سيونجو، كوريا الجنوبية 13 يوليو 2017 / قام أهالي كوريا الجنوبية المعارضين لنشر منظومة الدفاع الجوي للارتفاعات العالية (ثاد) الخاصة بالدفاع الصاروخي مساء الأربعاء بمواساة بعضهم بعضا في الذكرى السنوي الأولى لمسيراتهم الاحتجاجية .
وتجمع مئات الأشخاص، أغلبهم من أولئك الذين يعيشون في محافظة سيونجو بمقاطعة جيونغسانج الشمالية، تجمعوا في ساحة مفتوحة بجوار المبنى الإدارى للمحافظة للاحتفال بالذكرى الأولى لمظاهراتهم المناهضة لمنظومة ثاد.
فبعد خمسة أيام من إعلان سول وواشنطن قرارهما المشترك يوم 8 يوليو من العام الماضي نشر بطارية لثاد في كوريا الجنوبية،اختيرت محافظة سيونجو الواقعة بالمنطقة الجنوبية الشرقية من البلاد لتكون موقعا لنشر الدرع الصاروخي الأمريكي.
ومنذ ذلك الحين، لم يفوت سكان سيونجو يوما واحدا دون إقامة مسيرة مناهضة لثاد. وكالمعتاد تجمع الناس في المكان ولكن هذه المرة كان المناخ مختلفا حيث حلت يوم الأربعاء الذكرى السنوي الأولى لكفاحهم ضد منظومة الأسلحة الأمريكية هذه.
وقدمت سلسلة من العروض الموسيقية الحديثة والكلاسيكية والشعبية في الساحة المفتوحة التي جذبت أهالي المحافظة وآخرين يعيشون خارجها ولكنهم يدعمون المظاهرات المناهظة لثاد.
واستمتع المتظاهرون بالعروض الموسيقية التي تم ترتيبها لمواساة "المحاربين" المناهضين لثاد الذين صمدوا أمام هذه المحنة الشديدة في العام الماضي.
"ورغم حرارة الطقس حيث بلغت درجة الحرارة في ذلك اليوم ما يتراوح بين 37 و 38 درجة مئوية، إلا أن الكثيرين توافدوا إلى هنا"، حسبما ذكر قائد الحفل الموسيقي المناهض لمنظومة ثاد الذي أقيم تمنيا للسلام في سيونجو وشبه الجزيرة الكورية.
وتابع وهو يقف وخلفه لافتة مكتوب عليها شعار يقول (سينجو لن تتخلى أبدا عن السلام ) قائلا "لقد مر عام منذ أن بدأنا (المسيرات المناهضة لثاد). ولم نفوت يوما واحدا (دون مسيرات) سواء وسط حرارة الطقس القائظة أو البرد القارس".
وبدا أهالي سينجو أكثر تفاؤلا من ذي قبل حيث انتخب الرئيس الليبرالي مون جاي- إن في مايو ليحل محل الرئيسة السابقة التي اتخذت قرار نشر ثاد ولكن أطيح بها في فضيحة فساد.
"إنني أعلق آمالا على الرئيس مون- جاي إن الذي وعد بإجراء تقيم للتأثيرات البيئية (في موقع ثاد). وسوف يستغرق الأمر عاما لن يتم خلاله نشر المزيد من عناصر ثاد في سيونجو"، هكذا قال بانج مين- كيو وهو أحد سكان سيونجو ويدير مخبزا في المحافظة.
وذكر بانج أن قضية ثاد لم تدرج على أجندة الحوار خلال اجتماع قمة عقد بين الرئيس مون والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن في أواخر يونيو.
ورأي بعض الخبراء المحليين أن استبعاد تناول قضية ثاد خلال اجتماع القمة يدل على رغبة كوريا الجنوبية في أن تأخذ وقتها في إيجاد حل يرضى سكانها وكذا الدول المجاورة.
وتعارض الصين وروسيا بشدة نشر بطارية لثاد في كوريا الجنوبية حيث أنها تلحق الضرر بالمصالح الأمنية للبلدين وتحطم توازنا إستراتيجيا في المنطقة.
فالرادار "أيه أن/تي بي واي-2" الخاص بالدرع الصاروخي الأمريكي يمكن أن يدقق النظر إلى داخل الأراضي الصينية والروسية. فأي بطارية من بطاريات ثاد تتألف من رادار وست قاذفات متنقلة و48 من أجهزة اعتراض الصواريخ ووحدة لمكافحة الحرائق والسيطرة عليها.
وثمة شعور بعدم الارتياح مازال سائدا بين السكان المحليين في إطار استمرارية نشر عناصر ثاد في ملعب للغولف في قرية سوسيونغ - ري.
ففي يوم 26 إبريل، أي قبل حوالي أسبوعين من الانتخابات الرئاسية، تم نقل اثنتان من القاذفات المتنقلة الخاصة بمنظومة ثاد وعناصر أخرى في منتصف الليل إلى ملعب للغولف، وهو ما أحبط بشدة السكان المناهضين لثاد ومعظمهم من مواليد ثمانينات القرن الماضي وكذا نشطاء سلام .
وذكر هان هو- أوك، وهو أحد سكان سيونجو حيث ولد في هذه المحافظة ولم يترك مسقط رأسه قط طوال السنوات الـ46 الماضية، "الأهالي في سيوسيونغ- ري مازالوا يكافحوا منظومة ثاد في الشوارع رغم حرارة الطقس الحارقة".
وقال هان (46 عاما)، الذي تعهد بمواصلة مشاركته في المسيرات المناهضة لثاد حتى تعاد منظومة اعتراض الصواريخ هذه إلى الولايات المتحدة "إنني أعلق آمال على الحكومة الحالية. بيد معركتنا ضد ثاد لم تنته بعد لأنها لم تسحب بعد (من سيونجو)".