بين جدران قاعة راغب عياد بمركز الجزيرة للفنون وسط القاهرة، تحكي مصورة مصرية قصصا حية عن الحياة اليومية في الصين وكذلك العديد من المعالم والمناظر الصينية الشهيرة من خلال معرض " حكاوي من الصين".
وسط فوانيس حمراء مزخرفة تتدلي من سقف قاعة المعرض، وقصاصات ورقية حمراء لأسماك وكلمة " سعادة" باللغة الصينية تشع على الجدران، وموسيقي صينية تقليدية في الخلفية، يقدم معرض المصورة سارة فؤاد رؤية فريدة للعاصمة الصينية بكين ومقاطعة شاندونغ.
ويعكس المعرض الذي يقام تحت رعاية وزارة الثقافة المصرية من يوم 13 الى 27 سبتمبر الحضارة والثقافة الصينية بعيون مصرية.
قالت فؤاد لوكالة ((شينخوا)) " قاعة المعرض بها زوايا منفصلة وقد جعلت كل زاوية تحكي حكاية منفصلة عن الصين. كل حكاية تتكون من صورة أو اثنين أو ثلاث صور من إجمالي 44 صورة في المعرض".
والتقطت عدسة فؤاد الصور خلال إقامتها في بكين وشاندونغ لمدة أسبوعين عام 2014 في رحلة دعمها المركز الثقافي الصيني في القاهرة.
وقالت فؤاد، الحاصلة على بكالورويس في الفنون من جامعة ميدلسيكس بلندن وهي أيضا عضو بعدد من جمعيات التصوير في مصر وبريطانيا والولايات المتحدة، إن صورها عن الشعب الصيني استوحتها من العطف وكرم الضيافة والمساعدة الحارة التي تلقتها منهم خلال إقامتها القصيرة في الصين.
وأضافت فؤاد " الشعب الصيني لطيف جدا وودود. على الرغم من أنني لا أتحدث الصينية، إلا أنهم ساعدوني ولم يزعجوني أبدا ولم يمنعوني أيضا من التقاط الصور. حتى أن عاملة بفندق تركت لي هدية في غرفتي قبل أن أغادر الصين".
وكانت الصورة الرئيسية في المعرض تجسد امرأة صينية ترتدي ملابس تقليدية وتمسك بمظلة حمراء مطرزة بورود بيضاء تغطي وجهها.
والتقطت سارة صورا عديدة تصور حياة العاديين في الشوارع والأسواق بينها صورة لزوجين حديثي الزواج وطاه يشوى السمك والروبيان خارج مطعم للمأكولات البحرية وطريق يشق الجبال والصخور إلى سور الصين العظيم ومنظر لعين الطائر أُخذ من عربة قطار هوائي (تليفريك) وغيرها.
وأعرب محمد حداد، مهندس معماري يحرض على زيارة المعارض الفنية، عن إعجابه بوضوح بالصور. وتمعن حداد في كل صورة تقريبا بعناية، قبل أن يتوقف أمام بعض الصور لأخذ نظرة عميقة وقراءة التعليقات.
وقال حداد لوكالة ((شينخوا)) " هذا المعرض الفوتوغرافي يقدم تفاصيل مختلفة حول الصينيين مثل طعامهم وعادات وتقاليدهم. يخبرنا أيضا بتفاصيل حول الطبيعة والمناظر الطبيعية هناك. إنني أحب كثيرا صورة الطريق الى سور الصين العظيم. وأحب أيضا الصورة الرئيسية للمرأة التي تمسك بالمظلة الحمراء".
وتابع " المعرض يتيح لي معرفة المزيد عن الصين . كل صورة تتحدث عن نفسها. إنني معجب بالشعب الصيني الذي حافظ على ثقافته وعاداته وتقاليده ولم يتأثر كثيرا بالعولمة مثل أخرين".
وقالت أميرة نور، وهي مصورة بأحدى المجلات التابعة لمؤسسة الأهرام الكبرى، إن مهنتها تحثها على حضور معارض الصور المختلفة، مشيرة إلى أنها نفسها أقامت معرضا حول الصين بعد زيارة لها في عام 2013.
وقالت لوكالة ((شينخوا)) " أجد أن معرض حكاوي من الصين مختلف جدا من حيث التنظيم الأنيق وطريقة العرض التي تأخذ الزائر من زاوية لأخرى كما لو كان من حكاية لأخرى ومن الحياة الاجتماعية والعادات والتقاليد إلى المعابد والعمارة".
وبجانب صور الأشخاص، يعرض المعرض أيضا العديد من الصور للمعالم الصينية الفريدة والهياكل والمقاصد السياحية الشهيرة، بما في ذلك المدينة المحرمة والمتحف الوطني والمسرح الوطني الكبير في بكين وجسر خليج جياوتشو في تشينغداو ومتحف الطائرات الورقية ومحطة السكة الحديد في ويفانغ وكهوف الألف بوذا وبحيرة دامينغ في جينان.
وأختار المركز الثقافي الصيني فؤاد بتوصية من المصورة المصرية الحائزة على الجوائز إيمان لطفي التي نصحت بتصوير البلد بعين مختلفة.
وقال لطفي لوكالة ((شينخوا)) في المعرض " تصوير الشارع ليس سهلا لأنها ممتلئ ومزدحم بالتفاصيل والأيقونات، بيد أن عدسة فؤاد أكتشفت الصين بدقة وبهدوء وبمكونات دقيقة جدا".
وأقامت الصين ومصر العديد من الأنشطة الثقافية المشتركة بما في ذلك مهرجانات وعروض فلكولورية ومعارض فنية للاحتفاء بالعلاقات الثنائية والتبادلات الثقافية المتنامية منذ إقامة العام الثقاقي الصيني-المصري عام 2016.
وأشار المستشار الثقافي الصيني لدي مصر شي يويه ون الذي حضر مراسم افتتاح معرض " حكاوي من الصين" بالصور بأنها " ألتقطت بشكل فني وواضح".
وقال إن فؤاد صورت ما التقطته عيناها في الصين ولاسيما من منظور مصري ونسائي.
وأضاف شي أن " المعرض يعزز بفعالية فهم الشعب المصري للصين الحديثة وهذا شئ مهم جدا لتعميق الصداقة بين البلدين".