بعد مرور أكثر من عام على بدء الصين تجريب أول حديقة وطنية في منطقة سانجيانغيوان بمقاطعة تشينغهاي في شمال غربي الصين، ها هي السلطات المعنية تبدع من جديد برنامجا يهدف إلى وضع المزيد من مناطق البلاد التي تتمتع بمناظر ومواقع طبيعية خلابة على قائمة الحماية الوطنية.
وتطلب الخطة الصادرة حول نظام الحدائق الوطنية، وتم الكشف عنها يوم الثلاثاء الماضي، فرض حماية صارمة على الحدائق المعنية ووضعها ضمن قائمة المناطق "المحمية بشدة"، وهي إستراتيجية حكومية أساسية تقضي بوضع مناطق معينة تحت الحماية الإلزامية.
وبحلول العام 2020، تسعى الصين إلى تأسيس مجموعة من الحدائق الوطنية وتشكيل نظام إدارة موحد لها، وذلك حسب مقتضيات الخطة الصادرة، حيث سيتم تعزيز النظام بمزيد من الفعالية الإدارية بحلول العام 2030.
وقال تشو تشون تشيوان ممثل الصين في الاتحاد الدولي لمكتب الحفاظ على الطبيعية في الصين: "إن الحدائق الوطنية تعتبر الأساس للعديد من المحميات الطبيعية ومن أثمن كنوز الدول".
وفيما تركز بشكل أساسي على حماية أكبر الأنظمة الإيكولوجية الطبيعية في البلاد ، سيتم تأسيس الحدائق الوطنية على مناطق محددة في الأرض والبحار والمحيطات لتحقيق إنجاز مزيج حماية بيئي والتنمية المستدامة.
وذكرت الخطة أن المقيمين في المناطق الأساسية للحدائق الوطنية سيتم إجلاؤهم بشكل تدريجي إلى مناطق سيتم تخصيصها من أجلهم.
وكانت الصين قد أعلنت في شهر مارس الماضي عن خطتها لبناء حديقة وطنية للباندا العملاقة تمتد على مساحة ثلاث مقاطعات لمساعدة هذه الحيوانات المهددة بالانقراض على التكاثر والاختلاط وتقوية خصائصها الوراثية والجينية، حيث ستحضر حيوانات الباندا العملاقة المعزولة من 6 جبال في مقاطعات قانسو وشنشي وسيتشوان.
وستغطي الحديقة الوطنية المذكورة مساحة 27134 كيلومترا مربعا، وهي أكبر من حديقة "يلوستون" الوطنية الأمريكية بثلاث مرات.
وفيما تمتد الحدائق الوطنية عادة عبر أرجاء عدة مناطق مختلفة، فإن مشكلة إدارة مثل هذه الحدائق الوطنية تبرز كمسألة إشكالية تشوبها بعض العقبات وتضارب قرارات وطرق الإدارة المتعلقة، حيث من الممكن أن يصبح نطاق اختصاص السلطات القضائية أكثر ضبابية وتشابكا.
وحول هذا الأمر ؛ أشار سو يانغ الباحث البارز في مركز الأبحاث والتنمية التابع لمجلس الدولة الصيني (مجلس الوزراء) إلى هذه النقطة الهامة، قائلا إن هناك حاجة وضرورة ملحتين بالنسبة لنظام الإدارة الحالي المتعلق بهذا الأمر ليكون معززا ومحسنا بشكل أكثر فعالية حتى يتم ضمان إزالة القيود والعقبات التي تنتج أحيانا بسبب اختلافات صلاحيات وقرارات السلطات المعنية.
وبهدف حل المشاكل المحتملة، فإن الخطة الصادرة يوم الثلاثاء الماضي اقترحت تأسيس مديرية وطنية موحدة على المستوى الوطني لمعالجة القضايا المتعلقة بشؤون الحدائق الوطنية وبناء آلية تمويلية متعددة المستويات في هذا الخصوص.
وفي الوقت ذاته، وضمن المتطلبات الأساسية لملاقاة تحقيق شروط حماية فعالة ونشطة، ستوفر الحدائق الوطنية فرص إلقاء محاضرات ودروس تعليمية للعامة بغرض زيادة الوعي العام بأهمية الحدائق الوطنية وأهميتها بالنسبة للبلاد بأسرها.
ولا يزال وضع الحماية البيئية الفعالة والملائمة على المستوى الوطني متخلفا عن الوضع الاقتصادي بشكل عام ، حيث أسهمت العقود الماضية من التنمية والتطوير للخروج من عنق الزجاجة في إنتاج مشاكل بيئية متعددة وكبيرة في بعض المناطق ولا سيما مشاكل الضباب الدخاني وتلوث المياه والتربة.
وكانت السلطات المركزية قد أصدرت في بدايات السنة الجارية دليلا توجيهيا حول إستراتيجية "الخط الأحمر" التي تسعى الصين من خلالها إلى حماية مناطق محددة بشكل خاص، فيما سيتم تعريف وتحديد تلك المناطق بشكل أكثر وضوحا بحلول نهاية العام 2020.