بكين 6 يوليو 2017 / "مقارنة بمن تخرجوا في العام 2016، فإنكم أثقل وزنا بـ 350 غراما في المتوسط، وأخذتم أربعة دروس أقل، قرأتم 1.7 كتابا أكثر، ووقعتم في الحب بـ 0.13 مرة أكثر، وانخفض معدل بقائكم عزّابا بنحو 3.3 نقطة مئوية". كانت تلك كلمات شيونغ سي دونغ رئيس جامعة سووتشو في مقاطعة جيانغسو بشرقي الصين.
لقد بات هذا الأسلوب الذي تقوم به الجامعة في حفلات التخرج محط اهتمام وتركيز وسائل التواصل الاجتماعي في البلاد .
مثل هذه الخطابات لا تحتوي فقط على المزيد من النكات والمزاح ، وإنما تعبر عن التطلعات المفعمة بالحماس تجاه شباب البلاد .
ووفقا لنتائج مسح أصدره اتحاد جامعات الإعلام الصينية فإن من بين إجمالي 117 خطابا تخرج ألقاها رؤساء وعمداء الجامعات في العام 2017 ، فقد وردت كلمات مثل ( المسؤولية ، العاطفة، التخرج، الحلم )بين أكثر الكلمات تكرارا واستخداما في الخطابات المذكورة.
وفي هذا السياق؛ شرح تشن جون رئيس جامعة نانجينغ في خطاب التخرج الذي ألقاه " كيفية مضغ جذور الخضراوات، وتحقيق إنجاز عظيم" وهو شعار الجامعة منذ العام 1900 .
وتشير جذور الخضراوات بالمعنى الضيق للكلمة إلى مرارة جذور الخضراوات، ولكنها بالمعنى الواسع للكلمة فإنها تعني المصاعب التي يمكن للشخص مواجهتها في الحياة.
وقال تشن:" عليكم أن تكونوا قادرين على تحمل النكسات التي تواجهونها في حياتكم والعمل بكل ما أوتيتم من قوة قبل أن تتمكنوا في النهاية من تحقيق الإنجازات التي تطمحون إليها" مضيفا :" ومن جهة أخرى، فإن جذور الخضراوات تشبه تماما الحياة، ولذلك؛ فإن على الشخص أن يمضغ الحياة بهدوء حتى يعرف طعمها جيدا"
وبدوره قال مستخدم للإنترنت باسم مستعار "ترايسي" على مدونة "ويبو" التي تمثل النسخة الصينية من موقع "تويتر" العالمي للتواصل الاجتماعي :" لا زلت أتذكر شعار الجامعة عندما زرتها في سن الـ 15، ومنذ ذلك الوقت، لا يزال يلهمني كلما مررت بمصاعب في الحياة".
من جانبه شدد دو شيان قانغ رئيس جامعة ووهان في مقاطعة هوبي بوسط الصين على أهمية المسؤولية التي تتميز بها قصة خه جيانغ، وهو طالب صيني ترعرع في بيئة شديدة الفقر قبل أن يتمكن من التخرج من جامعة "هارفارد" المرموقة.
وقال دو :" بدلا من الشكوى من الظروف المعيشية التي كان يعيشها في مسقط رأسه، سعى خه إلى نشر المعرفة في المناطق المحتاجة إليها، وهذا تماما؛ ما يجب أن يكون عليه فكر الشباب"، معربا عن أمله في أن يحافظ الخريجون على مشاعر الإنسانية والتعاطف العميق مع الظروف الصعبة والقاسية التي يعيشها بعض الناس في العالم، وأن يتحملوا المسؤولية لجعل العالم مكانا أفضل للعيش.
أما لي يوان يوان رئيس جامعة جيلين في شمال شرقي الصين ، فقد دعا الخريجين للتعلم من قصة الجيوفيزيائي هوانغ دا نيان الذي درس وعمل في بريطانيا لـ 18 عاما قبل أن يعود إلى الصين في العام 2009، ليقوم بعدها بمساعدة الصين على الارتقاء كثيرا في عدة مجالات تتعلق بعلومه، وساهم في تحويل البلاد إلى دولة رائدة في مجال استكشاف أعماق الأرض .
أما تشيو يونغ رئيس جامعة تسينغهوا في بكين، فقد رشح كتابا بعنوان " التاريخ القصير لفيلسوف صيني" الذي تمت كتابته من قبل الفيلسوف الصيني المعروف فنغ يو لان (1895-1990).
وقال تشيو إن على الخريجين أن يكونوا أشخاصا ذو تفكير خلاق ، وهو هدف يتطلب العمل الجاد طوال الحياة من أجل تحقيق هذا الإنجاز العظيم".