الدوحة 27 سبتمبر 2017 / أكدت قطر اليوم (الأربعاء) التزامها بحماية العمال في مواقع بناء استادات كأس العالم 2022، والتزامها ببرنامجها الإصلاحي في مجال العمل وشؤون العمال، وذلك ردا على ما جاء في تقرير لمنظمة ((هيومن رايتس ووتش)).
وقالت اللجنة العليا للمشاريع والإرث المنظمة لمونديال 2022، في بيان صدر عنها اليوم إنها ملتزمة بحماية العمال في مواقع بناء استادات بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022 وضمان صحتهم وسلامتهم.
وأضاف البيان أن اللجنة أطلقت عددا من المبادرات التي من شأنها أن توفر حماية أكبر للعمال في مواقع البناء وتحسين بيئة العمل.
ومضى يقول إن اللجنة على تواصل دائم مع ممثلين عن عمال مشاريع البطولة ومع منظمات ومؤسسات حقوق الإنسان وحقوق العمال، والتي من بينها ((هيومن رايتس ووتش)) "التي نقلت لنا ملاحظاتها وناقشناها بالتفصيل مع ممثليها مؤخرا".
وذكر أن المنظمة "أعربت عن رأيها البناء تجاه مؤشر قياس الحرارة والرطوبة (هيوميديكس)، وتسعى اللجنة العليا باستمرار لتطوير هذا النظام، وتحسينه، وإدخال التعديلات اللازمة عليه ليعمل بكفاءة أفضل"، مشيرا إلى أن اللجنة العليا تبحث حاليا مقترحات المنظمة باستخدام مقياس حرارة البصيلة الرطبة.
وفيما يخص وفيات العمل، أفاد بيان اللجنة أنه " حتى هذه اللحظة ، فإن حالات الوفاة المرتبطة بالعمل بلغت حالتين، أما حالات الوفاة غير المرتبطة بالعمل فقد بلغت تسع حالات، مؤكدا أن اللجنة تتعامل بمنتهى الجدية معها جميعا.
لكنه شدد من جهة أخرى على أن اللجنة العليا للمشاريع والإرث ليست هي الجهة المصرح لها أو المنوط بها تحديد أسباب الوفاة والتي تسجل في شهادات الوفاة التي تصدرها الجهات الطبية في قطر، مبينا أن دورها يقتصر على ضمان صحة وسلامة العمال في مواقع العمل، وتطبيق قوانين العمل المرعية إلى جانب ضمان تطبيق معايير رعاية العمال الخاصة باللجنة العليا.
وأكد أن اللجنة تحقق في جميع حالات الوفاة التي تقع في مواقع العمل للوقوف على الظروف التي وقعت فيها هذه الحالات، ولتطوير الإجراءات للحيلولة دون وقوع حوادث مشابهة ثانية.
من جانبه قال مدير مكتب الاتصال الحكومي الشيخ سيف بن أحمد بن سيف آل ثاني إن بلاده ملتزمة ببرنامجها الإصلاحي في مجال العمل وشؤون العمال، وإنها تقوم بمراجعة سياساتها باستمرار لضمان حصول العمال المهاجرين على الحماية الضرورية في مواقع العمل.
وأضاف الشيخ سيف أن بلاده كانت أول دولة في الخليج تفرض قيودا على ساعات العمل الصيفية، لافتا إلى أن قيود العمل اليومية هذه تتجاوز مثيلاتها في الدول المجاورة.
وذكر أنه بالإضافة إلى فرض عقوبات مالية شديدة، فإن قطر تعد أيضا الدولة الوحيدة في الخليج التي تقوم بإغلاق الشركات التي تنتهك القيود والحظر المفروض.
وأشار إلى أن بلاده مستمرة في التنسيق مع منظمة العمل الدولية والمنظمات الأهلية الدولية من أجل تنفيذ الإصلاحات التي من شأنها تحسين صحة وسلامة وحقوق العمال المهاجرين.
وكانت منظمة ((هيومن رايتس ووتش)) قد أصدرت تقريرا اليوم أوصت فيه السلطات القطرية باعتماد وفرض قيود مناسبة على العمل في الهواء الطلق لحماية حياة عمال البناء المهاجرين المعرضين للخطر بسبب عملهم في الحر والرطوبة الشديدين في البلاد.
وطالبت المنظمة الدوحة بالتحقيق في أسباب وفاة العمال المهاجرين ونشر بيانات عن هذه الوفيات بانتظام واستخدام هذه المعلومات لوضع السياسات الصحية العمومية المناسبة.
وأوصت، في السياق ذاته، الاتحاد الدولي لكرة القدم والاتحادات الوطنية للعبة بالإصرار على أن تقوم قطر بإصلاحات لحماية العمال من الحر والإصابات الأخرى، بما في ذلك استبدال حظر ساعات العمل الصيفية بنظام يعكس بدقة المخاطر الفعلية التي يتعرض لها العمال في أي وقت من الأوقات.
ودعت هذه الاتحادات إلى الإصرار على أن تجري الدوحة تحقيقات في وفيات العمال وتنشر للعموم بيانات شاملة.
وبحسب تقرير المنظمة، يوجد في قطر تقريبا مليوني عامل مهاجر من الذكور والإناث يشكلون نحو 95 بالمائة من إجمالي القوى العاملة في الدولة، بينهم زهاء 40 بالمائة أو 800 ألف يعملون في قطاع البناء.
ومن المتوقع أن يصل عدد العاملين في مشاريع المونديال إلى حوالي 35 ألفا بحلول أواخر العام 2018 أو أوائل 2019، تبعا للتقرير./ نهاية الخبر/