قال الرئيس الصيني شي جين بينغ يوم الاثنين إن العلاقات الصينية-الروسية تعيش "أزهي عصورها"، معربا عن أمله في أن تواصل اقتصادات مجموعة العشرين دعمها للتجارة الحرة متعددة الأطراف وقيادة النمو المدفوع بالابتكار.
وصرح شي بذلك خلال مقابلة مع وسائل الإعلام الروسية قبيل مغادرته إلى روسيا للقيام بزيارة دولة يومي 3 و4 يوليو.
وسافر الرئيس الصيني إلى موسكو يوم الاثنين لزيارة روسيا وستتبعها زيارة إلى ألمانيا لحضور خلالها قمة مجموعة العشرين في هامبورغ.
--إمكانيات هائلة في التعاون الصيني-الروسي
وقال شي إن البلدين بنيا ثقة متبادلة سياسية وإستراتيجية رفيعة المستوى، مشيرا إلى أن الصين وروسيا قد حلتا تماما قضاياهما الحدودية التي خلفها التاريخ وحولتا خط الحدود البالغ طوله 4300 كم إلى رباط من الصداقة بين الشعبين.
وقال شي إن "البلدين أقاما مستوى عال من الثقة السياسية والإستراتيجية"، مضيفا أن البلدين شريكان إستراتيجيان يحظيان بثقة بعضهما البعض.
وأعتقد أن الزيارة ستضخ زخما جديدا لتنمية العلاقات الصينية-الروسية.
وقال الرئيس الصيني إنه والرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعتقدان أنه يتعين على الصين وروسيا تعميق التعاون الاقتصادي والتجاري من أجل تعزيز الترابط بين مصالحهما وتحقيق أفضل المكاسب للشعبين.
وأردف أن "التعاون الاقتصادي والتجاري هو المجال الأوسع نطاقا في التعاون العملي الصيني-الروسي، ويتمتع بإمكانيات كبيرة"، مضيفا أن تحسن هيكل التعاون الاقتصادي والتجاري الصيني- الروسي أفضى إلى قليل من مجالات النمو الجديدة.
وأشار شي إلى أن النمو يمكن تحقيقه من خلال زيادة تجارة المنتجات الميكانيكية والكهربائية والتكنولوجية الفائقة، والتعاون الاستثماري السلس، وتعميق التعاون المالي، وتجارة المنتجات الزراعية المتنامية بسرعة، والتعاون في تنمية الشرق الأقصى الروسي بشكل أسرع، والتقدم المطرد في مشاريع التعاون الإستراتيحية، وإنشاء البنية التحتية العابرة للحدود.
وأكد شي أيضا على أهمية الجهود الثنائية الجارية لتعزيز مواءمة مبادرة الحزام والطريق المقترحة من قبل الصين مع الاتحاد الاقتصادي الأوراسي بقيادة روسيا، قائلا إن "ذلك من شأنه أن يساعد على فتح آفاق أوسع للتعاون الاقتصادي الثنائي، وتسهيل الاستثمار والتجارة، وخلق المزيد من فرص للتعاون في مجال الأعمال ، وربط ما لدينا من صناعات وتكنولوجيا ورأس مال وأسواق".
وتهدف المبادرة التي اقترحها شي في عام 2013 إلى بناء شبكات من التجارة والبنية التجارية تربط آسيا مع إفريقيا وأوروبا وما وراء خطوط التجارة لطريق الحرير القديم. وتضم الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ21.
--موقف الصين من القضايا الإقليمية والعالمية
وفي المقابلة، تطرق الرئيس الصيني أيضا إلى عدد من القضايا الإقليمية والعالمية وأوضح مواقف الصين وحلولها للحفاظ على السلام والاستقرار في العالم.
وأشار شي إلى أن نشر الولايات المتحدة لنظام ثاد المتطور المضاد للصواريخ في كوريا الجنوبية يهدد التوازن الإستراتيجي في المنطقة ولا يخدم نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية والحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة.
وأوضح شي أن الصين وروسيا حافظتا على الاتصال والتنسيق بشكل وثيق على مختلف المستويات بشأن هذه القضية. الجانبان على درجة عالية من الإتفاق فيما يخص إدراكنا لطبيعة تلك القضية والضرر الذي تلحقه"، مؤكدا مجددا على رفض بكين وموسكو "الشديد" لهذه المنظومة.
