بكين 10 سبتمبر 2017 / إن "ركوب الدراجة مريح لأنه يساعد في تجنب الاختناقات المرورية ويوفر الوقت"، هكذا ذكر ريان تشو هونغ هاو خريج جامعة الشعب الصينية، مضيفا "بالنسبة لي تعد الدراجة التشاركية فكرة رائعة، كما أن ثقافة ركوب الدراجة مفيدة حقا".
يعد هذا الشاب، الذي كان يفتح قفل دراجة تشاركية باستخدام هاتفه الذكي في شارع تشنغفو بحي الهايديان في بكين، أحد أكثر من 130 مليون مستخدم للدراجة التشاركية في الدولة الأكثر تعدادا للسكان في العالم والتي يوجد بها الآن حوالي 70 شركة تجارية للدراجة التشاركية تقوم بتشغيل أكثر من 16 مليون دراجة في أنحاء البلاد، وفقا لما أعلنته وزارة النقل.
وتشهد الدراجة التشاركية، التي استهلتها شركة "موبايك" التي تدعمها ((تينسنت)) ومنافستها شركة ((أوفو)) التي تدعمها ديدي تشوشينغ، تشهد بكل تأكيد ازدهارا في الصين.
وقد خصصت الحكومة حارات للدراجات لا يسمح للسيارات بالسير فيها، وأضافت علامات للدراجات إلى علامات المرور. "أعتقد أنها سياسة جيدة جدا للمجتمع"، هكذا قال ريان لوكالة أنباء ((شينخوا)) وهو يتمايل على دراجة برتقالية استأجرها لتوه.
وفي الواقع، يعد استخدام الدراجة التشاركية أمرا سهلا. فالمستخدم يفتح ببساطة تطبيقا على الهاتف المحمول ويحدد مكان أقرب دراجة إليه ويقوم بفتح قفل الدراجة بمسح الباركود بهاتفه المحمول.
ومن جانبه، ذكر دنغ شيوان (20 عاما) من مقاطعة هونان بجنوب الصين لـ((شينخوا)) على طريق شيويهتانغ في حي الهايديان "إنها متاحة في أنحاء المدينة، أنها تجنب الناس الازدحام المروري ولا تنتج غازات ضارة، ومن ثم فإنها صديقة للبيئة".
ولتحسين تنظيم الدراجات التشاركية، وضعت الحكومة مبادئ توجيهية جديدة في شهر أغسطس للإبقاء على نظام الدراجة التشاركية في المسار الصحيح وتفادي الإيقاف العشوائي للدراجة خارج محطات مترو الأنفاق والتي تؤدى أحيانا إلى ازدحام الأرصفة.
وتنص المبادئ التوجيهية على أن "الدراجات التشاركية تعد جزءا من نظام النقل الحضري الأخضر، وأنه يتعين على حكومات المدن الوصول بشبكات نقل الدراجات إلى الدرجة المثلى لتحسين سهولة الاستخدام والسلامة لراكبيها".
وبسبب المخاوف المتعلق بالسلامة، تنص المبادئ التوجيهية على عدم استخدام خدمة الدراجة التشاركية من قبل الأطفال دون 12 عاما الذين يتم إثناؤهم أيضا عن استخدام الدراجة الكهربائية.
وكان لي له يون ولاسي قه، الصديقتان والزميلتان في جامعة تسينغهوا ببكين، كانتا تركبان نفس الدراجة الكهربائية على طريق تسينغهوا إيست عندما توقفتا لإيقاف الدراجة في موقف مخصص لها على جانب الطريق.
وقالت له يون لـ((شينخوا)) "الدراجة الكهربائية أسرع وأكثر ملاءمة من الدراجة الهوائية، ويمكنك ركوبها مع شخص آخر. نحن لسنا بحاجة للحصول على ترخيص لركوب دراجة هوائية ولكننا بحاجة لذلك لركوب دراجة كهربائية".
وقالت صديقتها لاسي أن الشوارع والطرق مصممة بشكل جيد لهذه الدراجات مع وجود مواقف وحارات وعلامات مرور خاصة. "لهذا، فإن الدراجة التشاركية منظمة جدا في المدن الكبرى".
إن ثقافة ركوب الدراجة ليست جديدة في الصين لأنها قائمة منذ فترة طويلة قبل أن تسود السيارات الشوارع، أي قبل حوالي بضعة عقود. وأصبح ركوب الدراجة الآن يحظى مرة أخرى بشعبية وسط تزايد الرغبة في تحقيق التنمية المستدامة والطاقة النظيفة.
وذكرت وانغ شي هوي (70 عاما) التي توقفت لكي تجرى ((شينخوا)) مقابلة معها على طريق نانليشي في حي شيتشنغ "إنني أركب الدراجة منذ أن كنت شابة"، مضيفة "الدراجة مهمة جدا بالنسبة لي، لأنها مريحة للغاية أثناء الخروج للتسوق أو القيام بأي شيء آخر".
وفي بعض الأحيان، يوجد في مدينة من المدن الصينية عدد كبير للغاية من الدراجات. فعلى سبيل المثال، كشف مسح أجراه اتحاد شانغهاي للدراجات أن نصف مليون دراجة تكفي لتلبية الاستخدام اليومي بالنسبة لسكان شانغهاي، ولكن المدينة بها الآن أكثر من مليون دراجة تشاركية.
لهذا السبب تدعو المبادئ التوجيهية الحكومات المحلية إلى دراسة وضع شروط محددة لضمان التخصيص الرشيد للدراجات وتجنب العرض الزائد في بعض المدن، وبهذا تكون الدراجة التشاركية حلا وليست مشكلة.
وتجدر الإشارة إلى أن شركتي موبايك وأوفو، وهما شركتان صينيتان رائدان في هذا المجال، تقدمان خدماتهما خارج الصين. فخدمات موبايك متاحة الآن في بريطانيا وإيطاليا واليابان وسنغافورة، وأعلنت دخولها السوق الماليزية يوم الأربعاء.
أما شركة أوفو، فتعمل في سنغافورة والولايات المتحدة وبريطانيا وقازاقستان وتايلاند وماليزيا واليابان. وقال مؤسسها تشانغ سي دينغ لـ((شينخوا)) في يوليو الماضي أن شركته تعتزم التوسع في 20 دولة بحلول نهاية العام.