سيدني 18 سبتمبر 2017 / قال تقرير جديد صدر اليوم (الاثنين) إن الازدياد المتوقع في معدلات الشيخوخة في جميع أنحاء آسيا خلال الـ100 عام القادمة من شأنه أن يجلب ثروة من الفرص المستقبلية فضلا عن بعض التحديات الكبيرة.
وأشار تقرير ((ديلويت صوت آسيا)) إلى أن التحول السكاني المتزايد باتجاه الشيخوخة في الدول الآسيوية خلال هذا القرن سيشهد نسبة أكبر بكثير من السكان الكبار الذين تزيد أعمارهم على 65 عاما بحلول عام 2042 مقارنة بأوروبا بالكامل ودول أمريكا الشمالية مجتمعة.
وهذه الزيادة الكبيرة سوف تشكل " تحديا" لبعض الدول، وفقا لما ذكر كريس ريتشاردسون مؤلف التقرير ومدير شركة ((ديلويت اكسيس ايكونميكس)) لوكالة ((شينخوا)) اليوم، مضيفا أنه في حالة الصين بشكل خاص، على الرغم من الإجراءات الحكومية الإيجابية مثل إدخال سياسة الطفلين في عام 2015 ، إلا أن الأسواق لا تزال تلعب دورا في التحول الديموغرافي.
وأوضح ريتشاردسون " عندما يكلف السكن ثروة-- كما هو الحال في بعض المناطق الرئيسية في الصين وليس كلها-- فإن الأمور الأخرى تتساوى، ما سيحافظ على معدل المواليد في نطاق ضيق".
بيد أن التحديات تأتي بفرصة كبيرة للصين، ولاسيما مع جماعاتها الناشئة من الطبقة المتوسطة، حيث يعتقد التقرير أن الأجيال الصينية المولودة بعد عام 1990 تشكل" قوة لا يستهان بها" في دفع الاستهلاك.
وقال" من المستحيل حقا فهم الإنفاق الاستهلاكي المتنامي للصين بدون تقدير مستهلكيها الشباب الذين يثقون في أن إنفاقهم يوفر أرضية للنمو على خلفية الاعتدال الاقتصادي".
وتمتد الرعاية الصحية، وهي نقطة اهتمام رئيسية جديدة بالنسبة للطبقة المتوسطة الناشئة في الصين، لتشمل الشيخوخة الديموغرافية أيضا، وكما قال وزير التجارة الاسترالي السابق كريغ ايمرسون لوكالة ((شينخوا)) مؤخرا إن هذا يوفر فرصا لمزيد من الشراكات بين الصين وبقية دول العالم.
وأضاف " هناك تركيز حقيقي على الخدمات (في الصين)، لكن المجال الذي يتمتع بإمكانات هائلة غير مستغلة هو الصحة ورعاية المسنين. ومع استمرار نمو الطبقة الوسطي واستمرار نمو السكان الصينيين في السن، سيكون هناك لا محالة اهتماما بخدمات الرعاية الصحية عالية الجودة ورعاية المسنين".
ويشاطره هذه الشعور الوزير السابق أندرو روب، الذي قال إن المواطنين الصينيين المزدهرين على نحو متزايد "يطالبون" ببنية تحتية متزايدة لتلبية احتياجات السكان الأغنياء من كبار السن.
وتابع روب: " هذه قضايا ذات نطاق واسع. البنية التحتية مطلوبة للتعامل مع شيخوخة السكان، المرافق الطبية مطلوبة، المعايير التعليمية مطلوبة".
وأضاف " كل هذه الأمور مطلوبة الآن بعد عودة الصين إلى الظهور كقوة اقتصادية عالمية كبرى، هذه كلها توقعات من سكانها بينما تنتقل الصين إلى دور أكثر طبيعية في الاقتصاد العالمي".
وسلط التقرير الضوء على حملة الصين الأخيرة للبزوغ كزعيم عالمي في مجال الذكاء الاصطناعي والروبوتات ، قائلا " هذا سيغير قواعد اللعبة بالنسبة للصين أكثر من أي دولة أخرى في العالم".
وقال التقرير " صعود الروبوتات والذكاء الاصطناعي سيكون له أكبر تأثير من خلال استبدال الوظائف التي تنطوي على مهام متكررة بدلا من تلك التي تنطوي على التفاعل الشخصي، هذا يشكل تحديا خاصا للصين، التي تركز تقدمها الكبير في العقود الأخيرة نسبيا على مجالات مثل الصناعة التحويلية بدلا من قطاع الخدمات".
كما يلوح صعود الآلات في الأفق كأداة لتغيير الصين أكثر من أي مكان آخر، وفقا للتقرير.
وأكد أن القوة العاملة في الصين والتي يبلغ قوامها مليار شخص " هى أكبر قوة عاملة بمراحل شهدها العالم على الإطلاق "، مضيفا أن التحول باتجاه اقتصاد الشيخوخة سيظل في مرمى المكلفين بضمان رخاء الصين جيدا في المستقبل.