تقرير إخباري: الفلسطينيون ينددون بمصادقة إسرائيل على خطة لبناء 4 آلاف وحدة استيطانية شرق القدس

رام الله 6 سبتمبر 2017 / ندد الفلسطينيون اليوم (الأربعاء) بمصادقة إسرائيل على خطة لبناء أربعة آلاف وحدة استيطانية في شرق القدس، معتبرين أن "التصعيد" الاستيطاني الإسرائيلي يقوض حل الدولتين.

وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن الخطة المذكورة تمثل استمرارا لتصعيد إسرائيل أنشطتها الاستيطانية لتدمير أي فرص لتطبيق حل الدولتين.

واتهم مجدلاني الحكومة الإسرائيلية "بالسعي عبر تصعيد الاستيطان سواء في الضفة الغربية أو شرق القدس المحتلة للقضاء كليا على رؤية حل الدولتين وأي فرص لإقامة دولة فلسطينية متصلة وذات سيادة".

واعتبر مجدلاني، أن إسرائيل "تستغل بسياساتها الحالية فيما يتعلق بتصعيد الاستيطان موقف إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الممتنعة حتى الآن عن إعلان موقف واضح ضد الاستيطان".

وأوردت صحيفة ((هآرتس)) الإسرائيلية على موقعها الالكتروني اليوم، أن المجلس القطري للتخطيط والبناء في البلدية الإسرائيلية في القدس صادق أمس الثلاثاء على خطة لبناء أربعة آلاف وحدة استيطانية على التلال "المحيطة" في الجزء الشرقي من القدس.

وبحسب الصحيفة، فإن خطة البناء ستغطي مساحة قدرها 600 هكتار، وأن إسرائيل تعتبر البناء في المنطقة المستهدفة "ضروريا بسبب نقص أراضي البناء في القدس".

ووصف نبيل شعث مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس للشؤون الخارجية الخطة المذكورة، بأنها "جريمة حرب كبرى وتكريس للمشروع الاستيطاني الاستعماري".

وقال شعث لـ ((شينخوا))، إن تصعيد إسرائيل للاستيطان "يمثل منتهى الاستخفاف بالشرعية الدولية، وبكل المواقف والقرارات الدولية الداعية لاستئناف عملية السلام والمناهضة للاستيطان".

وأكد شعث، استمرار التحرك الفلسطيني المناهض للاستيطان على كافة المستويات بما في ذلك الأمم المتحدة ومؤسساتها، ومحكمة الجنايات الدولية.

وبحسب دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، فإن البناء الاستيطاني الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية ارتفع منذ بداية العام الحالي بنسبة 85 في المائة مقارنة مع العام الماضي.

وترصد دائرة شؤون المفاوضات، أن إسرائيل طرحت ما لا يقل عن 56 خطة لبناء 4909 وحدات استيطانية بين يناير وأغسطس من العام الجاري بما يمثل ارتفاعا حادا بنسبة 85 في المائة مقارنة بجميع الوحدات الاستيطانية المصادق عليها خلال عام 2016.

وكانت هيئة ((مقاومة الجدار والاستيطان)) الفلسطينية في بيت لحم في الضفة الغربية قالت يوم أمس الثلاثاء، إن قرارا صدر من وزارة العدل الإسرائيلية بتثبيت ملكية مئات الدونمات الزراعية باسم شركة تابعة للمستوطنين الإسرائيليين في جنوب المحافظة.

وذكرت الهيئة، أن القرار استهدف تثبيت ملكية 876 دونما زراعيا في منطقة قريبة من مستوطنة (عتصيون) جنوب بيت لحم باسم شركة (عصيونه) التي تعود لمستوطنين، رغم وجود قضية نزاع بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي منذ 18 عاما.

من جهتها نددت وزارة الخارجية الفلسطينية بتصاعد مخططات إسرائيل الاستيطانية وتصريحات ومواقف ودعوات أركان اليمين الحاكم في اسرائيل "التي تحرض على تعميق الاستيطان وتهجير الفلسطينيين من وطنهم بشتى الوسائل".

واعتبر بيان صادر عن الوزارة، أن استمرار تصعيد الاستيطان "تحد وقح لجميع الجهود المبذولة لإحياء عملية السلام، ومحاولة أخرى لإفشال التحرك الأمريكي الجاد لاستئناف المفاوضات ما يستدعي وقبل فوات الاوان صحوة أمريكية لإدراك الاثار الكارثية للاستيطان على عملية السلام برمتها".

ورأى البيان، أن "أركان اليمين الحاكم في إسرائيل يثبتون يوما بعد يوم أن مخططاتهم الاستعمارية وعقليتهم التوسعية الاستيطانية ليس لها حدود أو ضوابط ومنفلتة بشكل كامل من أية قوانين واتفاقيات موقعة".

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس شدد مساء أمس، على أن الاستيطان الإسرائيلي يشكل "خطرا كبيرا" على مستقبل العملية السياسية.

وقال عباس لدى لقائه في مدينة رام الله رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورير، إن الاستيطان الإسرائيلي "مخالف للقانون الدولي ولكل قرارات الشرعية الدولية".

ويعد الاستيطان أبرز ملفات الخلاف بين الفلسطينيين وإسرائيل في ظل توقف مفاوضات السلام بينهما منذ نهاية مارس عام 2014 بعد تسعة أشهر من المحادثات برعاية أمريكية دون تحقيق تقدم.