بكين 19 سبتمبر 2017 / أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يوم الأحد، عن حل لجنتها الإدارية في قطاع غزة في خطوة قوبلت بترحيب حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والفصائل الفلسطينية الأخرى. وجاء بيان حماس في ظل تواجد وفد من قيادتها وآخر من فتح في القاهرة لبحث جهود تحقيق المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام الداخلي المستمر منذ منتصف عام 2007.
واعتبر مراقبون فلسطينيون أن حل حماس لجنتها الإدارية في قطاع غزة يفتح الباب واسعا أمام تحقيق المصالحة الفلسطينية شريطة التغلب على العقبات في الطريق. واشادوا بإعلان الحركة استعدادها للحوار مع فتح حول آليات تطبيق اتفاق القاهرة عام 2011 وملحقاته بأنه " خبر جيد" لإنهاء الانقسام السياسي المستمر منذ 10 سنوات وإعادة الوحدة والاستقرار لشعب فلسطين، ما يمكن أن يخدم في وقت ما استئناف عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين .
وأعلنت حركة حماس في بيان قبل يومين حل اللجنة الإدارية في غزة، ودعوة حكومة الوفاق للقدوم إلى القطاع ، لممارسة مهامها والقيام بواجباتها فورا.
كما وافقت حماس على إجراء الانتخابات العامة، وأبدت استعدادها لتلبية الدعوة المصرية للحوار مع حركة فتح، حول آليات تنفيذ اتفاق القاهرة 2011 وملحقاته، وتشكيل حكومة وحدة وطنية في إطار حوار تشارك فيه الفصائل الفلسطينية الموقعة على اتفاق 2011.
وينص اتفاق القاهرة على تشكيل حكومة وحدة وطنية وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية وانتخابات للمجلس الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية فضلا عن إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية.
ووصف وو سي كه، المبعوث الخاص الصيني السابق للشرق الأوسط , خطوة حماس بأنها إيجابية وجيدة وتتفق مع مطالب الشعب الفلسطيني.
وفيما يتعلق بالعوامل التي أدت الى هذا التقدم الجديد، أشار قونغ شياو شنغ، المبعوث الصيني الخاص الحالي للشرق الأوسط, إلى أن الأسباب وراء إعلان حماس المفاجئ "معقدة" وتشمل عوامل داخلية وخارجية.
وبالنسبة للأسباب الداخلية، قال ونغ أولا: الإجراءات التي بدأ تطبيقها الرئيس الفلسطيني محمود عباس لفرض ضغوط مالية على حماس, بما في ذلك إجراءات تقليص رواتب الموظفين خارج العمل في السلطة الفلسطينية بغزة، ووقف تسديد مدفوعات قطاع غزة من الكهرباء، ومطالبته بتقاعد نحو 7 آلاف موظف من العاملين بالسلطة مبكرا.
ثانيا, الأزمة الدبلوماسية الخليجية المستمرة منذ نحو 4 أشهر، مشيرا إلى أنها وضعت حماس في وضع مقلق بعد التقلبات التي شهدها العالم العربي وحالة عدم اليقين التي اكتنفت علاقاتها مع مؤيديها تركيا وقطر والسعودية والدول الخليجية الأخرى. وفي الماضي, أحرزت حماس تطورات ملموسة في أعمالها في قطاع غزة على الرغم من الحصار القاسي الإسرائيلي بمساعدة تركيا وقطر. وفي السنوات الأخيرة, بدأ الاقتصاد في غزة ينتعش مع إعادة بناء البنية التحتية.
وفي ظل المأزق السياسي والدبلوماسي والاقتصادي الذي تواجهه قطر عقب اندلاع الأزمة الدبلوماسية الخليجية إزداد قلق حماس على مساعدات قطر لها مستقبلا في ظل عدم وجود رغبة لديها في إغضاب دول رئيسية عربية. لذلك, أصبح إصلاح العلاقات مع فتح خيارا معقولا للتخفيف من وطأة الضغوط المالية من ناحية والتأثيرات غير المؤاتية على حماس الناجمة عن التغيرات في البيئة الخارجية.
ولعبت القاهرة دورا محوريا في التوصل الى الاتفاق الأخير بين فتح وحماس. وأكد الرئيس السيسي خلال لقاء مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في نيويورك أمس الاثنين على أن القضية الفلسطينية ستظل لها الأولوية في سياسة مصر الخارجية ، مؤكداً مواصلة مصر جهودها الحثيثة مع الأطراف الفلسطينية من أجل رأب الصدع وإنهاء الانقسام بين الفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
ومن جانبه، ثمن وو سي كه دور مصر في الوساطة بين الفصائل الفلسطينية المنقسمة بشكل خاص وقضية السلام الفلسطينية-الإسرائيلية عموما, قائلا إن "مصر تقوم بدور إيجابي لدفع القضية منذ زمن طويل. وحل حماس لجنتها الإدارية في قطاع غزة يعتبر ردا فعالا على جهود مصر المستمرة في أعمال الوساطة, ما يبرز التأثير الإقليمي لمصر في المنطقة".
وشاطره الرأي قونغ شياو شنغ، قائلا إن مصر تتمتع بتأثير كبير في الضفة الغربية وقطاع غزة, ومن الطبيعي أن تلعب مصر دور الوساطة في حل الخلافات المتعلقة بحماس وفتح في الماضي والآن.