مقالة : ممثلو البريكس يدعون إلى تدعيم سوق عالمية أكثر حرية فى مواجهة الحمائية

شيامن 5 سبتمبر 2017 /فى مواجهة الشكوك العالمية ومناهضة العولمة، دعا ممثلو البريكس خلال قمة المجموعة اليوم الثلاثاء إلى بذل جهود منسقة من قبل الدول النامية لتدعيم سوق عالمية أكثر حرية ونظام اقتصادي أكثر عدالة.

وقال سيرجي كاتيرين، رئيس غرفة التجارة والصناعة الروسية، لوكالة انباء شينخوا على هامش القمة التى دامت ثلاثة أيام فى مدينة شيامن الساحلية جنوب شرق الصين "إحدى المهام الاساسية لتعاون البريكس هي إزالة الحواجز أمام التجارة والاستثمار وجعل اقتصادنا أكثر انفتاحا".

يذكر ان تصريحات كاتيرين جاءت متوافقة مع روح البريكس الخاصة بالانفتاح والشمول والتعاون المربح للجميع التى تأكدت فى إعلان قادة البريكس في شيامن الذي صدر فى أعقاب اجتماعات الاسواق الصاعدة الخمس الكبرى يوم الاثنين.

وذكر الاعلان "نؤكد على أهمية تحقيق اقتصاد عالمي منفتح وشامل يمكن كل الدول والشعوب من المشاركة فى منافع العولمة"، مشيرا إلى ان الدول الخمس، البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب افريقيا -- ستواصل المعارضة الصارمة للحمائية."

كما حث العالم على الحماية من "السياسات التى تتجه نحو الداخل" والتوجهات التى تؤثر على فرص النمو العالمية وثقة السوق.

وقال رئيس مجلس اعمال البريكس فى جنوب افريقيا اقبال سورف ان الحمائية التى ظهرت أساسا فى العالم المتقدم "ليست معقوله"، حيث ان العولمة اتجاه لا يمكن مقاومته ولا يمكن إلغاؤه.

وأوضح "العالم متكامل بالتكنولوجيا واللغات والمعايير العالمية. العودة إلى الحمائية توجه غير ناضج وأناني."

وعلى خلفية التراجع فى سياسة التكامل، قال انه يتعين استخدام البريكس بشكل أفضل لتعزيز الانفتاح والتنمية فى الدول.

يذكر ان الجهود العالمية تجاه تدعيم سوق أكثر حرية تقوضت بسبب استراتيجية "امريكا اولا" التى قدمها الرئيس الامريكى دونالد ترامب الذى طالب باعادة المفاوضات الخاصة باتفاقية التجارة الحرة لامريكا الشمالية التى تعود الى 23 عاما مضت مع كندا والمكسيك بهدف التخلص من العجز التجاري الضخم والحد من تدفق وظائف التصنيع.

يذكر ان المكسيك، التى يعتمد قطاع التصدير فيها بشدة على الولايات المتحدة، تشعر بقلق من سياسة ترامب "اشتر الامريكي، ووظف الامريكي".

وقال السفير المكسيكي السابق لدى الصين سيرجيو لي-لوبيز "أية محاولة للانغلاق وبناء حواجز صناعية لن يفيد"، محثا البريكس والدول النامية الأخرى على العمل يدا بيد لمكافحة اتجاهات مناهضة العولمة.

يذكر ان الصين وجهت الدعوة الى المكسيك ومصر وغينيا وطاجيكستان وتايلاند للانضمام الى الحوار الخاص بالتعاون الجنوبي-الجنوبي والتنمية العالمية، وهو تحرك براجماتى لبناء نمط "بركس بلس" الذى اقترحته الصين من أجل شراكة أوسع مع الاسواق الصاعدة والدول النامية.

وقال اتول دالاكوتي، المدير التنفيذي لاتحاد الغرف التجارية والصناعية الهندية، فان البريكس، كمنصة هامة للتعاون، يتعين ان تتخذ اجراءات ملموسة لمساعدة العالم فى إدراك ان العولمة هي الطريق الوحيدة للتحرك قدما، خاصة الدول النامية.

ومؤكدا على خطاب الرئيس الصيني شي جين بينغ حول الانفتاح والتعاون، قال الاقتصادى فى بنك (ستاندارد) جيرمي ستيفينز الذى حضر منتدى أعمال البريكس يوم الاحد إن تصريحات شي ذكرت العالم كله بالاهمية الحيوية للانفتاح والشمولية للنمو عندما تظهر الإجراءات الحمائية.

وبما ان البريكس تساهم الآن بأكثر من نصف النمو العالمي، أعرب رئيس بنك التنمية الجديد التابع للبريكس كيه. في. كاماث عن ايمانه بان الكتلة ستلعب دورا أكثر أهمية فى تسهيل التجارة الحرة ودفع العولمة.

وقال "لدي ثقة بان البريكس ستقود الاجندة الخاصة بالتجارة الحرة فى المستقبل."