هافانا 10 سبتمبر 2017 / دمر إعصار إيرما يوم الأحد العاصمة الكوبية كعاصفة قوية ما بين الفئة الثالثة والرابعة على مقياس سفير-سمبسون بعد اجتياح الساحل الشمالي للدولة الكاريبية.
وبدأ سكان هافانا يشعرون بقوة الإعصار في وقت متأخر من يوم السبت بيد أن غضبه بدأ يشتد صباح الأحد مع رياح قوية وأمواج ارتفعت لأرقام قياسية.
وعلى الرغم من أن عين العاصفة لم تضرب هافانا، إلا أن قوته غير العادية اقتلعت آلاف الأشجار وخطوط الطاقة ودمرت الأسقف وتسببت بدمار هائل للمراكز السياحية تاركا المدينة في ظلام دامس.
وقضت فرق الإطفاء والصليب الأحمر ليلة السبت ويوم الأحد في إنقاذ السكان في الربع القديم وغيره من المناطق في هافانا حيث تسبب البحر الهائج بفيضانات مدمرة.
وقال فيدل مارتينيز، أحد المواطنين الذين تم إجلائهم بسبب الفيضانات، لوكالة ((شينخوا))" هناك عدد كبير من عمال الإنقاذ وموظفي الصليب الأحمر يتعاونون مع الناس ويحاولون إعادة الأمور إلى طبيعتها".
وفي شارع ألماليكون المطل على البحر في هافانا أثارت الأمواج فيضانات لم يراها سكان ومسؤولو المدينة من قبل.
وقال ديفيد كومونا، مقيم بالعاصمة، " إنني أعيش في هذه المنطقة منذ أكثر من 30 عاما ولم أشهد أبدا من قبل فيضانات بهذا المستوى. هذا الإعصار تسبب حقا بدمار هائل لمدينتنا".
وفي بعض المناطق، ولاسيما في حي فيدادو قرب مركز المدينة، غطت المياه أكثر من 600 متر مغرقة المنازل ومرائب السيارات.
وقالت مقيمة بالمنطقة تدعي إليشيا نوريغا " هذا إعصار لم يحدث من قبل. ربما يشبه ما نطلق عليها عاصفة القرن في عام 1996. لقد أثر على مدينتنا بالكامل، ولاسيما المنطقة الساحلية. لكن الآن لابد أن نتعافي".
وفي رسالة أصدرها يوم الأحد، أمر الرئيس راؤل كاسترو السلطات المحلية في كل المناطق ببدء جهود الانعاش بعد أن أثر الإعصار عمليا على الدولة بأكملها.
وفي هافانا، اقتلع عدد كبير من الأشجار وتضررت شبكة الكهرباء بشكل كبير، وفقا للسكرتير الأول للحزب الشيوعي الكوبي مرسيدس لوبيز آسيا.
وقال لوبيز " هناك إنهيارات كلية وجزئية لمنازل" في المدينة.
ودمر الإعصار أيضا البنية التحتية السياحية لكوبا بعد اكتساحه الساحل الشمالي للبلاد.
ونجت فارديرو، المقصد السياحي الشهير بمقاطعة ماتنزاس، على بعد 120 كم شرقي هافانا، من ضربة مباشرة لايرما، بيد أن رياح الإعصار أثارت الفوضي في المنشآت الفندقية.
وقالت تيريز مورا مونزون، رئيسة الدفاع المدني في ماتنزاس، " في فاريديرو، تركزت الخسائر الأولية في الهياكل المعدنية والأسقف والانهيارات الطينية الجزئية".
وتم إجلاء أكثر من 10 آلاف سائح إلى فارديرو من منتجات في الجزء الأوسط من البلاد، مثل كايو كوكو وغوليرمو في سييغو دي افيلا وكايو سانتا ماريا في فيلا كلارا، حيث دمرت بعض المنشآت السياحية.
وبعد اجتياحها الساحل الشمالي الكوبي، حطت العاصفة التي اعتبرت الأقوي في منطقة الأطلنطي يوم الأحد في جزر فلوريدا كيز على الساحل الجنوبي لولاية فلوريدا الأمريكية جالبة معها أمطارا ورياحا بلغت سرعتها 210 كم في الساعة.