بكين 13 سبتمبر 2017 / أظهر تقرير عن التعاون الصيني والعربي في مجال القدرة الإنتاجية أن التعاون الاستثماري بين الصين والسعودية تعمق بشكل مطرد بفضل بروز التكامل الاقتصادي بين البلدين.
وذكر التقرير الصادر من حكومة منطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي ووزارة التجارة الصينية أن الاستثمار الصيني المباشر في السعودية بلغ 405 ملايين دولار أمريكي في عام 2015 بزيادة 113.5 بالمائة على أساس سنوي.
يذكر أن ما يزيد على 160 شركة صينية تعمل حاليا في السعودية، في مجالات تشمل السكك الحديدية والبناء والموانئ والمحطات الكهربائية والاتصالات وغيرها .
وأظهر التقرير أن السعودية تعد أكبر شريك تجاري للصين بين البلدان العربية منذ أكثر من عشر سنوات متتالية، وكذلك أكبر مورد نفطي للصين في العالم، حيث بلغ حجم التجارة الثنائية 42.264 مليار دولار أمريكي في عام 2016 بانخفاض 18.1 بالمائة على أساس سنوي، الأمر الذي يعزى إلى تراجع أسعار النفط الخام.
وقال أمين حسن الناصر الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية خلال زيارته للصين في مارس 2017 إن السعودية ترغب في أن تحافظ الصين على مكانتها كأكبر بلد مستورد للنفط السعودي، في ظل تنوع الواردات الصينية من الطاقة وثورة الغاز الصخري في الولايات المتحدة.
وأشار الناصر إلى أن الصادرات النفطية من شركة أرامكو إلى الصين تتزايد في ظل التنمية الاقتصادية الصينية، متوقعا أن يستمر الطلب الصيني على النفط والمنتجات الكيماوية والغاز الطبيعي المسال في النمو مع تسارع عملية الحضرنة في الصين.
وكشف الناصر أيضا عن تطلع السعودية لزيادة الاستثمارات في التجارة غير النفطية في الصين، بما فيها التعدين والمجوهرات وتجارة التجزئة والتكنولوجيا الحيوية.
من جهة أخرى، تم تحقيق نتائج لافتة بين الشركات الصينية والسعودية، حيث أنشأت أرامكو مصفاة وشركة مبيعات للمنتجات النفطية بالتعاون مع شركة سينوبك الصينية وشركة إكسون موبيل الأمريكية في مقاطعة فوجيان بجنوب شرقي الصين.
وأعلنت السعودية في عام 2016 ملامح خطة عريضة للإصلاح الاقتصادي والتنمية تحت عنوان "رؤية السعودية 2030" للنهوض باقتصاد المملكة وتحريرها من الاعتماد على النفط، ما يحمل نفس أفكار مبادرة الحزام والطريق التي طرحتها الصين في كثير من المجالات.
وأعرب الناصر عن توقعه بأن تعود رؤية السعودية 2030 ومبادرة الحزام والطريق بفرص كبيرة على الشركات السعودية والصينية.
وكان دمج رؤية السعودية 2030 ومبادرة الحزام والطريق من أهم الموضوعات خلال زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز إلى الصين في مارس 2017، الأمر الذي سيدفع التعاون بين البلدين في كافة المجالات ، بما في ذلك مجالات الطاقة والمالية وقدرة الإنتاج والبنية التحتية والتكنولوجيا.
وأضاف الناصر أن السعودية والصين تمران بتحولات اقتصادية مهمة، حيث أن السعودية مستعدة لتكون شريكا استراتيجيا في مبادرة الحزام والطريق من أجل دفع التعاون بين الصين ومنطقة الشرق الأوسط .
وأكد نائب وزير التجارة الصيني تشيان كه مينغ على هامش معرض الصين والدول العربية 2017 الذي عقد مؤخرا في نينغشيا أن الصين تبذل جهودا كبيرة لتنمية العلاقات مع السعودية على أساس رؤية السعودية 2030 ، ومبادرة الحزام والطريق، مضيفا أن السعودية والصين تجمعهما علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي تهدف إلى تحقيق آمال وطموحات الشعبين الصديقين.