وقال إن البلدين سيتخذان الإجراءات الضرورية معا أو بشكل فردي للحفاظ على مصالحهما الأمنية الوطنية والتوازن الإستراتيجي الإقليمي.
وفي حديثه عن القضية السورية، أكد شي أن الحل السياسي هو المخرج الوحيد من تلك الأزمة.
وأوضح الرئيس أن "موقف الصين من القضية ثابت .إننا نؤكد على ضرورة التمسك بسيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها واحترام ذلك. إن مستقبل سوريا يقرره الشعب السوري بنفسه. والتسوية السياسية هي الحل الوحيد القابل للتطبيق".
وأشار شي إلى المؤشرات الإيجابية فى اجتماع أستانا في منتصف مارس وإلى التقدم الأخير الذي شهدته محادثات جنيف بوساطة الأمم المتحدة، داعيا إلى بذل المزيد من الجهود للحفاظ على الزخم لتسوية القضية السورية سياسيا.
وأشاد الرئيس الصيني أيضا بالتعاون بين بكين وموسكو في مجال مكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أن هذا التعاون جزء هام في شراكتنا الاستراتيجية الشاملة للتنسيق، ويقدم نموذجا رفيعا يحتذى لتعاون عالمي أوسع في هذا الصدد.
ولدفع التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب، دعا شي إلى رفض المعايير المزدوجة وحث المجتمع الدولي على "استغلال دور الأمم المتحدة الرائد في مكافحة الإرهاب بشكل كامل والعمل بشكل منسق وبتصميم قوي".
في الوقت نفسه، أكد شي على حل القضايا الإقليمية الساخنة بشكل صحيح "من أجل استعادة الاستقرار في سوريا ودول الشرق الأوسط الأخرى في أقرب وقت واحتواء الإرهاب المتفشي".
وأكد الرئيس الصيني على تبني "منظور طويل الأمد ومنهج متعدد الجوانب"، منهج يراعي " الجبهات السياسية والاقتصادية والثقافية، ليس بهدف التعامل مع الأعراض فقط، ولكن أيضا للقضاء على البيئة الخصبة للإرهاب."
--تطلعات من قمة العشرين
وقال شي للإعلام الروسي إنه يأمل في أن تواصل مجموعة العشرين للاقتصادات الكبرى "دعم روح شراكة التعاون المربح للجميع"، قائلا إنها هي التي ساعدت مجموعة العشرين على التغلب على الأزمة المالية العالمية.
وأشار إلى أن "النمو العالمي يواصل تجميع الزخم، وتظهر الدول المتقدمة والاقتصادات الناشئة أداء اقتصاديا أقوى. مع ذلك، تبقى هناك تحديات. وبالتالي، من المهم على الأخص لمجموعة العشرين أن تلعب دورها كمنتدى رئيسي للتعاون الاقتصادي الدولي".
وقال شي "طالما نستوعب بعضنا البعض ونبقى معا سواء كان الجو مشمسا أو ممطرا، سنتمكن من إحراز التقدم المطرد والوصول إلى مقصدنا"، مكررا عبارته التي ذكرها على مأدبة الترحيب بضيوفه خلال قمة العشرين الماضية التي عقدت في مدينة هانغتشو الصينية.
وقال شي إن مجموعة العشرين" باعتبارها قائدة الاقتصاد العالمى" يجب أن تبقى متمسكة بالتنمية المنفتحة، ودعم النظام التجارى متعدد الأطراف ومحوره منظمة التجارة العالمية، وضمان بقاء التجارة والاستثمار كمحركين للنمو العالمي.
واعتقد الرئيس الصينى أن مجموعة العشرين ينبغى أن تواصل رسم مسار النمو المبتكر والحوكمة على المدى الطويل.
وأكد أن "الدول بحاجة الى إطلاق العنان لمحركات نمو جديدة من خلال الابتكار. من المهم دفع التنمية العميقة للاقتصاد الرقمى والثورة الصناعية الجديدة، وزيادة الاستثمار في البنية الأساسية، وتوظيف السياسات المالية والنقدية وإجراء الإصلاحات الهيكلية لتحقيق نمو نشط ومستدام ومتوازن وشامل للاقتصاد العالمي".
وأبدى شي استعداد الصين لاستغلال قمة هامبورغ كفرصة للعمل مع كل الأطراف الأخرى والإسهام في النمو العالمي والحوكمة الاقتصادية العالمية الأفضل.