الطلاب اليابانيون يتعلمون اللغة الصينية بجد. |
أظهر إستطلاع شمل أكثر من ألف ولي أمر، أجرته الجمعية البريطانية للتعليم والثقافة مؤخرا، أن الآباء البريطانيين يعتبرون اللغة الصينية "اللغة الأكثر أهمية في المستقبل". وأعرب 51% من الآباء عن أملهم في تعلم أبنائهم اللغة الصينية. وهو مايعكس التوجه العام في بريطانيا نحو تعلم اللغة الصينية، والذي لم يستثني حتى ملكة بريطانيا ورئيسة الوزراء.
موجة تعلم اللغة الصينية في بريطانيا
لرفع نتائجها السيئة في الرياضيات، قررت بريطانيا إعتماد الكتب المدرسية الصينية في هذه المادة. في ذات الوقت، بات عدد كبير من الآباء في بريطانيا يرغبون في أن يتعلم أبنائهم اللغة الصينية.
يعود الفضل في إقبال البريطانيين على تعلم اللغة الصينية إلى رئيس الوزراء البريطاني السابق كاميرون، الذي دعى لتعلم اللغة الصينية أثناء شغله لمنصبه. حيث أشار ذات مرة، إلى أن الأطفال البريطانيين يجب ألا يدرسوا الفرنسية والألمانية فحسب، بل عليهم أن يركزوا أكثر على تعلم اللغة الصينية. أما رئيسة الوزراء الجديدة تيريزا ماي، فإلى جانب أنها حصولها على دعم أصوات المدينة الصينية في لندن، ظهرت تيريزا خلال عيد ربيع 2017 في فيديو بلباس صيني لتهنئة الصينيين.
وفي سبتمبر 2016 طرحت بريطانيا مخططا لتعليم اللغة الصينية، حيث إستهدفت تكوين 5000 تلميذ بريطاني يتحدثون اللغة الصينية بحلول عام 2020. ويسعى هذا المخطط من خلال الدروس المكثفة إلى رفع مستوى التلاميذ في اللغة الصينية، حيث يدرس التلميذ 8 ساعات من اللغة الصينية كل أسبوع. من جهة ثانية، تعمل عدة معاهد بريطانية على برمجة دروسة مستقلة في اللغة الصينية، بهدف تطوير تعليم اللغة الصينية في بريطانيا خلال السنوات العشر القادمة.
غلاء رسوم دراسة اللغة الصينية
تعد مدارس وأساتذة اللغة الصينية، الأطراف المستفيدة من موجة الإقبال على تعلم اللغة الصينية في الخارج. وعلى سبيل المثال يصل سعر الساعة الواحدة لتعليم اللغة الصينية للمبتدئين إلى 30 جنيه أسترليني. وتصل رسوم برنامج كامل بعد التخفيضات إلى 560 جنيه استرليني.
غلاء رسوم دراسة اللغة الصينية يجعل من راتب الأستاذ أعلى. حيث يمكن أن تتراوح أجرة الأستاذ يوميا بين 125 جنيه و190، ويمكنه الحصول على راتبه بشكل يومي. وتتراوح أجرة ساعات الدوام بشكل جزئي في نهاية الأسبوع بين 16 و20 جنيه استرليني.
اللغة الصينية أصبحت عامل تميز للصينيين المقيمين في الخارج
مع تزايد الإقبال على تعلم اللغة الصينية في بريطانيا، باتت الكفاءات التي تتحدث اللغة الصينية تحظى بترحيب كبير من الشركات. حيث أعربت 31% من الشركات المستطلعة عن حاجتها لإنتداب موظفين يتحدثون اللغة الصينية. وهي النسبة الأعلى بالنسبة للغات غير الأوروبية.
يمكن القول أن تعليم عائلات النخب أبنائها اللغة الصينية قد أصبح تقليدا في عدة دول أوروبية وأمريكية. وهو ماجعل مربيات الأطفال الصينيات يتحولن إلى مصدر ترحيب بالنسبة للأولياء. حيث تخصص العديد من العائلات رواتب عالية لمرابيات الأطفال الصينيات لتعليم أبنائهم التحدث باللغة الصينية. من جهة أخرى، مع تزايد أعداد السائحين الصينيين في الخارج، أصبح هناك طلبا كبيرا على المرشدين الذين يتحدثون باللغة الصينية.
تنامي قوة الصين دفع الاجانب لتعلم لغتها
ذكرت القناة الفرنسية الثانية، أن عدد التلاميذ الذين يتعلمون اللغة الصينية في المدراس والمعاهد الفرنسية قد تضاعف 4 مرات خلال 10سنوات. وتعد اللغة الصينية في الوقت الحالي رابع لغة أجنبية في فرنسا بعد الإسبانية والألمانية والإيطالية من حيث الإقبال. لكن هذه الظاهرة ليست حكرا على فرنسا فحسب، بل مع تنامي قوة الصين ونفوذها دوليا، أخذت اللغة الصينية تغدو موجة واسعة تنتشر في مختلف أنحاء العالم.
إستشهد رئيس وزراء بريطانيا السابق ديفيد كاميرون ذات مرة، بمقولة لنيلسون مانديلا، تقول: "إذا تحدث بلغة يفهمها محاورك، فكلامك سيدخل دماغه. وإذا تحدثت باللغة الأم لمحاورك، فكلامك سيدخل قلبه." ويمكن القول أن إهتمام الدول الأجنبية بتعليم اللغة الصينية، يعكس مدى حرصها على معرفة الصين وتعميق علاقات التعاون والتبادل معها.
مع تزايد النفوذ الصيني في العالم وتقدم مبادرة الحزام والطريق، ستتعزز علاقات التعاون والتبادل بين الصين والعالم، ماسيزيد من مستوى الإقبال على تعلم اللغة الصينية.