تعليق: بالتنمية ... الصين تحقق تقدما كبيرا في حماية حقوق الانسان

بقلم/تشاو تشانغ تشون، أستاذ بكلية القانون بجامعة نانكاي

تعتبر التنمية مفتاح حل جميع المشاكل بما في ذلك قضية حقوق الانسان، حيث لا يمكن احراز أي تقدم في حماية حقوق الانسان دون النجاح في التنمية. والهدف الانمائي الاخير الذي تسعي الصين لتحقيقه واضح جدا: "استكمال بناء مجتمع رغيد الحياة في عام 2020". وسعيا لتحقيق هذا الهدف، للصين طموح واستراتيجيات وأفكار ومثابرة. ومن المؤكد أن تحقيق هذا الهدف سيعزز من التقدم المستمر لقضية حقوق الانسان في الصين.

وقد طرح الهدف الإنمائي بتفاصيله ومحتواه خلال المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني: "التنمية الاقتصادية المستدامة والصحية "،" مواصلة توسيع الديمقراطية الشعبية “،” مواصلة تعزيز القوة الناعمة الثقافية“، " تحسين مستويات معيشة الشعب بشكل عام " و"تحقيق تقدم في بناء مجتمع متوفر الموارد وصديق للبيئة " وغيرها من الأهداف الاخرى، لإكمال وتطوير المفهوم لبناء مجتمع رغيد الحياة.

أن استكمال بناء مجتمع رغيد الحياة يتماشى مع مضمون احترام حقوق الانسان وحمايتها، ويضع المخططات والاتجاه لتنمية قضية حقوق الانسان في الصين. وفي الجلسة الكاملة الخامسة للجنة المركزية الثامنة عشرة، اقترحت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني التي تتخذ الرفيق شي جين بينغ نواتها توصيات لوضع خطة "الخماسية الثلاثة عشر“، وتم التخطيط العام لتحقيق استكمال بناء مجتمع رغيد الحياة. وفي عام 2016، أصدرت الخطوات العريضة لخطة "الخماسية الثلاثة عشر" لتصبح التخطيط النهائي لاستكمال بناء مجتمع رغيد الحياة.

التخلص من الفقر لا مفر منه لاستكمال بناء مجتمع رغيد الحياة. لذا، تعتبر المناطق التي تعاني من الفقر المدقع لفترة طوير " أكبر حجر عثرة " أمام تحقيق هدف استكمال بناء مجتمع رغيد الحياة. وطرحت لجنة الحزب المركزية التي تتخذ الرفيق شي جين بينغ نواتها هدف "القضاء على الفقر في جميع البلديات الفقيرة، وتخلص جميع الفقراء من الفقر الى غاية عام 2020"، ويتخذه الرمز الأساسي لاستكمال بناء مجتمع رغيد الحياة. ويعد هذا الطموح الإعلان الرسمي والمعايير الجديدة لحماية حقوق الانسان، ويرفع معايير ومستويات التنمية لتعزيز قضية حقوق الانسان في البلدان التنمية.

الطموح والاستراتيجية موجودتان. وضعت الصين إجراءات وسبل دقيقة للقضاء على الفقر من أجل ضمان تحقيق انجاز هدف القضاء على الفقر بشكل عام في عام 2020، وذلك من خلال التنمية الصناعية والنقل للتوظيف، ودعم التعليم وغيرها. وفي عام 2016، أصدر مجلس الدولة "خطة التخلص من الفقر في فترة الخماسية الثالثة عشر"، تبين فيها الفكرة العامة والاهداف الأساسية والمهام الرئيسية وتدابير الضمانات للقضاء على الفقر في خمس سنوات الأخيرة، كما قدمت جدولا زمنيا وخارطة طريق لكسب معركة القضاء على الفقر. 

الإنجازات المحققة واضحة. حيث تم اخراج ما مجموعه 550 مليون نسمة في المناطق الريفية في الصين من الفقر في فترة 2013 -2016، وتم تخفيض الفقر لـ 10 ملايين شخص سنويا في أربع سنوات متتالية. وعلى الرغم من أن مهمة تحقيق هدف تخفيف من وطأة الفقر بحلول عام 2020 لا تزال صعبة، ولكن من خلال التدابير المتنوعة لمساعدة الفقراء، تم تنفيذ بشكل فعال للمبدأ العالمي لحقوق الانسان، وهو الاسهام الصيني الكبير في تنمية حقوق الانسان في العالم.

أفكار مهمة. وشملت خطة الخماسية الثالثة عشر المعتمدة في الجلسة العامة الخامسة للجنة المركزية الثامنة عشرة مفهوم التنمية "الابتكار والتنسيق الاخضر، الانفتاح، المشتركة"، الذي أكد تغيير عميق متعلق مع الوضع العام للتنمية في الصين. من بينها، التمسك بالتنمية المشتركة، هو التمسك بمبدأ التنمية من أجل الشعب، وتعتمد على الشعب، ليصبح ثمار التنمية مشترك بين الشعب، ليتسنى لجميع الافراد المجتمع تقاسم ثمار التنمية ويصبح لتنمية معنى أكبر من المكاسب وتحقيق التقدم المطرد نحو الرخاء المشترك. 

ويتماشى التفكير والتجربة الصينية لبناء مجتمع رغيد الحياة، مع مطالب ميثاق الأمم المتحدة و"الإعلان العالمي لحقوق الإنسان" في “تهيئة بيئة ملائمة"، و"تحسين معيشة الشعب وتعزيز التقدم الاجتماعي".

إن عملية استكمال بناء مجتمع رغيد الحياة في الصين هي عملية تحسين مستوى معيشة أكثر من مائة مليون شخص، وهي أيضا إنجازات تاريخية عظيمة في تطور الحضارة الإنسانية وحقوق الانسان.