人民网 2017:11:15.10:45:15
الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم العربي
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تعليق: الطريق صعب أمام الاكراد لإقامة دولة كردية مستقلة

2017:09:25.14:49    حجم الخط    اطبع

سيجري إقليم كردستان العراقي إستفتاءا شعبيا حول استقلال الإقليم في الموعد المحدد اليوم. ولا يزال المجتمع الدولي قلقا من أن يؤدي الاستفتاء الى نزاعات محلية وردود أفعال قوية، بالرغم من أن قادة إقليم كردستان قالوا مرارا وتكرارا بأنه لن يتم الإعلان عن استقلال الإقليم مباشرة بعد الاستفتاء.

الاستقلال عبر الاستفتاء صعب

من المتوقع أن يكسب الاستفتاء الأغلبية الساحقة من تأييد الشعب الكردي. ومع ذلك لن يؤدي الاستفتاء الى استقلال الاقليم، لان الوقت غير مناسب. حيث لا يوجد أي بلد يدعم الاستقلال الكردي باستثناء اسرائيل. كما أن هناك اصوات معارضة داخل إقليم كردستان أيضا. ومن الارجح أن تكون الخطوة التالية ضغط حكومة كردستان على الحكومة المركزية العراقية للمطالبة برفع من مستوى الحكم الذاتي ونصيبها من النفط، واستمرار الحزب الديمقراطي الكردي الهيمنة على إقليم كردستان.

وفي أي حال من الاحوال، لن يغير استقلال إقليم كردستان من موقعه الجغرافي، حيث انه محيط بالدول المعارضة لاستقلاله، ومن الصعب أن يعيش وحده في ظل الوضع المضطرب والمعقد الصعب. كما أن البلدان المجاورة قادرة على اتخاذ جميع الوسائل اللازمة لمنع استقلال اقليم كردستان، وتحول أمل تحقيق تأسيس دولة مستقلة الى فقاعة. كما ستبقى منطقة الحكم الذاتي لأكراد العراق تعتمد على الدول المجاورة لنقل النفط وتحويله الى الأموال حتى لو نجحت في الحصول على الاستقلال. مما قد يؤدي الخنق المشترك لشريان الحياة الاقتصادي إلى دخول النظام الجديد مرحلة الاستدانة. 

وبالإضافة إلى الوضع الخارجي غير المواتي، فإن المشاكل الداخلية التي يعاني منها إقليم كردستان لا يمكن الاستهانة بها، حيث ينتمي سكان الاقليم الى فصائل مختلفة تقودهم عشيرتان الاكبر حجما عائلة البرزاني والطالباني، وللعشيرتين احزاب سياسية وقوات عسكرية خاصة بهما، وقد دخلا في صراع ومواجهة مرارا من أجل السيطرة على منطقة الحكم الذاتي لأكراد العراق. ومن المرجح أن يدخلا الطرفان في صراع مرة أخرى بمجرد حصول المنطقة على الاستقلال. 

والاكراد واثقون بتطلعاتهم في تحقيق الاستقرار والتنمية والحياة السعيدة. لذلك، يعتبر الحفاظ على الوضع الحالي، والعمل مع الدول المحيطة بها والمجتمع الدولي معا من اجل تحقيق السلام والاستقرار الاقليمين قد يكون أكثر واقعية وحكيمة من السعي الى الاستقلال.

بلدان عديدة تعارض الاستقلال بشدة

يتوزع 30 مليون كردي بشكل رئيسي في العراق وتركيا وإيران وسوريا ودول أخرى. وحذر نائب رئيس الجمهورية العراقي نوري المالكي يوم 17 سبتمبر الجاري من “قيام اسرائيل ثانية” في شمال العراق. واكد أن اجراء الاستفتاء لا يصب في مصلحة الشعب العراقي عامة ولا يتفق مع مصالح الاكراد، سيكون له "نتيجة خطيرة" تؤثر على السيادة الوطنية والوحدة الوطنية.

تشعر تركيا وإيران وسوريا وبلدان اخرى بالقلق من أن يؤدي الاستفتاء في اقليم كردستان الى جلب مظاهر على الارض الكردية، وتعرض الامن القومي والسلامة الاقليمية للخطر. وحذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم 19 سبتمبر الجاري، من إن بلاده ستبحث فرض عقوبات على إقليم كردستان العراق بسبب اعتزامه إجراء استفتاء على الانفصال. كما حذر كل من وزير الخارجية ووزير الدفاع التركي من أن ذلك لا يستبعد استخدام القوة. وقال مسؤولون ايرانيون، أن إيران ستنظر في أغلاق حدودها مع اقليم كردستان إذا ما اصرت على الاستفتاء.

لماذا يصر الاكراد على الاستفتاء بالرغم من الضغوطات؟

يعتقد المحللون أن الاستفتاء المقبل في اقليم كردستان أقرب الى "عرض سياسي"، واهميته الرمزية أكبر بكثير من المعنى الحقيقي. والمسألة واضحة جدا عند الاكراد، حيث أن اقليم كردستان سيتدفع ثمنا باهظا إذا ما استقل في ظل المعارضة الحالية من المجتمع الدولي، كما لن يكون تنفيذ الاستقلال واقعيا. ويعتقد تانغ زي تشاو، مدير مركز دراسات الشرق الاوسط بمعهد غرب أسيا وأفريقيا التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، أن هناك اعتبارات رئيسية ثلاث: ـ

أولا، الحرب على تنظيم " الدولة الإسلامية" أحرز تقدما كبيرا. وقد تم الضغط على الحكومة المركزية العراقية بشدة في هذه المعركة، في حين لقي الاكراد تشجيعا ودعما دوليا هاما، ما جعلهم يسعون إلى اغتنام هذه الفرصة لرفع سقف مطالبهم للحكومة المركزية.

ثانيا، تواجه قيادة بارزاني تحديات خطيرة في إقليم كردستان، وهي بحاجة الى العمل من اجل كسب تأييد الشعب والسعي جاهدا للاستمرار السلطة.

ثالثا، يمر المشهد الجيوسياسي والسياسي في منطقة الشرق الأوسط بأهم التغيرات منذ نهاية الحرب الباردة. وقد عانت البلدان الرئيسية مثل سوريا والعراق من ضعف شديد. والازمة داخل تركيا وخارجها قاتمة. وبعد تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منصبه، تواجه إيران تهديدات جديدة لإعادة تنظيم تحالف جديد مناهض للعراق في الشرق الأوسط. ويمكن القول ان منطقة الاكراد بأكملها تقف على بوابة العصر الذهبي الثاني الذي بشرت به في نهاية الحرب العالمية الثانية، ويتطلع باغتنام هذه الفرصة لتغيير المصير. 

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×