بكين 5 يوليو 2017 /اختتم الرئيس الصينى شي جين بينغ زيارة لروسيا اتسمت بعلاقات ثنائية أقوى وأجندة تعاون موسع ،ويمكن أن تمثل عامل استقرار للعالم كى يبحر فى بيئة دولية مضطربة .
وتشهد العلاقات بين الصين وروسيا " أفضل فتراتها فى التاريخ" حيث تؤدى التبادلات بين الرئيس شي ونظيره الروسى الرئيس فلاديمير بوتين دورا حاسما فى العلاقات الثنائية .
ودعا بيان مشترك موقع من الرئيسين بشأن زيادة تعميق شراكة التنسيق الاستراتيجية الشاملة ،كلا البلدين الى مواصلة التضافر بين استراتيجيتى التنمية للبلدين فضلا عن مبادرة الحزام والطريق التى اقترحتها الصين والاتحاد الاقتصادى الأوراسى التى تقودها روسيا .
ومن المتوقع استغلال طاقات ضخمة فى التعاون فى مجال الأمن السيبرانى والبحوث فى القطب الشمالى والفضاء والتجارة والتكنولوجيا والترابط والمال وتعاون فى إطار بريكس .
ويرجع الفضل فى تطوير العلاقات الثنائية إلى الاجتماعات المتكررة والفعالة بين رئيسي الدولتين .
وفى مارس 2013 بعد عدة أيام من تقلده المنصب، قام شي بزيارة دولة إلى روسيا التى كانت المحطة الأولى فى أولى رحلاته الخارجية كرئيس للدولة . وقد التقى شي وبوتين أكثر من 20 مرة خلال الأعوام الخمسة الماضية .
وخلال اجتماعاتهما فى المؤتمرات الدولية مثل قمة مجموعة العشرين فى عام 2016 ،دعا شي إلى تعاون أوثق فى القضايا الدولية والإقليمية وحماية مبادىء ميثاق الأمم المتحدة بكل تصميم.
وفى عام 2015 الذى وافق الذكرى السبعين لنهاية الحرب العالمية الثانية، حضر شي عرض الاحتفال بيوم النصر فى الميدان الأحمر فى موسكو فى الوقت الذى حضر فيه بوتين استعراض النصر فى بكين لكى يوضح كل منهما تصميمه القوى على الحفاظ على النظام الدولى فيما بعد الحرب .
وقد أصبحت العلاقات بين الصين وروسيا عاملا مهما فى الحفاظ على التوازن الاستراتيجى الدولى والسلام والاستقرار العالميين .
وخلال محادثاتهما فى الكرملين أمس الثلاثاء، تعهد شي وبوتين ببناء علاقات قوية بين القوتين الجارتين لتكون " ثقل التوازن " للسلام والاستقرار العالميين حيث تسعى الدولتان الى التنسيق على نحو أوثق من إجل عالم أفضل .
ودعما لجهودهما فى إرساء ثقل التوازن ، تعهدت الدولتان بالعمل سويا وإقامة آلية أمنية شاملة وفعالة فى منطقة شمال شرق آسيا فى أقرب وقت ممكن ،بينما شددتا على أن الحوار والتشاور هما الحل القابل للتطبيق للأزمة فى شبه الجزيرة الكورية .
كما أعربتا عن المعارضة الشديدة للتركيب الأحادى لأنظمة الدفاع الصاروخى فى أوروبا وآسيا- الباسيفيك من دول بعينها على حساب المصالح الأمنية للآخرين .
وفيما يتعلق بسوريا دعت الدولتان الى احترام سيادة سوريا واستقلالها وحثتا على إجراء حوار شامل فى سوريا لتسوية الأزمة الحالية عن طريق الوسائل السياسية والدبلوماسية .
وخلافا للتحالف العسكرى فإن الشراكة بين الصين وروسيا ترفض عقلية الحرب الباردة التى عفا عليها الزمن ولا تستهدف أى طرف ثالث .
وقد أثبتت الممارسة أن العلاقات بين الصين وروسيا ناضجة وصلبة وقادرة على الصمود للمتاعب الدولية وتعد مثالا للتعايش المتناغم والتعاون المربح للجانبين بين دولتين وجارتين كبيرتين فى العالم .
وإذا استطاعت جميع الدول والجيران من القوى الكبرى التعلم من هذا المثال، فإنه لن يفيد مصالحها فقط بل انه سوف يساعد أيضا فى الحفاظ على السلام والاستقرار فى العالم.