترة إقامة بعض العروض الرائجة. وقد أصبح اهتمام المواطنين بالتقاليد والثقافات الصينية وحياتهم الروحية اتجاها اجتماعيا جديدا.

وأظهرت الأرقام أن عدد المتاحف الإجمالي في الصين يتجاوز أربعة آلاف واستقبلت هذه المتاحف بالمجمل 850 مليار شخص في العام 2016 وحده، بزيادة 8.9 في المائة مقارنة بعام 2015 .

وفي ظل ارتفاع مستوى رفاهية المواطنين واحتياجاتهم الثقافية، يتوجب على مسؤولي المتاحف وغيرها من هيئات الخدمات الثقافية العامة إيلاء مزيد من الاهتمام لسبل تقديم الخدمات الثقافية الأفضل للزوار. ومنها على سبيل المثال، كيفية مواجهة ضغوط الاستقبال خلال العروض الرائجة وتقديم خدمات أكثر ملاءمة للزوار وسبل تصنيف الزوار حسب مستوياتهم الثقافية لتقديم الخدمات الثقافية المناسبة لهم وتلبية احتياجاتهم المختلفة وتحقيق قيمة أكبر للعرض الواحد. وفضلا عن ذلك، يمكن للمتاحف الصينية التعلم من الخبرات الأجنبية وزيادة مرونة أوقات الدوام للمتاحف وإقامة العروض الخاصة في المساء. ومن خلال مواصلة تحسين الإدارة وبناء الفضاء المادي للمتاحف وتلبية احتياجات الزوار بالتفكير الموجه على نحو أكبر تجاه الناس، لا شك أن قطاع العروض الثقافية في الصين سيشهد مستقبلا أكثر إشراقا.