كانبيرا 4 أغسطس 2017 / أعلنت شركة الحديد والتعدين العملاقة في استراليا، ريو تينتو، يوم الأربعاء أكبر ربح للسهم الواحد بمقدار 1.10 دولار ، بزيادة عن 45 سنتا أمريكيا العام الماضي، وهو ما أمكن تحقيقه بفضل ثقة الشركة في الأداء المستقبلي للاقتصاد الصيني.
ووفقا لصحيفة ((استراليان فاينانشيال ريفيو)) فإن المدير التنفيذي لشركة ريو تينتو، جان سيباستيان جاكيه، قد زار الصين 4 مرات هذا العام، وهو ما أعطاه الثقة بأن الصين ستؤدي أداء حسنا عام 2017.
ونقلت الصحيفة عنه قوله "إذا نظرنا للمؤشرات، فإن الإشارات الأولية لعامي 2018 و2019 إيجابية."
ويشاطره رأيه هذا مسئولون بشركة نبيذ كبرى هي ((تريشيري واين إيستيت))، التي تنتج ماركات مثل بينفولدز ولينيدمانز وسالترام وولف بلاز.
في تعاملات يوم الأربعاء، قفزت أسهم هذه الشركة 5%. وقالت إن توقعاتها التنموية حول الأسواق الصينية ظلت ثابتة.
ويعبر بيتر درايسدل، وهو أحد كبار المحللين الاستراليين حول اقتصادات وأسواق شرقي آسيا لعشر سنوات، عن رأي إيجابي تجاه الاقتصاد الصيني.
وفي مقابلة أجراها معه ((شينخوا)) مؤخرا، قال دريسدل، وهو رئيس معهد الدراسات الاقتصادية لشرقي آسيا بالجامعة الوطنية الاسترالية، إن الأداء الاقتصادي الصيني خلال النصف الأول من عام 2017 كان رائعا، مسجلا 19.6% من النمو مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
وأضاف أن الأكثر أهمية هو أن "هيكل الاقتصاد الصيني يتحرك عموما بالاتجاه الذي تريده أن يتحرك."
وأشار إلى "نمو إجمالي الناتج المحلي الصيني في النصف الأول من السنة هو إشارة أخرى إلى التعافي بالاقتصاد العالمي ومركزية الصين فيه، حيث ساهم الأداء الاقتصادي القوي بدفع النمو للأعلى."
وقال دريسدل إن مبادرة الحزام والطريق وحملة مكافحة الفساد، قد أكدتا عزم الصين وقدرتها على المضي قدما بالإصلاح رغم عوامل عدم اليقين التي تحيط بكليهما.
وأعرب دريسدل عن التفاؤل إزاء الاقتصاد الصيني الذي قال إنه من الممكن جدا أن يستمر الاقتصاد الصيني بقوته هذا العام، "وسبب ذلك يعود جزئيا إلى الدائرة السياسية والاقتصادية بالصين، والجزء الآخر يعود إلى التعافي التدريجي للاقتصاد العالمي، وفي جزء آخر يعود إلى أن الإصلاحات الهيكلية بالصين تسير بالاتجاه الصحيح".
ولكنه حذر أيضا من أنه على الجانب الدولي، هناك الكثير من عوامل عدم اليقين في السياسة الاقتصادية، وعوامل عدم يقين أخرى ستتركز على موقف الصين من السوق الدولية، وخاصة المفاوضات بين الصين والولايات المتحدة حول الدخول إلى أسواق أمريكا الشمالية.
وقال إن صناع السياسة في الولايات المتحدة قد يضعون العراقيل أمام دخول الصين لتلك الأسواق، وهذا أمر سلبي، وهو جزء من تحديات عديدة مماثلة يتعين على الصين وشركائها في الأسواق بالعالمية، مواجهتها، وعلى الصين أن تتفاوض بدقة كبيرة حول هذا الأمر مع الولايات المتحدة، وعليها أيضا أن تعزز تعاونها مع شركائها في مجموعة العشرين، مثل استراليا ودول جنوب شرقي آسيا، بحيث تسعى لكبح إجراءات الحمائية، وتشجع على التسوية الثنائية في المفاوضات مع الإدارة الأمريكية المتعنتة.