بقلم وو سي كه، المبعوث الصيني الخاص السابق إلى الشرق الأوسط
استقبلت الصين زيارات الرئيس الفلسطيني ووزراء الخارجية والدفاع من تونس والإمارات وقطر على التتالي خلال أسبوع واحد في منتصف يوليو، لمناقشة هذه الأطراف حول حل قضايا الشرق الأوسط وتبريد الصراع الخليجي، ما يعتبر "الأسبوع الدبلوماسي الصيني والعربي".
وأعرب الرئيس الصيني شي جين بينغ تأييده مرة أخرى لقضية الشعب الفلسطيني العادلة خلال لقائه مع الرئيس الفلسطيني عباس، وطرح 4 نقاط لدفع حل القضية الفلسطينية وتقديم الأفكار الواقعية لكسر المأزق في الشرق الأوسط بالاعتماد على الحكمة الصينية: التمسك بـ"مشروع الدولتين" كأساس للحل السياسي؛ التمسك بمفهوم أمني مشترك، شامل وتعاوني ودائم؛ دفع جهود المجتمع الدولي وتعزيز قوى السلام؛ دعم السلام من خلال التنمية.
كما طرح وانغ إي وزير الخارجية الصيني خلال اجتماعه مع وزراء الدول العربية الثلاث اقتراحات صينية لحل الأزمة الليبية التي تمد لـ6 سنوات والأزمة الدبلوماسية الخليجية الأخيرة. ويمكن تلخيص الاقتراحات الصينية الى كلمة واحدة "السلام"، الذي يجسد مفهوم الدبلوماسية الصينية في الشرق الأوسط : تعزيز المفاوضات لتحقيق السلام، دعم التعايش السلمي، ودفع التنمية السلمية.
طرح "البرامج الصينية"، والتمسك بالدور الداعم للسلام، كل هذه النقاط تعود الى التزام الصين بسياساتها الدبلوماسية المستقلة والسلمية. كما يمكن الملاحظة أن الصين تواكب العصر لتضخ العوامل الجديدة في دبلوماسيتها على أساس التمسك بمبادئها الدائمة. على سبيل المثال، في
الوقت الذي أكدت فيه الصين مجددا "مشروع الدولتين"، تقترح التمسك بمفهوم الأمن المشترك الشامل والتعاوني الدائم، سعيا الى مواجهة عنايات الأطراف المختلفة للقضية الأمنية، تركيزا على تحقيق السلامة الدائمة المشتركة. بالاضافة الى ذلك، تسلط الصين الضوء على أهمية التنمية، حيث تقترح دعم السلام من خلال التنمية الاقتصادية ودفع التعاون الفلسطيني الإسرائيلي. وترغب الصين في مساعدة فلسطين على رفع القدرة التنموية المستقلة وتوفير قدراتها لاستعداد تأسيس دولة فلسطين.
وبالنسبة الى الأزمة الدبلوماسية الخليجية، فتحافظ الصين على الاتصال مع الأطراف المعنية، وتدعو الى ضبط النفس، وتؤكد أن الاستقرار الخليجي يتماشى مع المصالح الأساسية للدول الخليجية وتطلعات المجتمع الدولي. كما تحترم الصين الطبيعة الخاصة للعلاقات بين الدول العربية، وتقترح بالإخلاص على حل خلافاتهم في إطار مجلس التعاون الخليجي، وتدعم المفاوضات في أسرع وقت ممكن لتجنب تدهور الوضع الى خارج نطاق السيطرة. واعتبارا للوضع القاسي في الشرق الأوسط، أوحت الصين إن معارضة كل أشكال الإرهاب تمثل توافقا مشتركا للمجتمع الدولي، ويمكن لدول الخليج أن تجد وسيلة لحل الأزمة عن طريق محادثات صريحة على أساس مكافحة الإرهاب على نحو مشترك والاحترام المتبادل وعدم التدخل فى الشئون الداخلية لبعضها بعضا واستمرار الالتزام بتعهداتهم الدولية.
تلعب منطقة الشرق الأوسط دورا هاما للسلام والتنمية في العالم نظرا لخصائصها الجغرافية والانسانية، ويجتذب مسارها اهتماما واسعا. وإن للسلام والتنمية أولوية ملحة في دول المنطقة. والصين بصفتها عضو الدول الدائمة في
مجلس الأمن للأمم المتحدة وصديق مخلص لدول المنطقة، تدعم وتشارك دائما في الجهود الدولية للتوسط من أجل حل القضية النووية الايرانية والأزمة السورية وقضايا جنوب السودان وافغانستان وغيرها. وستواصل الصين جهودها ردا لتطلعات منطقة الشرق الأوسط والمجتمع الدولي في المستقبل.