القاهرة 5 سبتمبر 2017 /رأى محللون سياسيون وعسكريون يوم الثلاثاء أن استئناف تدريبات النجم الساطع بين القوات المسلحة المصرية والأمريكية خطوة تؤسس لشراكة جديدة بين البلدين، ويعبر عن الدعم الأمريكي للقاهرة في مكافحة الإرهاب.
وأعلن الجيش المصري في وقت سابق الثلاثاء استئناف تدريبات النجم الساطع خلال الفترة من 10 إلى 20 سبتمبر الجاري بقاعدة محمد نجيب العسكرية.
من جانبها، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية أن نحو 200 من عناصر القوات الأمريكية سوف يشاركون في تدريبات النجم الساطع مع مصر لأول مرة منذ العام 2009.
وذكرت القيادة المركزية الأمريكية في بيان نشرته السفارة الأمريكية بالقاهرة أن القوات المسلحة الأمريكية تشارك مع عناصر من القوات المسلحة المصرية في تدريبات النجم الساطع (النجم الساطع 2017) في قاعدة محمد نجيب العسكرية.
واعتبرت أن النجم الساطع، التي تأتي في إطار العلاقات الأمنية الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، هي شراكة تاريخية تلعب دورا قياديا في مكافحة الإرهاب والأمن الإقليمي والجهود المبذولة لمكافحة انتشار التطرف العنيف، مذكرة بأن أول تدريبات للنجم الساطع قد جرت في العام 1981.
وكانت آخر نسخة لهذه التدريبات جرت في مصر في العام 2009، قبل أن يتم تعليقها بسبب الأحداث السياسية التي مرت بها مصر في العام 2011 وما تلاها.
وقال الدكتور جمال سلامة أستاذ العلوم السياسية بجامعة السويس إن "استئناف مناورات النجم الساطع دليل على نجاح سياسة مصر الخارجية، التي استطاعت أن تنوع وتعدد علاقاتها الخارجية".
وأضاف سلامة في تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا)) أنه "في السابق كان لجوء مصر إلى توسيع نطاق علاقاتها الخارجية يثير غضب الولايات المتحدة الأمريكية، لكن حاليا اعتقد أن أمريكا فهمت الرسالة، فمصر ستجرى مناورات معها ومناورات أخرى مع روسيا وغيرها من الدول".
وتابع أن "مصر تتبع سياسة متعددة القنوات سواء على المستوى الاستراتيجي العسكري أو على المستوى السياسي والاقتصادي، وهذا لم يكن متاحا في السابق".
واعتبر عودة مناورات النجم الساطع "خطوة ايجابية ومهمة لإعادة الانفتاح على أقوى جيش في العالم، ما ينعكس على القوات المصرية بالخبرات والدعم التدريبي".
وأشار إلى أن عودة هذه المناورات تؤكد "فتح صفحة جديدة لاستعادة الشراكة الاستراتيجية بين مصر وأمريكا في الجمود الذي اعتراها خلال حكم الرئيس السابق باراك أوباما".
وشاطره الرأي الخبير العسكري جمال مظلوم، مشيرا إلى أن عودة هذه المناورات تعزز العلاقات بين مصر وأمريكا.
ورأى مظلوم، وهو لواء عسكري متقاعد، أن الولايات المتحدة الامريكية تحاول من خلال قرار استئناف هذه المناورات ارضاء مصر، خاصة ان الأخيرة منفتحة في علاقاتها الخارجية مع دول اخرى منافسة لامريكا.
وأكد أهمية هذه المناورات بالنسبة للجيش المصري، الذي يهتم بأن يكون على درجة عالية جدا من الاستعداد العسكري.
وأشار إلى أن استئناف هذه المناورات يعبر عن دعم أمريكي لمصر في مواجهة الإرهاب.
بدوره، قال الدكتور طارق فهمي استاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة إن عودة مناورات النجم الساطع " خطوة ايجابية من الجانب الأمريكي" تجاه مصر.
ولفت إلى أن "استئناف هذه المناورات سوف يؤسس شراكة جديدة بين البلدين، ومن الممكن أن نرى تحسنا في العلاقات خلال الفترة المقبلة".