أفتتح المعرض العربي الصيني الذي يدوم 4 أيام في 6 سبتمبر الجاري، بمدينة ينتشوان حاضرة منطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي في غربي الصين. وشارك في المعرض 43 وزيرا ومسؤولا رفيعا من مصر والأردن وعمان والسعودية والإمارات وغيرها من الدول العربية، و117 ممثل عن الغرف التجارية من الصين والدول العربية و1232 ممثل عن الشركات من الجانبين. ويتمحور المعرض حول 5 مجالات أساسية، هي: تجارة السلع، تجارة الخدمات، التعاون التكنولوجي، التعاون الإستثماري، التعاون السياحي. ويمثل التعاون الصناعي والتجاري، والتعاون في السكك الحديدية والتعاون التكنولوجي نقاطا مضيئة في هذا المعرض، ما سيوسع مجالات التعاون متبادل المنفعة بين الصين والدول العربية.
تعد القمة الصناعية والتجارية الصينية العربية المنصة الوحيدة للحوار بين الجانبين حول المسائل التجارية والصناعية المتعلقة في إطار معرض الصين والدول العربية. وعقدت القمة التجارية والصناعية الصينية العربية في 6 سبتمبر الجاري وأصدرت "بيان ينتشوان". حيث أجمع الجانبان الصيني والعربي على دفع التعاون الدولي في إطار مبادرة "الحزام والطريق"، وإغتنام الدورة الحالية من معرض الصين والدول العربية للتوصل إلى إتفاقات تعاون في مجالات البنية التحتية، طاقة الإنتاج الدولية، الإستثمار والتجارة، المالية، الزراعة، الإنترنت والتكنولوجيا. وقام 17 جهازا بإمضاء 12 إتفاقية ومذكرة تفام و4 مشاريع.
"هناك علاقات اقتصادية وتجارية قوية بين الصين والدول العربية، كما تجمع الجانبان علاقات صداقة قديمة." يقول مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية كمال حسن علي، ويشير إلى أن التعاون التجاري والإقتصادي بين الصين والدول العربية قد قطع أشواطا طويلة خلال السنوات الأخيرة، حيث نمت قيمة التبادل التجاري من 36.7 مليار دولار في عام 2004 إلى 171.1 مليار دولار في عام 2016. وباتت الصين في الوقت الحالي ثاني أكبر شريك تجاري للدول العربية، مايعكس الآفاق الواسعة للتعاون الصيني العربي.
يمثل التعاون في مجال السكك الحديدية جانبا مهما من عملية الترابط التي تسعى مبادرة الحزام والطريق لتحقيقها. وتحظى مشاريع السكك الحديدية الصينية بترحيب من قبل الدول العربية، نظرا لتمتعها بمميزات التطور التكنولوجي، والسلامة والأسعار التنافسية. وقد عبر خبراء السكك الحديدية من مصر والأردن والسودان ودول عربية أخرى عن تثمينهم لتكنولوجيا السكك الحديدية الصينية خلال إنعقاد ندوة القطارات السريعة بين الصين والدول العربية-2017، وعبروا عن أملهم في تعزيز تعاون الجانبين في هذا المجال.
في هذا الصدد، وفي حوار مع صحيفة الشعب اليومية، قال المهندس العام لإدارة السكك الحديدة المغربية محمد قاضي أن "الصين تمتلك تجربة ثرية في الإنشاء، وأن المغرب والصين قد أمضيا مذكرة تفاهم للتعاون في مجال القطارات السريعة في عام 2016. ونأمل توسيع مجالات التعاون مع الصين في هذا المجال، بمايدفع بالتنمية الإجتماعية والإقتصادية في المغرب."
وفي مجال العلوم والتكنولوجيا، شهد التعاون الصيني العربي تقدما كبيرا. وأعربت عدة دول عربية عن رغبتها في تعزيز التعاون العلمي والتكنولوجي مع الصين. كما وقع الجانبان الصيني والعربي خلال ملتقى التعاون الصيني العربي لنقل التكنولوجيا والتعاون في الإبتكار -2017، على 19 مشروع في مجالات العلوم والتكنولوجيا، تشمل مركزا لنقل التكنلوجيا بين الجانبين، ومنصة للإبتكار العلمي والتكنولوجي والتعاون التقني الصيني العربي.
في هذا السياق، أشار نائب وزير التعليم العالي والبحث العلمي المصري محمود صقر، إلى أن تطوير الطاقة المتجددة يعد محورا هاما للتعاون الصيني المصري. ونصح بتأسيس مركز صيني مصري للتقديرات العلمية والتكنولوجية على مستوى وطني. وتعزيز التعاون المشاريعي وتدريب الفنيين ونقل التقنية من خلال إنشاء فروع لمركز لنقل التكنولوجيا. إلى جانب دفع التنمية الإجتماعية والإقتصادية من خلال التعاون التكنولوجي بين الجانبين.
من جة أخرى، قال المدير التنفيذي للجامعة الأمريكية بالشارقة حسين محمودي، أن إنشاء فروع لمركز نقل التكنولوجيا سيساعد العلماء الصينيين والعرب ورؤساء الشركات على تطوير التعاون في البحث والإبتكار. ما سيسرع من عملية دخول التقنيات الجديدة والمنشآت الصينية إلى مناطق وسط آسيا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
من جانبه، أشار وزير التعليم العالي والبحث العلمي السوداني آل شانئ صالح إلى أن القطاع الزراعي في السودان في حاجة ماسة للدعم التكنولوجي الصيني، لتحويل الموارد السودانية إلى نتائج إقتصادية بشكل أفضل.
وكانت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، قد أرسلت وفدا للمشاركة في الملتقى الصيني العربي لنقل التكنولوجيا والإبتكار والتعاون. وأشار القائم بأعمال رئيس البعثة العربية لجامعة الدول العربية ببكين محمد شافعي، إلى أن القمة الثانية والعشرين لجامعة الدولة العربية قد طرحت "المخطط العملي للإبتكار العلمي والتكنولوجي في الدول العربية"، وقال إن جامعة الدولة العربية تأمل في إغتنام فرصة تنفيذ هذا المخطط والإشتراك مع الجانب الصيني في بناء مبادرة الحزام والطريق لدفع العلاقات الصينية العربية قدما.